اغتال مسلحون مجهولون مواطنا أميركيا صباح اليوم في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وقال شهود عيان إن ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة مجهولة اشتبكوا مع الأميركي بمنطقة لكصر -أقدم أحياء العاصمة الموريتانية نواكشوط- ولاذوا بالفرار بعد أن أطلقوا عدة رصاصات على رأسه ووجهه.
وطوقت قوات الأمن المكان ومنعت وسائل الإعلام من الاقتراب من الضحية أو تصويره، كما وصل عدد من الخبراء الأمنيين بالسفارة الأميركية في نواكشوط إلى المكان، وباشروا تحقيقا صحبة الأجهزة الأمنية والقضائية الموريتانية.
وقال أحد شهود العيان إنه فوجئ بسماع إطلاق نار ورأى المهاجمين يشتبكون مع القتيل، ويوجهون الرصاص إلى رأسه قبل أن يلوذوا بالفرار، مشيرا إلى أن الضحية بقي لبعض الوقت ينزف دما دون أن تحضر قوات الأمن.
ويعمل القتيل ويدعى كريستوف لانغيس مديرا لمؤسسة “نورة لإنارة طريق الأمل والتنمية”، وهي منظمة غير حكومية تعمل في مجال تأهيل السجناء، ودعم التعاونيات الخيرية والاجتماعية.
ويقطن الضحية بالقرب من مقر عمله، ويعرف جيرانه منذ نحو سنتين، ويقول عدد من أصحاب الحوانيت المجاورة للمؤسسة للجزيرة نت إنه كثيرا ما كان يتردد عليهم، ويتودد لهم، وأنه يجيد العربية واللهجة المحلية.
ويعرف في أوساط الحي وبين عمال مؤسسته بالشيخ إبراهيم، وهو الاسم الحديث الذي اختاره لنفسه منذ أن أصبح يعمل في موريتانيا بدلا من كريستوف لانغيس.
على الرغم من ذلك يتهمه آخرون بالعمل في المجال التبشيري، ويقولون إن مؤسسته لها علاقة بمؤسسة كاريتاس التي تعمل هي الأخرى بحسب هؤلاء في المجالات التنصيرية.
ورفض وكيل النيابة ورجال الأمن تقديم أي تصريحات عن الموضوع، مشيرين إلى أنه لا يمكن الحديث في الوقت الحاضر عن ترجيح لأي فرضية ما دام التحقيق لم ينته ولم يتوصل إلى نتائج بعد.
اشتباه
وأشارالخبير في شؤون الجماعات الإسلامية محمد الحافظ ولد الغابد إلى أن بصمات الجماعات المسلحة التي توصف من قبل الأميركيين بالإرهابية واضحة في ما جرى.
ويعتقد أن هنالك بعض السيناريوهات المطروحة من ضمنها أن المسلحين كانوا يحاولون اختطاف الضحية وهو ما يدل عليه اشتباكهم معه لبعض الوقت قبل قتله.
أما الاحتمال الثاني -برأي ولد الغابد- فهو أن تكون دوافع الجناة مجرد محاولة للحصول على المال، لكنه ينوه إلى أن الزمان والمكان وطبيعة الاعتداء لا ترجح هذا الاحتمال، حيث لا يعرف عن اللصوص العاديين في موريتانيا استهدافهم الأجانب بالقتل للحصول على المال فقط.
الجزيرة