محمد بشير ابونمو
[email protected]
لا بد أولا من مقدمة تعريفية للعناصر المكونة لعنوان المقال ، الطويل نوعا ما ( العنوان) ، وبالطبع البشير لا يحتاج الى تعريف ولكن القصد بصحافة الارتزاق تحديدا ، هى وصف لاثنين من الصحفيين المعروفين ، هما الصادق الرزيقي ويوسف عبدالمنان ، و سأبين لاحقا فى الحلقة القادمة علاقاتهما بصحافة الارتزاق والعنصرية . اما عائلة دقلو ، فالمقصود بهم افراد نافذين من اسرة قائد المليشيا الأشهر ” برتبة الفريق الزائفة” محمد حمدان دقلو ، والأفراد النافذون من هذه العائلة هم الفريق دعم سريع حميدتى دقلو وشقيقه اللواء دعم سريع / عبدالرحيم دقلو وعمه العمدة عميد دعم سريع / جمعة دقلو .
موضوع هذا المقال هو لتوضيح المخاطر
” المرعبة ” التى تلوح فى الأفق الآن والتى ربما لا يراها البعض الذين ليسوا على اطلاع قريب عن تعقيدات علاقات القبائل المرتبطة بحواكيرها وخاصة في شمال دارفور ، والوضع الهش ، وربما المستفز الذى خلقه ” آل دقلو ” فى الفترة الاخيرة فى شمال دارفور وتحديدا فى منطقة ” زُرُق” . سيناريو ” آل دقلو ” ظهر بصورة واضحة ، ويبدو انه مبرمج له مسبقا لافتتاح رسمى official launching ، عندما زار والى شمال دارفور ” قرية زُرق” بمعيّة كامل اللجنة الأمنية للولاية وبرفقة قائد الدعم السريع حميدتي دقلو مع وفد اعلامى تم اختياره بعناية لتصوير وتحوير الواقع وفق ما يريده حميدتى وأفراد العائلة ، وذلك لتدشين قرية نموذجية والإعلان عن تحقيق ” حلم استعادة الأرض ” حسبما أعلن عنه العمدة / العميد دقلو ، وسوف نبين ذلك بعد قليل . مواصلة لأحكام حلقات التآمر اردف قائد المليشى دقلو مناسبة الافتتاح بزيارة أخرى تمت بترتيبات سابقة وتوزيع للأدوار من قبل آل دقلو ، حيث كُـلِّف اللواء عبدالرحيم دقلو باصطحاب بعض رجال الاعمال من الخرطوم الى الفاشر لتعزيز الزيارة الرسمية لافتتاح الرسمى لمنطقة زرق كنقطة ارتكاز استيطاني بغية الانطلاقة الى المناطق الاخرى فى دار الزغاوة.
فى هذه الرحلات الموصوفة بالعودة إلى أرض المعياد، تم توزيع الأدوار لثلاثتهم لتوصيل رسائل محددة ودفعها للإعلام، وكان مضمون خطاب العمدة العميد دعم سريع / جمعة دقلو هو أن هذه الأرض قد سُلبت منهم قبل ٣٨٠ سنة خلت ، وعادوا اليها الان بصدد تعميرها والاستقرار فيها ، ورسم خريطة كروكية لارض ” الميعاد ” حدودها ليبيا شمالا ، دولة تشاد غربا ، ديار الكباييش شرقا وجبل ميدوب جنوبا ، وبذلك مسح الرجل بلمحة بصر وبالاستيكة من خريطة دارفور حاكورة كاملة وواسعة لقبيلة الزغاوة تسمى ” دارزغاوة ، وهى ديار للملايين من شعب الزغاوة كما هو معروف فى التاريخ والجغرافيا ، ولم يُبين الشيخ العميد دعم سريع / جمعة دقلو مِنْ مَنْ استعادوا هذه الأرض وكيف وإلى أين يذهب من كانوا يقطنونها منذ ٣٨٠ عام ، التاريخ الذى حدده هو عندما تم إجلاء اسلافه من هذه الأرض حسب زعمه ؟
اما ” الفريق ” دعم سريع حميدتى بعد أن شكر الرئيس البشير على وقوفه معهم فى هذا ” المشروع ” وشكر ايضا السعودية والإمارات على دعمهم بالتمويل، أكّد إنهم بصدد تعمير ” الشمال” بشكل عام لغرض استقرار العرب الرحل ، وقال انه لا بد من خلق بيئة جاذبة حتى يأتي اليها الناس . ولأن من يتوقع إحضارهم هناك ليسوا بالتأكيد من نزحوا من هذه المناطق الى مخيمات النزوح واللجوء ، وبالتالى سكت سعادة ” الفريق ” ان يقول إنهم بصدد خلق بيئة جاذبة لإحضار العرب الرحل من تشاد ومالي والنيجر لإحلالهم بدل سكان الأرض الأصليين . اما اللواء دعم سريع / عبدالرحيم دقلو فكان مهامه الاهتمام برجال الاعمال الذين احضرهم من الخرطوم وتوفير ما طاب ولذ من لحم الحبار والغزال ، وكانت رحلة استجمام ممتعة لهولاء من زحمة الخرطوم وهوائها الملوث ب ” كوش ” عبدالرحيم محمد حسين ، والتى خلفها الان للفريق هاشم عثمان الوالى الجديد ، اما موضوع الاستثمار المزمع فنصحيتنا لوفد رجال الاعمال : كلوا ما طاب لكم من لحوم الصيد والحبارى وارجعوا الى حيث اتيتم وتذكروا المقولة الشعبية المرتبطة بالاستثمار وهى : رأس المال جبان ، لان الجبن احيانا تعقل فى حد ذاته ، فلا عاقل يفكر فى الاستثمار فى ارض على فوهة بركان
يتبع
محمد بشير ابونمو
الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨