متى يتوقف نزيف دماء الأبرياء فى إقليم دارفور المنكوب؟
بمناسبة عيد الفطر المبارك – التحيّة الخالصة للشُرفاء- والعار والخذلان للجُبناء والخونة
حمّاد وادى سندْ الكرتى
المحامى والباحث القانُونى
[email protected]
بمناسبة حلُول عيد الفطر المُبارك , نبعثُ بالتحيّة الخالصة للشُرفاء الأجلاء , وأخُصُّ التحيّة الممْزوجة بعبقْ الشّرف والكرامة والضمير الإنسانى , لأُولئك النّفر – الذين قدّمُوا أرواحهمْ رخيصةً فى سبيل الدفاع عن حقُوق المحرومين والمهمّشين فى إقليم دارفُور – المنطقة الواقعة فى غربْ السُّودان الذى يشهدْ أكبّر وأعْظم كارثة إنسانيّة على مستوى العالم فى الوقت الراهن .
نعم كلّ التحيّة الخالصة – للقائد – والمفكر – الإنسان الغالى – ذو النظرة الثاقبة – والتفكير العميقْ – والأخ الحنُون – إليك أخى وأنت ترقدُ فى قبْرك مُطْمئناً , بأنْ قُمت بما يمليهُ عليك ضميُرك وشرُفك وعزّتك ورفضُك , للظلم والقهر والتكبُّر والتسُّلط , والعبوديّة والإهانة والإضطهاد – اليك أخى ورفاقائك الأجلاء, وبمناسبة عيد الفطر المُبارك – أبعثُ بتحيّة خالصة من أعماق قلبى لك وامثالك – الى الأستاذ – جمّالى حسنْ جلال الدّين – ذاك القائد الهُمام – الفذ- الذى حصدت روحه الطاهرة رصاصة الغدر والجُبن , أخى إننى لا أملكُ شىء سوى ان أقول لأعدائك أعداء الإنسانيّة مايلى :
قبَيحُ هُو وجْهَكَ المرْسُومْ مِن أشلاءِ قتْلآنا
جَباَنُ هُو سَيْفُكَ المسمُومْ فِى أحشاءِ موْتَانا
وَضِيعُ هُو صَوتُك المرْصُودْ فِى آنّاتِ آسْرانا
بالتُوارةِ – والإنجيلِ – وقرْءانَا – والقيِمْ والضمِير الإنْسَانى الطبيعِى
وَيسْألنِى فِى دَارفُور المنكُوب آمامَ القبرُ طفل
لماذا لايزور الموتُ آوْطاناً سِوانا ( سِوى دار زغاوة , مساليت , وفور …الخ )
لماذا يسْكر العرْبيدُ مِنْ أحشاء أمْىِ وأخْتِى
ويجعل خمرهُ دوماً …. دِمانا
أخى الكريم جمالى حسن جلال الدين – إن الطغاة والمستبدين فى وطنك يختالون كالطاؤس فوق الأبرياء – فى الصّبح يشرب المُستبدين دمُوع شعب يرزح بأكمله تحت رق العبوديّة واليائس والإستعمار- فى الليل يسكر المتسلطين الطغاة بالدماء – ويقولون إن الحكم شىء من صفات الأنبياء – وتراهم يتشدقون ولايبالون بإسلام إمتزج بنفاق عميق – والإسلام منهم بُراء – يامن قدمتم أرواحكم فى سبيل الحقْ – إن الطُغمة الظالمة فى السُّودان يحكومون بلادكم , وكأنهم ربّ الخليقة يفعلون مايشأؤن – يحيّون من يشأون ويقتلُون من يشاؤن – يدخلون القبر من يشاؤن – ويسكونُون اخرين فى القصور الشاهقات – وعلى حساب جماجم الإبرياء هم هكذا يفعلون .
نعم يختارون من يحيا ومن يمضى الى دار الفناء – وبأنهم قدر – إذا ما اصدروا تعليماتهم لايرد لهم قضاء .
ولكن لامحالة أنهم سُوف يموتون أو يقتلون إذا ما إرتدت رصاصة الغدر فى جبين الجناة – وسوف تلفظهم القبور وتلاحقهم اللعنات الربانيّة والبشريّة على السواء – لقد تشيْطن القوم , وبلغ شيطنتهم حداً لايُطاق ابداً …ولكن الصُّبح أتى لامحال وإن طال – أين قارون وفرعون ؟ أين من أبادُوا الأرْمن ؟ أين نيرون ؟ أين هتْلّر الذى ارتكب المذابح ؟ أين ساسشيكوا-الذى كان أنصاره يهتفون له بالدم بالروح نفديك ياساسشيكوا- فكان مثله مثل كل ناعق قاده الإفتراء والتكبّر الى الهلاك .
أين- تايلور- حاكم ليبريا السابق- الذى قتل المدنيين فى السيراليون ؟ أين سلوبدان ملسوفيتش واعوانه الجُبناء الذين يتّموا اطفال البوسنة والهرسك- فقتلوا فى يوم واحد على مايربوا العشرة الالاف قتيل مشمولين بصراخ الأطفال وإستغاثة النساء ودعوات العجزة الذين لاحول لهم ولاقوة ولكن زجُّوا جميعا الى الهلاك بفعل الطغاة ؟- أين قادة الخمير الحُمر الذين ابادوا الشعب الكمبودى – نعم لقد قتلوا أكثر من ثلاثة ملايين شخص , بين الأعوام 1975-1979م- أين هم الأن ؟ إن التاريخ والناس يلعنهم بشدة – أين واين ,والف أين – أين كل أولئك الطغاة المستبدين – الإجابة – إنهم الى الهلاك هم السّابقون – وأسلافهم لهم لاحقون لامحالة .
كل التحيّة الخالصة لك ولشهداء الثورة المجيدة – رفقاء الدرب والسلاح والمقاومة من اجل العزة والكرامة وإحقاق الحق , وإن طال الزمان .
كما نبعث بتحيّة خالصة لأولئك الجنُود والضباط الذين حكّمُوا عقُولهمْ وضمائرهمْ , فرفضُوا الإنصياع للتعليمات التدميريّة البربريّة الإجراميّة , والقاضى بتدمير قبائل الفور والزغاوة والمساليت – نعم لقد أعلنوها صراحة , وهم لايبالون بتسلط سيف الظُلم على رقابهم , فما كان من الطغمة الظالمة إلا , وان زجّتْ بهم فى غياهب السُجون – سجون المؤتمر الوطنى , وذلك من غير أى ذنب إرتكبوه سوى انهم رفضوا الإنصياع والإشتراك فى إرتكاب الجرائم الدوليّة الخطيرة – جرائم الإبادة الجماعيّة – جرائم الحرب – والجرائم ضد الإنسانيّة , ضد , أطفال رُضع – ونساء حوامل بريئات – وشيوخ لاحول لهم ولاقوة , تم وضعمْ فى ظروف معيشيّة قاسيّة مدروسة مسبّقاً, بهدف , أن يتم إهلاكهمْ رويداً رويداً , تلكُم هى الجرائم الدوليّة الخطيرة التى مازالت تُقلقْ مضجع المجتمع الدولى بقوة والضمير الإنسانى على مستوى العالم . – فلكمْ منّا التحيّة الخالصة الممزوجة بعبق الحريّة والضمير والتفانى من أجل الرفعة والكرامة .
كل التحيّة لأولئك القادة و الجنُود البواسل الممسكين بالزناد والمرابطين فى الفيافى والصحارى , وهم يواجهون كل انواع الصعاب – بل أنهم وهبوا أرواحهم من أجل عشرات الملايين من الشعب السودانى البائس , ليس فى إقليم دارفور فحسب , بل فى بقاع شتى من بلادننا الحبيبة – تلكم بلادنا المغتصبة , وشعب بائس يرزح تحت نير العنصريّة والكراهيّة والتسلطْ والتكُبر . ولكن لامحال , مهما طال ليل الظلم فلابد للشمس أن تشرق – ولابد لذاك القيد أن ينكسر – فصبرا ثم صبرا شعبنا البائس والمتطلع الى حياة أفضل .
كما أننّا لانسسى بأن نبعث التحيّة الخالصة لشعب دارفور الأشم – الذين مافتئت حكُومة المؤتمر الوطنى والمرتزقة التابعة لها , إلا وانْ تدمّر قراهم – وتنهب ثرواتهم – وتغتصب نسائهم وبناتهم – وتدمر منازلهم ومساجدهم ونواديهم – وتقتل أبنائهم بطريقة منهجيّة ومنظمة واسعة النطاق – بل والأبغض من ذلك أنّ عصابة المؤتمر الوطنى قامت بإستيطان المرتزقة القادمين من خارج حدود الوطن, فى مناطق الفور والمساليت عنوةً , بعد أن شردتهم قسرا – أنّه الظلم بعينه , بل إنه التحدى لكل قرارت الشرْعيّة الدوليّة .
التحيّة لنساء إقليم دارفور اللواتى فقدنّ فلذات أكبادهنّ و مايزلنّ ينتحبنْ – التحيّة لأطفال دارفور الذين شردوا وهم فى نعومة أظافرهم , وأولئك الذين تم إنجابهمْ فى ظروف الحرب , حيث حُرموا حقهم فى التعليم والتمتع بالأمان – كأطفال أبرياء .
كل التحيّة لطالبات مدرسة الطويلة اللواتى تم إغتصابهنّ أمام أبائهنّ وأمهاتهنّ , وذلك بقصد إذلال شُعوبهنّ .
كل التحيّة الخالصة لكل الشرفاء الذين يقفون سدا منيعاً من أجل تقديم المشتبه فيهم الى العدالة الجنائيّة الدوليّة – كلّ المتهمين .
العار والخذلان لأولئك الذين باعوا ضمائرهم بحفنة من الدولارات , لكى يشتروا بها منازل فاخرة وعربات فارهة, لكى يسيروا بها فى شوارع الخرطوم الفسيحة الواسعة, وينسى شعب بأكمله يعيش تحت وطأة الذل والإهانة .
العار والخذلان لأوللئك النفر الذين مايزالوا يستنكرون حقوق الضحايا – ضحايا أكبر محنة إنسانيّة على مستوى العالم فى الوقت الراهن .
وفى الختام نأمل عيدا مبارك لكل المشردين قسرا فى دارفور – واللاجئون الذين عبور الحدود مكرهين – لكم منّا التحيّة الخالصة .
حماد وادى سند الكرتى
المحامى والباحث القانونى
[email protected]