الخرطوم (رويترز) – اتهم متمردو دارفور القوات الحكومية السودانية بمهاجمة مواقعهم يومي الخميس والجمعة بعد أسابيع من اعلان مسؤول بارز في قوات حفظ السلام أن المنطقة لم تعد في حالة حرب.
جاءت هذه التقارير بعد فترة من الهدوء النسبي بالاقليم الذي أدت أكثر من ست سنوات من القتال فيه الى نزوح ما يقدر بنحو 2.7 مليون شخص عن ديارهم.
وقال قادة عسكريون في فرع تابع لجماعة جيش تحرير السودان لرويترز ان الجيش السوداني شن هجمات برية وجوية على مواقعهم في الاراضي الواقعة حول منطقة كورما بشمال دارفور مدعوما بميليشيات متحالفة معه.
وقال مسؤول بالقوة المشتركة لحفظ السلام من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ان القوة حصلت على تأكيد بشأن الهجوم من مصادر من غير المتمردين وان قوات حفظ السلام سمعت أصوات تفجيرات قادمة من المنطقة. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش السوداني.
وأثار القائد المنتهية ولايته لقوة حفظ السلام المشتركة مارتن اجواي جدلا في الشهر الماضي عندما قال ان دارفور لم تعد في حالة حرب مضيفا أن المتمردين منقسمون اكثر مما يلزم لشن حملات طويلة الاجل أو السيطرة على أراض جديدة.
لكنه حذر أيضا من أنه قد يحدث تصاعد في القتال مع اقتراب نهاية موسم الامطار الحالي عندما تحاول القوات المتمردة والحكومية تعزيز مواقعها قبل استئناف المحادثات المقررة في الدوحة في أكتوبر تشرين الاول.
وقالت مصادر دولية طلبت عدم الافصاح عن هويتها انه كان هناك حشد وحركة منتظمة للقوات الحكومية خلال الايام والاسابيع الاخيرة حول كورما التي تقع على بعد 90 كيلومترا تقريبا غربي الفاشر عاصمة شمال دارفور وأجزاء أخرى من المنطقة.
وقال مصدر اخر ان الرحلات الجوية المنتظمة الى بلدة كتم القريبة علقت يوم الجمعة وهي اشارة في الغالب على نشاط عسكري على الارض.
وقال ابراهيم الحلو وهو قائد عسكري لفرع الجماعة المتمردة الموالي لعبد الواحد محمد أحمد النور ان هناك قتالا مكثفا يدور الان حول كورما.
وأضاف أن القوات الحكومية هاجمت قواته في الساعة الواحدة ظهر الخميس (1000 بتوقيت جرينتش) وطوال اليوم. وأضاف أنهم يريدون ارغام قواته على التفاوض معهم وأن مقاتليه شاهدوا طائرات حربية من طراز انتونوف وطائرات هليكوبتر حربية.
ويرفض عبد الواحد النور ومقره في باريس المشاركة في المحادثات بين الخرطوم وجماعة العدل والمساواة المتمردة مطالبا بتوطيد الامن على الارض أولا.
وقال الحلو ان الكثير من المدنيين فروا الى تلال جبل مره وسيكونون بحاجة الى العون من الامم المتحدة وجماعات المساعدات. وأضاف ان القوات الحكومية هاجمت أيضا مواقع لجيش تحرير السودان في مناطق أبعد في الجنوب الغربي باتجاه جبل مره.
وقال مسؤول القوة المشتركة الذي طلب عدم نشر اسمه ان قوات حفظ السلام لم تشاهد القتال بنفسها.
متمردو دارفور يتهمون الجيش السوداني بمهاجمتهم
وأضاف “علمنا من مصادر مستقلة … أن قوات الحكومة السودانية شنت هجوما بنحو 70 عربة. وسمعت عدة مصادر بينهم سكان محليون وأفراد من قوات حفظ السلام المشتركة أصوات انفجارات.”
واندلع الصراع في دارفور في عام 2003 عندما حمل متمردون غالبيتهم من غير العرب السلاح ضد الحكومة السودانية مطالبين بتمثيل أفضل لهم ومتهمين الحكومة بأهمال الاقليم.
وتقول الخرطوم ان اجمالي من لاقوا حتفهم في الصراع 10000 بينما يقول جون هولمز منسق الشؤون الانسانية بالامم المتحدة ان 300 ألف شخص لاقوا حتفهم
المصدر: رويترز