محلل سياسي : القوات المسلحة مدعوة لإتخاذ موقف من حروب الإنقاذ التي تدفع ثمنها بارواح ضباطها وجنودها

دعا محلل سياسي القوات المسلحة إلى إتخاذ موقف من سوء الإدار السياسية لحكومة المؤتمر الوطني الذي تدفع كلفته بأرواح ضباطها وجنودها .
وقال ان معركة جاو الأخيرة بين القوات الحكومية وقوات الجبهة الثورية أدت إلى تدمير لوءاين ، وإلى تشتيت حوالي (3) آلاف من الضباط والجنود ، وقتل المئات منهم ، وجرح مئات آخرين . ولا تقتصر الخسائر الإنسانية على أرواح الضباط والجنود ، وحسب ، وانما تمتد كذلك إلى اسرهم وذويهم . هذا فضلاً عن الخسائر المادية الجسيمة في المعدات والآليات ، بما فيها عدد من الدبابات ، واستيلاء قوات الجبهة الثورية على (3) دبابات ، و(300) دوشكا و(140) عربة ، وكل هذه موارد عزيزة للشعب السوداني ، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة ، وكان من الممكن استخدامها في حماية الشعب وصيانة سيادته واستقلاله ، وليس في سفك دماء أبنائه .
وأضاف ان أرواح ضباط وجنود القوات المسلحة معلقة على رقبة المؤتمر الوطني ، كسلطة اقلية استبدادية طفيلية ، عاجزة – بحكم طبيعتها السياسية والاجتماعية – عن الاستجابة لتطلعات الأقاليم المهمشة في التنمية والعدالة والمشاركة السياسية ، وغير قادرة على إعادة انتاج سلطتها إلا في اطار من التجزئة والاحتراب .
وقال ان القوات المسلحة إذ تتحول إلى (درقة) في يد المؤتمر الوطني لا تفقد أرواح ضباطها وجنودها وحسب ، وانما تفقد روحها وشرفها العسكري كذلك ، فتتحول إلى قوات إبادة لشعبها ، والشواهد على ذلك أكثر من ان تحصى – في ملايين القتلى في الجنوب ، ومئات الآلاف في دارفور ، وآلاف القتلى في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وشرق السودان ، وتشريد وتجويع ملايين السودانيين في شتى الإتجاهات – و آن أوان ان يسال ضباط وجنود القوات المسلحة أنفسهم ، عمن يدافعون ، وعلى أي الصدور يفتحون النيران ،  ولأي غاية ؟
وأضاف لقد أشعلت قيادة المؤتمر الوطني الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق بدعوى نزع أسلحة الجيش الشعبي ، وامكان تحقيق ذلك بالقوة في غضون أسبوعين ، ونقترب الآن من العام ، وكلما استمرت الحرب كلما إزداد تسليح الجيش الشعبي من القوات المسلحة نفسها ! بل وحطم الجيش الشعبي أكبر متحركين في تاريخ الحرب ، المتحرك الهادف إلى الاستيلاء على كاودا وتم تحطيمه في الدار بتاريخ 23 فبراير ، والمتحرك الهادف لقطع الطريق بين جنوب كردفان والجنوب وتم تحطيمه في جاوا بتاريخ 25 فبراير ، وخسرت القوات المسلحة في المتحركين ما لا يقل عن ألف قتيل وجريح .
وقال المحلل السياسي ان هزائم القوات المسلحة الأخيرة تؤكد هبوط روحها المعنوية لعدم قناعتها بحروب الانقاذ ضد شعبها ، ولكن بدلاً من القناعة السلبية التي تجعلها تواصل سفك دماء شعبها وخسارة أرواح أفرادها فانها مدعوة إلى إتخاذ موقف ايجابي وفعال بالانحياز إلى جانب الشعب بسلاحها وشرفها العسكري والمساهمة في تخليصه من عصابة الفاسدين التي تحكم باسم القوات المسلحة .
(حريات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *