مرت افراح عيد الاضحي الضحية انسان الهامش
حسن اسحق
منذ تداول مصطلح الهامش والمركز ،واليته ذات منهجية والاقصاء،المركز لم يكن يوما يهتم ويقدر انسانية انسان الهامش جنوبا وغربا وشرقا والانسان النوبي في اقصي الشمال مورس ضده التهميش التاريخي بتدمير متعمد ومقصود لحضارته ذات العمق التاريخي الضارب في عمق التاريخ القديم.كل الحروبات التي انتشرت نيرانها في الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق ودارفور في الاقليم المتألم بسياسة الاحلال والابدال والشرق ايضا،هذه المناطق كلها تقع في الهامش الاجتماعي السياسي الاقتصادي ،وضحاياه من لاجئين ونازحين انساها المبعد والمستبعد عن قصد،المركز المسيطر انقلابيا في الوقت الخالي او ديمقراطيا في السابق،نزعة التضامن والتآزر كانت مفقودة .انسان الجنوب الذي استقل واسس دولته في قبل عام اكد للجميع عدم رغبته في الوجود في وطن يميز بين ابناءه في جميع مؤسسات الدولة وحتي الجوانب الثقافية والا جتماعية لها دور في الابتعاد عن دولة الاقصاء .جاء العيد وفرحت الشعوب السودانية،لكن هناك شعوب عانت اثناء العيد في جبال النوبة .
معاناة الوسط الاقتصادية لا ينكرها الامكابر ومتغاضي ،وفي حالة اجراء مقارنة بين الوسط والولايات الاخري،هم افضل حالا،لم يتجرعوا مرارة الحرب ،ولكن تذقوا قساوة التهميش الا قتصادي من راسمي سياسة الاسلام السياسي وعقليته العروبية المتنمرة علي الهامش منذ اكثر من (5)عقود.ان العيد في مناطق الحروب المفروض عليها قانون الطوارئ ،السجن من ابرز ملامحه ،البؤس والشقاء صورة تشكل واقع يسعي الكثيرون لاستبدالة بكل السبل المتاحة،ذاكرة العيد تحمل بصمات الصمت المبكي وابتسامة الوجه الدامي،انه عيد مناطق الحروب والطائرات القاصفة لا بار المياه،انه عيد مشوه صورته مقززة ومنفرة ،وبعد كل هذا تخرج احزاب المركز ببيانات الادانة لتل ابيب ،لتدميرها مصنع اليرموك المنتج للاسلحة التي تستخدم داخل الوطن او داعمة لجهات خارجية ،الجميع يتمني ان يخرج انسان المركز في تظاهرات تطلب من النظام ان يفتح ممرات الاغاثة في مناطق النوبة والفونج ومنع تسليج جماعات ضد اثنيات مستهدفة ،حتي تكون الصورة التي تتشكل لانسان الهامش ان انسان المركز متعاطف مع قضاياهم،لكن الصورة ابعد من ذلك.
حسن اسحق
صحفي