مستشار البشير يعتبر الإتفاق الإطار «إنجازاً أفريقياً لا تشوبه أيادٍ خارجية»

مستشار البشير يعتبر الإتفاق الإطار «إنجازاً أفريقياً لا تشوبه أيادٍ خارجية»
الخرطوم – النور أحمد النور
رئيس وفد الحكومة لمفاوضات دارفور: إطلاق أول دفعة من سجناء المتمردين غداً

اطلع الرئيس السوداني عمر البشير على الاتفاق الذي وقعه مستشاره، مسؤول ملف دارفور غازي صلاح الدين مع زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل ابراهيم في نجامينا برعاية الرئيس إدريس ديبي. وينتظر أن يوقع على الاتفاق في الدوحة غداً قبل بدء محادثات لطي أزمة دارفور بحلول منتصف آذار «مارس» المقبل.

واعتبر صلاح الدين الاتفاق بين حكومته و «حركة العدل والمساواة» «إنجازاً سودانياً – تشادياً – أفريقياً لا تشوبه أي أيادٍ خارجية». وقال خلال مؤتمر صحافي عقب عودته من نجامينا إن أهم بنود الاتفاق هو الشروع الفوري في التفاوض في شأن اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الامنية لابرام اتفاق نهائي و «وداع الحرب في دارفور».

وأضاف أن هناك إشارات إطار في شأن قسمة الثروة وضرورة أن يتوافق عليها الطرفان، إضافة الى إشارات أخرى لاقتسام السلطة تُحدد مجالاً للنظر في صورة أدق لهذه القضية. وأوضح أن الاتفاق يشمل معالجة قضايا النازحين واللاجئين وإعادة التعمير والترتيبات الأمنية، وأن يسود حسن النيات والتضامن السياسي بين طرفي الاتفاق.

وقال صلاح الدين إن المهم خلال الأيام المقبلة هو الاتفاق على القضايا الجوهرية في دارفور، مشيراً إلى أن «حركة العدل والمساواة» قد تسهم وتشارك في الحكومة المركزية أو حكومات الولايات أو المؤسسات المختلفة في الدولة بعد التوقيع على الاتفاق.

وأكد أن الاتفاق لا يأتي خصماً على مفاوضات الدوحة أو تخلياً عن أي مجموعات دارفورية موجودة في الداخل أو الخارج، لافتاً إلى أن الاتفاق تم بعلم الوسيط المشترك باسولي ودولة قطر. واعتبر الاتفاق تسريعاً لمفاوضات الدوحة.

وأعرب المسؤول الرئاسي عن شكره وامتنانه للرئيس إدريس ديبي ورجال دولته الذين استضافوا المفاوضات وأداروها بمهنية ومعرفة عالية، وكان لاقتراحاتهم الجيدة والبناءة كل الفضل في الوصول بالمفاوضات إلى بر الأمان.

وعلى صعيد متصل، وقعت الحكومة السودانية في الخرطوم أمس، اتفاقاً مع مجموعة تسمى «حركة العدل والمساواة» قطاع اقليم كردفان، يقضي بوقف كل مظاهر العنف والعودة إلى الوطن. وأكد رئيس «حركة العدل والمساواة» أحمد وادي الذي كان أحد قيادات الحزب الحاكم في اقليم كردفان قبل خروجه منذ أكثر من ثلاثة أشهر في مؤتمر صحافي عقب توقيعه أمس اتفاقاً في الخرطوم، أن حركته لا تحركها أي أياد أجنبية ولا تتبنى خطاً للخروج عن الوطن. وأوضح أنها حركة مطلبية من أجل تنمية ومشاركة عادلة.

وكشف وادي وحدة جماعته مع «حركة العدل والمساواة» بزعامة خليل ابراهيم، مع احتفاظهم بخصوصيتهم في العمل السياسي في اقليم كردفان المجاور لدارفور، وإدراج ملف كردفان مع ملف دارفور والمساواة بينهما، إضافة الى دعم الحركة مادياً وعسكرياً.

وحمل في شدة على الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في ازمة دارفور جبريل باسولي الذي رفض التفاوض في قضايا اقليم كردفان بحجة أن التفويض الذي يحمله لا يخوله الحديث عن غير قضية دارفور. واعتبر ذلك غير منطقي ومراوغة، معرباً عن تطلعهم الى التنمية ومشاركة سياسية عادلة.

من جهة أخرى، أعلن مرشح «الحركة الشعبية لتحرير السودان» للرئاسة في السودان ياسر عرمان مقاطعته الإعلام الرسمي، احتجاجاً على ما سماها سيطرة حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم على الإعلام، على رغم تحذير المفوضية العامة للانتخابات.

وقال عرمان خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم إنه سيقاطع التسجيل الخاص به في تلفزيون السودان لاستعراض برنامجه الانتخابي المزمع يوم الأربعاء المقبل، احتجاجاً على ما وصفه بأنه إهدار موارد الوطن والمواطن على حزب واحد.

واعتبر أكبر فشل لاتفاق السلام الذي وقعته حركته مع «حزب المؤتمر الوطني» وأنهى 20 عاماً من الحرب الأهلية في جنوب السودان، أنه ترك أجهزة الدولة كما هي تحت سيطرة حزب واحد، في إشارة إلى «حزب المؤتمر الوطني».

واتهم عرمان الأجهزة الإعلامية بعدم توعية المواطن بتعقيدات العملية الانتخابية وعدم فتح منابرها أمام قادة الرأي العام والمجتمع المدني والمرشحين للحوار. وقال إن حركته بالتعاون مع أحزاب المعارضة ستقدم شكوى إلى مفوضية الانتخابات ومطالبتها بتكوين مجلس محايد لإدارة وسائل الإعلام المملوكة للدولة، وكانت الحملات الانتخابية للمرشحين بدأت منذ 13 الشهر الجاري، وستجرى هذه الانتخابات تحت إشراف دولي لاختيار الرئيس ونواب البرلمان وحكام الولايات. ويتنافس في الانتخابات التي تستمر حملتها أكثر من شهرين، أكثر من أربعة آلاف مرشح يمثلون 66 حزباً، إضافة إلى 12 شخصاً يتنافسون على الرئاسة الجمهورية أبرزهم الرئيس الحالي عمر البشير.

وفي سياق آخر، حمل زعيم «الحزب الشيوعي» ومرشحه للرئاسة محمد ابراهيم نقد في شدة على الحكومة، ورأى أنها غير مؤهلة للاستمرار في الحكم لأنها تعمل تحت ضغط دولي ومشغولة ببقائها. وبدا واثقاً من حدوث تغيير سياسي في البلاد، ودعا الى التفكير في مرحلة ما بعد حكم البشير والاستفادة من التجارب السابقة لتجاوز سلبياتها. ورأى أن «انقسام الاسلاميين أضعفهم كثيراً».

ودشن نقد في احتفال في الخرطوم امس حملة «الحزب الشيوعي» بحشد جماهيري كبير، وحذر من الاطمئنان الى عدم حدوث انقلابات في البلاد. ورأى أن الانقلابات يمكن أن تحدث، مؤكداً رفض حزبه أي محاولات من هذا النوع، وتمسكه بالتحول الديموقراطي والتداول السلمي للسلطة.

ورفض اتهام «الحزب الشيوعي» بالعمالة والالحاد والسعي الى التخريب واعتبرها «اسطوانة مشروخة»، مؤكداً أن الشيوعيين لم ينقرضوا وسيظلون فاعلين في الساحة، وأن السودان أغلى من أن يباع.

ودعا نقد الله أن يرفع عن البلاد ابتلاء الدكتاتورية والتسلط، ودعا الى حل أزمة دارفور على غرار اتفاق السلام الشامل. ورأى أن حل الأزمة في الاستجابة الى مطالب أهلها، وخصوصاً تمثيلهم في الرئاسة والاقليم. واعتبر بقاء النازحين واللاجئين في المخيمات عبئاً وطنياً، واتهم الحكومة بدعم مليشيا «الجنجاويد»، لافتاً الى أن دارفور ليست فلسطين حتى يشرد اهلها.

وطالب نقد بمنع أي انتكاسة في اتفاقات السلام، ودعا الى تكتل سياسي في منبر واحد حتى لا تتمزق البلاد. وأوضح أن البرلمان المقبل سيكون من مهماته حصر المظالم وتحديد الضحايا وتخييرهم بين القصاص أو العفو والتعويض. ونادى بلجنة للحقيقة والمصالحة كما حدث في جنوب افريقيا والمغرب.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *