طالب مجلس الأمن الدولي السودان بالانسحاب الفوري ودون شروط من منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها مع جنوب السودان، وجدد تفويض بعثته لحفظ السلام في المنطقة، في السياق يأمل وسيط الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي في تحريك المفاوضات بين الخرطوم وجوبا المعلقة منذ المعارك الحدودية بين البلدين الشهر الفائت.
تأتي هذه التطورات في وقت كشف فيه جيش جنوب السودان الأربعاء عن قرب حصوله على صواريخ مضادة للطائرات للدفاع عن أراضيه ضد هجمات جوية تقول جوبا إن طائرات الخرطوم تشنها بشكل متكرر.
وسيطرت الخرطوم في مايو/أيار من العام الماضي على منطقة أبيي التي تعد منطقة رئيسية في إنتاج النفط وتضم أراضي رعي خصبة، وذلك بعد هجوم من جنوب السودان على قافلة للجيش السوداني. وتسببت تلك الأحداث في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
ورغم سحب جنوب السودان الأسبوع الماضي قوة الشرطة التي تضم 700 فرد من أبيي، فإن إدريس إسماعيل فرج الله نائب السفير السوداني في الأمم المتحدة انتقد هذه الخطوة باعتبارها نهجا خاطئا.
وقال للصحفيين إن الانسحاب يجب أن يحدث بشكل متزامن وتراقبه جهة يتفق عليها الجانبان. وأضاف أن ما حدث هو اتباع حكومة جنوب السودان نهجا جزئيا وليس النهج الشامل الذي يدعو السودان إليه.
وتوقع أن تثمر زيارة ثابو مبيكي الخرطوم نتائج إيجابية في مهمته الهادفة للتوسط بين السودان وجنوب السودان.
في المقابل أبدى سفير جنوب السودان في الأمم المتحدة فرانسيس نازاريو استعداد حكومته لاستئناف المحادثات مع السودان، داعيا الخرطوم للانسحاب من أبيي.
استئناف الوساطة
وفي القرار الخاص بتجديد تفويض البعثة -التي يبلغ عددها 3800 إثيوبي- رحب مجلس الأمن بسحب جنوب السودان قوة الشرطة من المنطقة، ودعا حكومة السودان إلى سحب كل قوات الجيش والشرطة الباقية من منطقة أبيي “فورا ودون شروط مسبقة”.
كما دعا المجلس السودان وجنوب السودان أيضا إلى “سرعة إنشاء إدارة منطقة أبيي”، ووصف الوضع هناك بأنه يشكل “تهديدا خطيرا للسلام والأمن الدوليين”.
في غضون ذلك يلتقي الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي -الذي وصل أمس إلى الخرطوم- مسؤولين سودانيين في مقدمهم الرئيس عمر البشير أثناء زيارته التي تستغرق يومين في محاولة لتحريك المفاوضات بين الخرطوم وجوبا، على أن ينتقل لاحقا إلى جوبا في إطار وساطته.
وأوضح مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلف الشؤون الأفريقية جوني كارسون الأربعاء أنه بصدد تشجيع الجانبين على تقديم مقترحات بشأن المسائل الرئيسية التي تقسم البلدين.
وأضاف من واشنطن في مؤتمر مع صحفيين من عدة دول أفريقية، أنه لم يحصل استئناف شامل للمحادثات بين المعسكرين، لكن هناك “أمورا حصلت”. إلا أن المسؤول الأميركي أكد ضرورة أن تسير الأمور “بسرعة أكبر مع التزامات أقوى”.
من جانبه أعلن المتحدث باسم حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين الخميس أن وفد جوبا مستعد للمحادثات “لكن مبيكي لم يوجه بعد الدعوات أو يحدد موعدا بسبب تردد الخرطوم”.
وأضاف “أعتقد أنهم يريدون التأكد من حضور السودان للمفاوضات قبل دعوة الأطراف الأخرى” مستغربا عدم إدانة الاتحاد الأفريقي “تلكؤ السودان”.
صواريخ مضادة
وفي قرار تبناه في الثاني من مايو/أيار الجاري، حض مجلس الأمن الدولي الجارين على وقف معاركهما على الحدود تحت طائلة فرض عقوبات، وعلى استئناف محادثاتهما في الـ16 من الجاري على أبعد تقدير بهدف حل خلافاتهما في غضون ثلاثة أشهر.
ولم يتوصل البلدان إلى التفاهم على سلسلة مسائل بقيت عالقة أثناء انفصال الجنوب في يوليو/تموز الماضي وفي مقدمها ترسيم الحدود وتقاسم العائدات النفطية ووضع منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها.
وعلى الرغم من أشهر من المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي، تراكمت التوترات إلى أن استولى جنوب السودان لمدة عشرة أيام على منطقة هجليج النفطية بالشمال مما دفع الخرطوم إلى الانسحاب من المحادثات.
وأدت المعارك آنذاك إلى الخشية من نشوء نزاع جديد مفتوح بين الشمال والجنوب اللذين خاضا حربا أهلية بين 1983 و2005 موقعة قرابة مليوني قتيل.
وفي جوبا أيضا قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لرويترز إن جيش جوبا يعتزم الحصول على صواريخ مضادة للطائرات، في إطار خطة الدولة لتحديث وتسليح قواتها المسلحة التي قاتلت من قبل الخرطوم لسنوات في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان.
ولم يوضح من أين سيسعى جنوب السودان لشراء الصواريخ المضادة للطائرات ولا نوعها، مضيفا أن “هذا يعتمد على السوق والإرادة السياسية للبيع لنا”.
بدورها نقلت صحيفة “سودان تريبيون” عن قائد جيش جنوب السودان جيمس هوث ماي أن قواته ستكون لديها صواريخ مضادة للطائرات “خلال بضعة أشهر”.
المصدر:وكالات