كمال سيف
عندما وعد الوالي مواطني ود بندة أن الرئيس عمر البشير سوف يأتي إليهم شخصيا و قدمت دعوة للرئيس أعتذر أنه سوف يسافر في تلك الفترة إلي أديس أبابا و لكن الحقيقة أن جهاز الأمن و المخابرات طلب من الرئيس عدم الذهاب باعتبار أن المنطقة غير أمنة و فيها عناصر منتشرة لحركة العدل و المساواة الأمر الذي جعله يرسل مساعده الدكتور نافع علي نافع الذي زرف دموع التماسيح ليس إشفاقا علي أبناء المنطقة أو ضحاياها أنما كان الدكتور نافع يبكي علي نفسه و علي نظامهم السياسي الذي بدأ يفقد قاعدته التي اعتقد أنها تسانده.
لقد وصلتنا المعلومات أن الدكتور نافع علي نافع قبل ذهابه كان يعلم بحيثيات الاجتماع الذي جري في القيادة العامة قبل سفر الرئيس إلي أديس أبابا حيث أجتمع و وزير دفاعه الفريق عبد الرحيم محمد حسين في اجتماع تنوير الضباط العظام بالتطورات السياسية و خاصة مع دولة جنوب السودان و قد تحدث الضباط أن القوات المسلحة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد ليس في استطاعتها أن تفتح جبهة حرب مع دولة جنوب السودان و قالوا أن التهديدات التي بدأت تطلقها بعض القيادات و تقرع فيها طبول الحرب ليست في مصلحة القوات المسلحة و كانوا يقصدون حديث نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج أدم يوسف في الجزيرة و التي حذر فيها دولة جنوب السودان من عدم دعم التمرد في ولايتي النيل الأزرق و جنوب كردفان و أن جوبا ليست ببعيدة علي القوات المسلحة اعتقد الضباط العظام أنها دعوة للحرب و لا تفهم إلا كذلك و قالوا أن القوات المسلحة ليست مستعدة من كل النواحي اللوجستية و مقدراتها القتالية في فتح جبهات عديدة في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي تعاني منها البلاد و قالوا أنهم غير مستعدين تحمل مسؤولية حرب يعلمون أنها انتحار لجنودهم بسبب النقص في المعدات و العتاد إلي جانب الجبهات العديدة التي تقاتل فيها القوات المسلحة.
و بعد رفع الاجتماع كان الشك يساور الجميع لذلك قرر الضباط العظام رفع مذكرة إلي وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم و بعد 48 كانت المذكرة قد سلمت للسيد وزير الدفاع في يده ممهورة بتوقيع 700 ضابط من الرتب المختلفة أهم ما جاء في المذكرة الأتي.
1 – أن القوات المسلحة السودانية غير مستعدة لخوض حرب مع دولة جنوب السودان في هذا الظرف الخطير الذي تمر به البلاد.
2 – أن ضباط القوات المسلحة كانوا يعتقدون و من خلال بيان الثورة الأول أنهم جاءوا لمحاربة الفساد و لكن للأسف أن الفساد قد عم البلاد و نخر في عظمها و طال حتى القوات المسلحة حيث أن صفقة الدبابات ” 200 دبابة” الأخيرة التي جاءت من أكرانيا اتضح أنها ديابات قديمة و مستعملة و هذه الصفقة قد تمت من خلال مكتب السيد وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين حيث أشرف عليها مدير مكتبه اللواء النعيم خضر و تمت بمشاركة اللواء الطيب المصباح قائد فرقة الفاشر و اللواء أحمد عابدون قائد فرقة نيالا.
3 – اضطرت القوات المسلحة الاستعانة بالمهندسين المصريين من أجل معرفتهم بهذه الآليات و لكنهم اعتذروا باعتبار أنها معدات قديمة و لا توجد لديهم قطع غيار ثم أرسل السيد رئيس الجمهورية بعد التفاهم مع وزير الدفاع الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل لسوريا رغم الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا و موقف السودان منها و لكن السوريين اعتذروا مما اضطرت الدولة أن تبعث إلي أكرانيا لكي ترسل طاقم من المهندسين علي أن تدفع الدولة لهم 9 مليون دولار من يتحمل هذا الفساد الذي استشري حتى داخل القوات المسلحة.
4 – يجب وقف تدخل القيادات السياسية المدنية و بالتحديد قيادات المؤتمر الوطني في شؤون القوات المسلحة و عدم الخوض في المنابر العامة و اللقاءات الجماهيرية في الحديث عن الحرب أو إطلاق صيحات الحرب و الوعيد.
5 – أن الظرف التاريخ الخطير الذي تمر به البلاد و التحديات التي تواجه الدولة داخليا و خارجيا يستدعي وحدة الصف الداخلي و هذه لا تكون من خلال تحالفات هشة أو تعين أبناء للسادة أو الوجهاء أنما تتطلب موقفا سياسيا بإجراء إصلاحات حقيقية في نظام الحكم يؤدي لمشاركة حقيقية للقوي السياسية و ليس قوي صورية كما هو الحاصل الآن.
6 – أن القوات المسلحة رغم أنها تخوض حروب ضد التمرد داخل البلاد و لكنها تجهل تحركات و عمليات تنفذ داخل البلاد مثل عملية اغتيال الدكتور خليل إبراهيم و من الجهة التي نفذتها و ما هو دور السلطة السياسي في ذلك.
7 – بعد رفع المذكر للقائد الأعلى للقوات المسلحة السيد رئيس الجمهورية نترقب اصلاح حقيقي داخل القوات المسلحة.
بعد الحصول علي المعلومة سألت أحد قيادات القوات المسلحة هل السلطة سوف تسكت علي مثل هذا الإجراء أم سوف تعتقلهم جميعا؟ قال حقيقة أن السلطة لا تستطيع اعتقالهم حاليا لآن العدد الموقع علي المذكرة كبير و ليس معروف أبعاده داخل القوات المسلحة لذلك هي سوف تراقب تحركاتهم جميعا و خاصة الرتب الكبيرة و لكن مقبل الأيام سوف يكشف بعدها لآن المذكرة لم ترفع فقط للعلم أنها طالبت بإصلاحات سياسية و طالبت بمحاربة الفساد داخل القوات المسلحة و في دولاب الدولة و تقديم المفسدين للعدالة.
كمال سيف
[email protected]