بسم الله الرحمن الرحيم..
مزيد من تضييق الخناق على الجنرال الهارب!!
عبدالغني بريش اليمى….
وافق مجلس النواب الأمريكي الخميس 17/5/2012 على قطع المعونة الاقتصادية عن أي بلد يستضيف رقاص السودان عمر البشير ، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في تهم إبادة وجرائم أخرى .
وقد وافقت لجنة المخصصات على هذا البند، في إطار مشروع قانون المعونات الخارجية الذي سيخفض حجم نفقات وزارة الخارجية الأمريكية والمساعدات الخارجية نحو 9% .
وفي سياق العقوبات على الدول التي تستضيف البشير، قالت النائبة الديمقراطية نيتا لاوي إننا جميعا نتفق على أن الوضع في السودان يبعث على الأسف، وإنه يجب محاسبة البشير عن جرائمه. وأضافت: إن الرئيس السوداني زار خلال الثمانية عشر شهرا الماضية بلداناً كثيرة، منها إثيوبيا والصين ومصر وتشاد ومالاوي وقطر وليبيا والسعودية العراق .
يبدو أن ساعة الصفر باتت قريبة جدا ، أو أنها على الأقل أمريكياً وحتى هذه اللحظة قد حسمت لصالح بداية نهاية النظام السوداني ورئيسه عمر البشير الذي يرقص فوق جثث مواطنيه لأكثر من عشرة سنوات .
إنها منظمات وجمعيات حقوق الإنسان في أمريكا وأوروبا وأفريقيا التي افتتحت مسلسل جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق على مصراعيه ، وأعطت طرف الخيط للدول الغربية ومنظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ودعت إلى القبض على عمر البشير وتسليمه للجنائية الدولية للإجابة على التهم الموجهة إليه بإرتكاب يندي لها جبين البشرية .
إنها البداية حقوقياً ومنظماتياً ، لتكتمل الصورة دوليا واقليميا مع رفض رئيسة ملاوي زيارة عمر البشير لبلادها لحضور قمة الاتحاد الأفريقي لهذا العام ، وتصريحات الرئيس الفرنسي الجديد – فرانسوا أولاند بقطع المساعدات الفرنسية عن الدول التي تستقبل البشير .. ودعوة الأمم نظام الرئيس عمر البشير إلى التحرك لحماية المدنيين في جبال النوبة والنيل الأزرق بعد قرابة السنة من سفك الدماء .
إن الخناق يضيق أكثر على النظام السوداني المتهاوي ، بحيث أصبح يعاني من مشكلة اقتصادية طاحنة خاصة بعد وقف نفط منطقة هجليج على اثر احتلال جيش الجنوب لها ، والتزوير الذي يقوم به لعملته المحلية ليبدو الوضع الاقتصادي تحت السيطرة ، والصادرات السودانية إلى الخارج توقفت تماما ، اضافة إلى ما أفرزه الوضع الميداني في جبال النوبة/جنوب كردفان والنيل الأزرق ، يؤكد أن النظام بات محشورا في زاوية ضيقة .
إن الخطوة التي اتخذها مجلس النواب الأمريكي ، والتصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي الجديد فور انتخابه ، والمواقف الإقليمية الجديدة تجاه عمر البشير ، كلها تعني أن العالم لا يمكن له أن ينتظر أكثر من هذا .. بينما النظام السوداني يقتل مواطنيه بدم بارد وكأنهم لا يستحقون حياة الدنيا .. وأن الأوان قد حان لبحث كيف يمكن للمجتمع الدولي توفير مزيد من الحماية للمدنيين السودانيين في كل أرجاء البلاد ، وأن تكون من بين الخيارات المطروحة لحماية المدنيين النوبة والنيل الأزرق ، هي فرض حظر الطيران الحكومي في هاتين المنطقتين ، وارسال بعثة أممية من قوات حفظ السلام الدولي لتنفيذ أمر محكمة الجنائية الدولية القاضي باعتقال البشير وتسليمه للاهاي .
إن إقامة العدل ، هي الطريق الآمن لتحقيق السلام العادل والشامل في السودان ، وإنصاف الضحايا هو المدخل الحقيقي للإستقرار ، ومعاقبة الجناة والقتلة والسفاحين ، هي الضمان الأكيد لعدم تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلا . والقول بغير ذلك يعد مخاطرة معروفة نتائجها على السلم والأمن الإقليميين والدوليين ، واستمرار للإنتهاكات الخطيرة ، وابقاء على أسباب الصراع ، وتكريس ثقافة الاستقواء ، والاحتكام لغير سيادة القانون .
الجرائم المرتكبة في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق على يد عمر البشير وزمرته ، تعد واحدة من وصمات العار التي ستطبع على جبين البشرية جمعاء ، حين غضت الأمم المتحدة بصرها وتغاضت عن جريمة بشعة أودت بآلاف الأرواح من الدارفوريين والنوبة ، دون أن يحاسب الجلاد السوداني لقرابة العشر سنوات على جرائمه . وإذا لم يتحرك المجتمع الدولي الآن في جبال النوبة والنيل الأزرق فإن المجازر ستتكرر باستمرار ما دام النوبة من دون دولة توفر لهم مظلة تحميهم وتدافع عن حقوقهم .
قرار مجلس النواب الأمريكي القاصي بمنع المساعدات عن الدول التي تستضيف الجنرال الهارب من العدالة الجنائية بمثابة بزوغ فجر جديد ليصوغ تحولات سياسية عند الأمريكان . كما أنه يعني ان الجرائم البشعة والفظيعة التي ارتكبها البشير بدأت تأخذ مسارا عند الأمريكان ، ويضع الرئيس السوداني الهارب في مرمى استهدافهم السياسي . وعلى الاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي ومنظمة دول الخليج العربية حذو حذو الأمريكان ومنع البشير من دخول أراضيه ، بل القبض عليه وتسليمه للجنائية الدولية .
والسلام…………
[email protected]