أكد الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني في معرض تعليقه على تعدد المنابر التفاوضية حول إنهاء أزمة دارفور أن التفاوض هو من منبر واحد فقط والذي تشرف عليه دولة قطر بناء على قرار الجامعة العربية وفي اطار اللجنة العربية – الافريقية التي ترعى هذا التفاوض.. وقال إن التفاوض الذي تقوم به قطر نحن ملتزمون به والمجهودات التمهيدية لهذا التفاوض سواء بتوحيد المواقف التفاوضية من قبل الدول المختلفة فهذا امر يمكن ان تقوم به مصر او الجماهيرية الليبية بالتنسيق مع السودان ونحن على اطلاع على هذا الأمر.
جاء ذلك في تصريحات للدكتور غازي صلاح الدين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السيد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية عقب جلسة مباحثات عقدت بينهما بمقر الجامعة العربية .
وحول شكوى العديد من الحركات الدارفورية بعدم تنفيذ الاتفاقات مع الحكومة وان تلك الاتفاقات بذلك تصبح امورا شكلية بين الحكومة والحركات.. قال مستشار الرئيس السوداني أنا لا علم لي عن هذه المزاعم للفصائل الدارفورية واتوقع أن تأتي هذه الشكوى من الفصيل الرئيسي الموقع والذي هو الان في حكومة الوحدة الوطنية وعلى كل حال ان اي اتفاقية بها ضمانات داخلية.. معتبرا ان الضمانات الحقيقية هي التواجد الفعلي في الساحة السياسية والعمل من أجل تحقيق مطالب الاتفاقية.
وفيما يتعلق بالمطالب برفع العقوبات عن السودان ورفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتصريحات المبعوث الامريكي للسودان جريشن حول فرض عقوبات ذكية ورفع جزئي للعقوبات على السودان.. اوضح الدكتور غازي صلاح الدين انه وفقا لتقارير الادارة الامريكية نفسها فان السودان لم يشارك مطلقا في اي عمل ارهابي ضد الولايات المتحدة الامريكية وانه ليس دولة ضالعة في الارهاب.. مضيفا ان قضية رفع اسم السودان من القائمة انما هي تقدير سياسي من الادارة الامريكية وبالتالي ليس هناك اي مبرر لا قانوني ولا سياسي او اخلاقي لإبقاء اسم السودان في هذه القائمة فضلا عن ان الحديث عن رفع العقوبات جزئيا عن جنوب السودان وابقائه على شماله هذا امر خطير للغاية في نظرنا وغير مقبول لانه يكرس للانقسام في البلاد.
وقال الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني ان الاجتماع الرباعي الذي شهدته القاهرة يوم امس الأول – الاحد- بحضور المبعوث الامريكي للسودان الجنرال جريشن هو اجتماع تشاوري جاء بدعوة مصرية ولا ينشيء آلية جديدة انما جاء للتشاور وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالعمل من اجل حل ازمة دارفور وتطبيق اتفاقية السلام.. كاشفا بهذا الصدد عن التوصل خلال هذا الاجتماع الى رؤى ومواقف مشتركة فيما يتعلق بالتفاوض القادم.
وعن تصاعد مطالب الجنوب السوداني بالانفصال عن الشمال اوضح الدكتور غازي صلاح الدين ان عدم الاستقرار في الجنوب يؤثر على الجنوب مباشرة وكل المنطقة المحيطة به بما في ذلك منطقة شمال السودان.. وقال ان حفظ الامن والاستقرار في جنوب السودان مسئولية حكومة جنوب السودان التي تسيطر عليها الحركة الشعبية وهذه مهمتها وعليها القيام بها.
وفيما يتعلق بما تردد عن عدم تنفيذ الاتفاقيات وصف الحديث بعدم تنفيذ الاتفاقيات بأنه غير دقيق.. وقال: ان اتفاقية السلام على سبيل المثال نفذت على مستوى عال ولا تزال هناك بعض القضايا العالقة ولكن هذه الاتفاقيات تحمل في داخلها آليات للمتابعة والتقييم ورقابة على هذه الاتفاقات من قبل المجتمع الدولي والاقليمي وهذه هي الضمانات التي تمكننا من تنفيذ هذه الاتفاقات.. مبينا ان اتفاقية السلام على وجه التحديد قد قطعت شوطا كبيرا في التنفيذ.
ولدى تطرقه لزيارته الحالية للقاهرة اوضح الدكتور غازي صلاح الدين انها تأتي لغرض عقد لقاءات مع المسؤولين في مصر.. كما ان مباحثاته مع الامين العام للجامعة العربية جاءت بغرض شرح الاوضاع في السودان واطلاع السيد عمرو موسى بصفة عامة على الاوضاع هناك ومجريات الامور والتشاور حول آفاق الحلول والخطوات التي تتخذ من اجل ايجاد حلول نهائية لتلك المشكلات وتطبيق الاتفاقات القائمة.
ومن جانبه شدد السيد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية على ضرورة وضع حد للازمة الدارفورية.. لافتا الى ان هناك حركة سياسية وتغيرا في السياسة الامريكية نحو تفعيل الحوار بشأن انهاء تلك الازمة وتحقيق الاستقرار على الساحة السودانية فضلا عن التعاون الامريكي مع الجامعة العربية وكذلك الجهود المبذولة في اطار اللجنة -العربية -الافريقية – برئاسة دولة قطر وجهود منظمة المؤتمر الاسلامي لاحراز تقدم على الساحة السودانية.
وقال موسى انني اعتقد انه يمكن ان نعمل جميعا لاحراز تقدم بالنسبة للوضع السوداني.. كما أن وضع حد لازمة دارفور اصبح مسألة ملحة ولابد ان نصل الى اتفاق بشأنها خلال الشهور القليلة القادمة.
كما أكد ضرورة العمل على احلال السلام والاستقرار في السودان.. مشيرا الى أن مسألة رفع العقوبات الامريكية عن السودان مسألة نتطلع اليها وسوف نصل اليها في ظل الحركة الاقليمية والدولية النشطة في
هذا الاتجاه بحيث لاترفع هذه العقوبات عن اقليم دون آخر لأن فرض عقوبات جزئية على السودان أمر يمكن ان يكرس للتوتر داخل السودان وخارجه.. وقال نحن نرفض اي خطوة تكرس الى تفرقة بين جنوب
وشمال السودان.
ولدى تطرقه لمباحثاته مع الدكتور غازي صلاح الدين اوضح انها تعلقت بالوضع في دارفور والوضع في الجنوب.. وقال تطرقنا الى نتائج الاجتماع الرباعي التشاوري الذي استضافته مصر حول الوضع في السودان فضلا عن مباحثات الجامعة العربية مع الجنرال سكوت جريشن المبعوث الامريكي للسودان التي تمت يوم امس الأول الاحد.
واضاف ان المباحثات تطرقت كذلك الى الامور المطروحة في هذا الصدد على جدول اعمال وزراء الخارجية العرب المقرر عقده يومي 9و10 سبتمبر بمقر الامانة العامة للجامعة العربية وكذلك اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بالسودان ثم اجتماع اللجنة العربية – الافريقية المشتركة المقرر عقده في نيويورك على هامش اجتماعات الامم المتحدة والحركة الحثيثة التي يجرى القيام بها وتنشط فيها الولايات المتحدة الامريكية متمثلة في الجنرال جريشن مما يجعل القضية السودانية في حالة نشاط كبير.
الراية القطرية