لندن: مصطفى سري
يعقد مجلس السلم والأمن الأفريقي اجتماعا اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مخصصا حول الأوضاع في السودان على ضوء تدهور الأوضاع في إقليم دارفور وفشل المفاوضات بين الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية في السودان الذين يقاتلون الحكومة في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق منذ أكثر من عامين، في وقت يلتقي فيه رئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي اليوم مع عدد من قيادات الجبهة الثورية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على هامش اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي.
يتزامن ذلك مع إعلان الأمم المتحدة عن نزوح أكثر من 40 ألف مواطن بسبب أعمال العنف التي شهدتها مناطق في شمال وجنوب دارفور، الذي لقي بدوره إدانة دولية واسعة للخرطوم.
ويجتمع مجلس السلم والأمن الأفريقي اليوم في أديس أبابا لبحث آخر تطورات الأوضاع في السودان، على ضوء تقرير يدفع به رئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي، والذي يقود الوساطة بين دولتي السودان وجنوب السودان، كما يتوسط بين الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية في السودان، لكنه فشل في تحقيق أي تقدم بين حكومة البشير والمتمردين في آخر جولة عقدت بين الطرفين بداية مارس (آذار) الحالي، وأعلن عن تأجيل المفاوضات إلى أجل غير مسمى، وسيقدم مبيكي تقريرا كاملا إلى الاجتماع حول جولات التفاوض والمقترحات التي كان قدمها إلى الطرفين، ويتوقع أن يحيل مجلس السلم والأمن الأفريقي التقرير إلى مجلس الأمن الدولي الذي أصدر القرار 2046 في أبريل (نيسان) 2012 وضع خلالها خارطة طريق.
من جهة ثانية يعقد مبيكي اجتماعا مع قادة الجبهة الثورية على هامش اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي اليوم، ويعد لقاء مبيكي مع قيادات الجبهة الأول من نوعه منذ أن جرى تكليفه من قبل الاتحاد الأفريقي في عام 2011 مسؤولا عن ملف السودان، وأكد قادة الجبهة الثورية خلال لقاء ضمهم الجمعة الماضي مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي على الحل السياسي الشامل للأزمة السودانية من خلال منبر تفاوضي موحد.
وكانت قيادات من الجبهة الثورية ممثلة في رئيسي حركتي تحرير السودان مني أركو مناوي والعدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم والقيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي التوم هجو قد عقدت سلسلة اجتماعات مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي الدكتورة انكوسازانا دلاميني زوما وآخرين في المنظمة الأيام الماضية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لأول مرة منذ تشكيل تحالف الجبهة الثورية في عام 2012.
من جانبه قال نائب رئيس الجبهة الثورية رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي لـ«الشرق الأوسط» إن الجبهة أكدت التزامها بالتسوية الشاملة عبر الحوار مع الحكومة السودانية شريطة توفر المناخ الملائم له عبر مناقشة القضية الأمنية ودمج مسارات التفاوض وليس تعدد المنابر كما هو الحال، مشددا على أن المؤتمر الوطني الحاكم ليس مستعدا وغير جاد في إجراء الحوار حتى مع القوى السياسية التي وافقت للدخول معه في المبادرة التي أطلقها قبل شهر، وتابع: «مشروع الإخوان المسلمين في السودان قد فشل في تقديم نموذج جيد في الحكم، فقد كانوا وراء تقسيم البلاد وإشعال الحروب في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق»، وقال: «نحن في الجبهة الثورية أكثر جدية ولدينا مبادرة واضحة المعالم تتمثل في توحيد المنبر التفاوضي للقضية السودانية، ليقود إلى حوار شامل بين كل الأطراف».
وفي السياق ذاته، أعلنت الأمم المتحدة عن نزوح 40 ألف شخص بولايتي شمال دارفور وجنوب دارفور على خلفية توسع العمليات العسكرية في الإقليم، وأعربت عن قلقها من تزايد القتال خلال مطلع مارس بين المتمردين والقوات الحكومية، ولفت مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تقرير دوري أصدرته أمس (الأحد) إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص من مناطق أم حجير، وبركة تولي، وشمة ودونكي دريسة، والقرى المحيطة إلى جانب نزوح 20 ألفا آخرين من مناطق في شمال دارفور، وأشار التقرير إلى أن الاحتياجات الأولية تتمثل في الغذاء والمأوى والمياه، ونوه بمعاناة نازحي معسكر السلام بولاية شمال دارفور من شح المياه، لافتا إلى أن منظمات الإغاثة تحاول جاهدة لتوفير مياه الشرب.
وكانت الخارجية الأميركية جين بساكي أعربت عن قلق بلادها البالغ إزاء تصاعد حدة أعمال العنف في إقليم دارفور غرب السودان، خصوصا بعد الهجوم الذي شنته قوات موالية للحكومة حديثا، وقالت إن واشنطن تدين الهجمات على المدنيين وتدعو حكومة الخرطوم إلى وقف أعمال العنف وإنهاء حملتها العسكرية المصحوبة بالقصف الجوي على دارفور.