اولا : فى بيان ان د النعيم يدعم بقوة اى جهد يعطى (المسرفين على انفسهم) املا بانهم من (عباد الله) وفى حظيرة الاسلام – وان الله يغفر الذنوب جميعا :
1- لقد اطلع الشعب السودانى على الحملة المنظمة التى شنها استاذ خالد الحاج وابراهيم عبدالنبى ضد دكتور عبدالله النعيم – على الشبكة العتكبوتية بموقع سودانيواون لاين– والحملة فى اهدافها المعلنة تستهدف القول بان اطروحات د النعيم التى يطرحها عن العلمانية – ومناصرته لمواثيق حقوق الانسان بشكل مطلق وبدون استثناء بما فى ذلك تلك التى تتعارض مع قيم الدين الاسلامى مثل حقوق (المثلية الجنسية) — لا تخوله الحق ان ينسب نفسه للاستاذ محمود ولا للفكرة الجمهورية – كما انه بهذه الرؤى مفارق لقيم ومبادئ الشريعة الاسلامية الغراء – وكل قيم السماء – لقد اطلع الشعب السودانى على عنف اللسان والحقد الاعمى لدى خالد الحاج –والرغبة الجامحة فى الالغاء والاقصاء والانتقام (بلا رحمة) من د النعيم!!
2- ان محاولة الصاق تهمة تاييد المثلية الجنسية بدكتور النعيم هى محاولة سخيفة لايصدقها اى شخص له ادنى معرفة بدكتور النعيم – واعتقد ان الوقوف عندها يحقق اغراض الذين ارادوا اكل لحم د النعيم حيا والارتواء من دمه لانه فى نظرهم تطاول حين ابتكر لنفسه مشروعا (علمانيا) وصار يروج لمشروعه (هو) بعد ان افنى شبابه وزهرة عمرة فى خدمة الفكرة الجمهورية والترويج لها – ويكفى فى هذا الاطار بيان ان د النعيم قد افاد (خطيا) بانه لا يوافق على المثلية الجنسية ولا على العلاقات الجنسية خارج الزواج . ان من حق اى طائفة دينية اخلاقية ان ترفض (المثلية الجنسية) – ولكن كيف تتصرف الدول والمجتمع الكوكبى مع المثليين؟ هل تحشرهم فى افران الغاز على طريقة الهولوكست؟ لقد عالج الاخ قصى همرور هذه الزاوية بمهارة عالية فانا احيل الى مساهمته الرائعة فى هذ الخصوص — ويعنينى ان اقول ان د النعيم قد انطلق فى نشاطه الذى يعيبه عليه خالد الحاج – انطلق من قيم الفكرة الجمهورية الداعية لمنح الامل للمذنبين بان رحمة الله واسعة – واية الامل للمذنبين من كتاب الله هى قوله تعالى : (قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطنوا من رحمة الله – ان الله يغفر الذنوب جميعا) صدق الله العظيم .
3- يشعر الانسان بالامتعاض والغرف حين يقوم خالد الحاج وابراهيم عبدالنبى باسقاط ذات تهم التكفير والاباحية التى كان يوجهها خصوم الفكرة للجمهوريين – يقوم المذكوران باسقاط هذه التهم على د النعيم !!
هل نسى خالد ما كان يواجهنا به المعارضون – د الامين داود وغيره بشان تحليل المحرمات فى الفكرة الجمهورية – ص 47 من الرسالة الثانية – (فاذا استمر السير بالساير الى نهاياته المرجوة – وهى تمام نقاء السريرة – وكمال استقامة السيرة (عادت جميع الاعيان المحسوسة الى اصلها من الحل) وانطبقت الاية الكريمة – (ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات—ثم اتقوا وامنوا – ثم اتقوا واحسنوا –والله يحب المحسنين)؟
هل نسى خالد قولة الفكرة الجمهورية (فالعقاب ليس اصلا فى الدين – وانما هو لازمة مرحلية تصحب النشاة القاصرة)؟ ص 88 الرسالة الثانية.
هل نسى خالد الحاج ان الفكرة الجمهورية تدافع عن حق (ابليس) فى دخول الجنة – فما بالك بمن دونه من المذنبين من المثليين وغيرهم ؟!!
4- كتابات خالد الحاج وابرهيم عبدالنبى عن د النعيم والتى تنضح بالحقد الاعمى والكراهية ورائحة الدم كشفت للمجتمع السودانى – وخاصة للجيل الذى كان بالجامعات السودانية خلال فترة ما بعد المصالحة الوطنية (1977) وعودة اتحاد داود يحى بولاد والتجانى عبدالقادر –وما صاحب ذلك من عودة الحياة للنشاط الطلابى بالجامعات وتاسيس اركان النقاش الجمهورية فى الجامعات والشوارع – شاهدنا ان نقاشات خالد الحاج الدموية الماسونية القاتلة معنويا لدكتور عبدالله النعيم تكشف لهذا الجيل الوجه (الاخر) من الجمهوريين الذى يغطيه وجه الحوار والجدل والطرح الموضوعى – واعنى بالوجه الاخر طريقة تعامل الجمهوريين مع الخصوم الفكريين والسياسيين – وجه (اشداء على الكفار).
5- فقاقيع صيحات خالد الحاج وابراهيم عبدالنبى قادمة من قاع البحر – من داخل سفينة الجمهوريين الغارقة – وهى تشبه صوت (البعاتى) – لان الصوت الجمهورى مات من زمان — والمشروع الجمهورى قد انتهى (ولو لحين ) بموت الاستاذ – وقد اعلن القيادون الذين اجتمعوا بالحلفايا — فى بحرى بمنزل د احمد المصطفى المبارك عقب تنفيذ حكم الاعدام مباشرة – اعلنوا نهاية النشاط الجمهورى بناءا على اقوال سابقة صدرت من الاستاذ نفسه مفادها ان الدعوة التى لاتنتصر فى حياة صاحبها (دعوة ناقصة) – وفى رواية اخرى ( فتنة). واعلن شيخ سعيد شايب انه ليس مرشد الجمهوريين — ولا خليفة الاستاذ – وانه فقط كبير الجمهوريين.
ثانيا : لماذا لا يبذل خالد الحاج جهده (الهدام – الحاقد) فى تاسيس مشروع فكرى خاص به ؟ او فى ترميم الفكرة الجمهورية وتحويرها من (رسالة) الى مشروع اصلاحى مثلا؟
أ – لقد شكل موت الاستاذ – واعدامه على يدى (النميرى) – شكل صدمة كبيرة للجمهوريين – والصدمة كانت من جهتين – الاولى اننا حتى عشية 17 يناير 1985 كنا نقول على الملا – وفى جامعة الخرطوم – ان الاستاذ لن يموت غدا – وان النميرى او غيره لا يستطيع ان يتصرف فيه – فخاب فألنا !! والجهة الثانية ان يتم اعدام الاستاذ من النميرى!! من النميرى الذى انفقنا 16 سنة فى تاييده؟ هذا يعنى بالقطع ان ما كنا نمارسه من تاييد للنميرى (عمل غير صالح)!! وهذا يعنى ايضا ان الاستاذ لا يعلم الغيب كما كنا نعتقد – بل — هو لا يملك حتى فراسة المؤمن العادى!!
ب- بعد سقوط نظام نميرى فى ابريل 1985 لم يجلس الجمهوريون ليناقشوا اسباب فشل المشروع الجمهورى – وايجاد خطة (ب) لرعاية ضحايا المشروع وذلك بتحويل النشاط الى جمعية خيرية ترعى شؤون المجتمع الجمهورى الضحية.
ج- بدلا من مواحهة اسباب فشل المشروع الجمهورى اختار خالد الحاج الهروب الى الامام — اعنى الهروب التام من مواجهة الاسئلة المحرجة بدءا باين الخطا؟؟ – فقرر ان المشكلة لم تحصل اصلا – اى ان الاستاذ محمود لم يمت (وما تقتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).
د- الحقيقة ان اسباب فشل المشروع الجمهورى تعود الى (الاستاذ محمود نفسه) اذ ان 99.99% من الفكرة الجمهورية هى امور تتعلق بشخص الاستاذ محمود وكونه (رسول الرسالة الثانية الذى اتاه الله الفهم من القران واذن له فى الكلام – وانه محفوظ — التى = معصوم – وانه يعلم الغيب – وانه الاصيل الواحد صاحب الشريعة الفردية التى اخذها من الله كفاحا بلا واسطة—وانه الحى الذى لا يموت — الخ) . هذه هى الحقيقة التى يهرب منها خالد الحاج – ويغطى على هروبه بعنف اللسان .
و- ان السبب الاساسى ل (حملة وهجمة) استاذ خالد الحاج على د النعيم هى كما صرح بذلك خالد الحاج نفسه هى ان د النعيم يجاهر بانه (ليس وقتجى) – اى انه (لا ينتظر (وقت) تجلى الاستاذ محمود) فى مقرن النيلين) !! نعم (محمود) الذى اعدمه وصلبه النميرى الساعة العاشرة صباج الجمعة 18 يناير 1985 (فى جريمة العصر النكراء) وتم دفنه بالصحراء – يعود !! من حق خالد الحاج ان يعتقد مثل هذا الاعتقاد لنفسه – ولكن ما نرفضه ان (يكفر ) د النعيم لانه لا يعتقد مثل هذا الاعتقاد الخرافى – هذا ما نستنكره – واكاد اجزم ان لو كان لخالد الحاج سلطة زمنية (ولو غير مباشرة) لسعى الى تصفية د النعيم جسديا– ودونك الدليل – فقد اعتبر الجمهوريون ضربة النميرى للانصار فى الجزيرة ابا وودنوباوى (حسنة للنظام) واعتبرنا تصفية النميرى للشيوعيين فى عام 1971 (انجازا) من انجازات مايو – وظل الجمهوريون يحرضون نظام مايو على الصادق والترابى والشريف حسين الهندى وذلك فى عملية تصفية حسابات سياسية مرتبطة بمساهمة الطائفية والاخوان المسلمين فى محكمة الردة عام 1968
ثالثا : خالد الحاج يتوهم ان الفكرة الجمهورية هى التى صنعت د النعيم – فاذا لم يؤمن النعيم (بخرافة عودة محمود بصفته المسيح) فيجب هدمه :
1- ما يقوم به خالد الحاج من حملة مسعورة ضد د عبداله النعيم هو عنف لسان ولؤم جمهورى اصيل – وحسبنا الله ونعم الوكيل — فخالد الحاج يريد ان يقول لدكتور النعيم : (نحن خلقناك – وكبرناك – وكذلك بمقدورنا ان نهدك – ونعيدك الى الصفر) اذا خرجت من طوعنا. فحمة خالد الحاج ضد النعيم هى (حمة تجريد) ماسونية مغرضة .
2- علاقة الفرد الجمهورى بالمجتمع الجمهورى هى (علاقة العبد بسيده) – فالعبد موجود لسيده مفقود لذاته – فالفرد الجمهورى بمجرد التزامه تجرى له عملية غسيل دماغ — يفقد فيها ذاته ويتحول الى دمية — وبيوت الاخوان فى امدرمان والمدن الاخرى هى معامل لغسيل الدماغ – فميزة د النعيم انه ولد عز (ابن العميد معاش احمد النعيم) – الذى ربى اولاده وبناته تربية نبلاء وعلى الكرم والبشاشة وحسن الاستقبال و ماشاء الله على خلقهم جميعا – فلن تقدح كتابات خالد الحاج وابراهيم عبدالنبى ابدا فى اخلاق د النعيم — لم يتعرض النعيم لغسيل الدماغ لانه لم يسكن فى (بيوت الاخوان) حيث معامل تفريغ الدماغ – درس النعيم القانون الذى بطبيعته يمنح دارسه كارزمة—ثم ذهب الى انجلترا للدراسات العليا – رغم ان المجتمع الجمهورى كان يحرض ضد الدراسات العليا – وتزوج فى وقت مبكر رغم ان المجتمع الجمهورى لا يشجع على الزواج – وشاهدنا من كل هذا ان عبدالله النعيم لم يخضع لعملية غسيل الدماغ – ولم يتم تحطيمه من الداخل .
3- الفكرة الجمهورية هى مؤسسة وطنية سودانية تستمد دعمها من عضويتها ومن الشعب السودانى الذى يشترى الكتاب الجمهورى – الذى اريد ان اقوله هو ان عبدالله النعيم اعطى هذه المؤسسة اكثر مما اخذ منها – بل كان حجة وبرهان على تواضع الجمهوريين – فهو اكبر من ساهم فى تسويق الفكرة خارج السودان – لذلك فان محاولة( تجريده) قد زادت معدنه الاصيل لمعانا — وزادت الجمهوريين هوانا.
قصى همرور وعبدالله الامين ونهاية مؤامرة الصمت على لؤم خالد الحاج:
حملة خالد الحاج الدفتردارية الانتقامية ضد د النعيم لم تكشف فقط عن لؤم خالد الحاج وانما كشفت عن طائفية المجتمع الجمهورى – فهو مجتمع لا ينهى بعضه عن المنكر – انما يخشاه خالد الحاج هو ان اعلان د النعيم عن مشروعه العلمانى سيغرى قطاعا من الجمهوريين المحبطين الذين طال انتظارهم لعودة الغائب — بغادرة محطة الفكرة الجمهورية—الى اى وجهة فى الارض – ولعلهم يتذكرون فى هذا المقام قولة المعرى:
وتعجز عن رد الموت عنى — وتوعدنى اذا ما برئت عظامى ؟!!
فخالد الحاج قد قصد بحملته تهديد اليائسين من الجمهورين بالويل والثبور وعظائم الاموران هم خرجوا من بيت الطاعة الجمهورى.
لقد وقف الزملاء قصى وعبدالله الامين امام البلدوزر – خالد الحاج فى اداء فرض الكفاية نيابة عن المجتمع الجمهورى فى ردع المعتدى – وقالوا (قولة الحق) لخالد الحاج – واخرجوا المجتمع الجمهورى من عار مؤامرة الصمت.
ابوبكر القاضى
الدوحة 27 اكتوبر 2012
[email protected]