بسم الله الرحمن الرحيم
حركة العدل والمساواة السودانية
الاسير المقدم ايهاب.
متحرك الشهيد ادم كوتى- محاولة أخرى لاغتيال د. خليل (الشيبانى)
الاحداث التى دارت فى حسكنيته فى يوم 10/9/2007 و فيها استطاعت حركة العدل و المساواة ان تحقق انتصارا حقيقيا فى المعركة و تأسر العميد كمال عبد الله و المقدم ايهاب جلال الدين خبير الامن من قوات المهمات الخاصة القت احزانا ثقيلة على ما فقدته الحركة من شهداء وعلى ما مرت به من تامرات بحر ادريس ابو قردة و عبد الله بندا بعدما تم فصلهما من موقعهما القيادى سياسيا وعسكريا.
فى هذه الظروف العصيبة تحدى المتامرون د. خليل لعقد موتمر عام للحركة بظنهم انه لن يفعل ذلك. خاب ظنهم و دعا الى موتمر يعقد فى 18/10/2007 فى وادى هور. و تم اخطار الجميع بذلك. و لهذا فقد تحركت القوات فى يوم 22/9/2007 من حسكنيتة بعد المعارك الدامية التى خاضتها ضد القوات الحكومية الخاصة التى قدمت من ود قنجة و الناير لاغتيال رئيس الحركة د. خليل ابراهيم (الشيبانى). أتجهت الحركة الى الشمال الغربى فى طريقها الى وادى هور للتجهيز و الاعداد للمؤتمر العام الاستثنائى للحركة حسب توجيهات رئيسها د. خليل.
تقدمت القوات صوب طريق تعودت طرقه مرات و مرات فى الوصول الى وادى هور. و هذا الطريق معلوم للقيادة العسكرية السابقة من عبد الله بندة و بحر ادريس أبو قردة اللذان لهما المصلحة الكبرى الا تنجح فى مهمتها و تصل الى مقصدها. سارت القوات شمال الكومة والاسى يملأ قلوب الجنود و ضباط و صف ضباط الحركة لفقدهم ستة عشرمن رفاقهم الشهداء الذين خلفوهم وراءهم بعد مواراتهم الثرى. و بعد وصول القوات الى الكومة جنوب حاضرة شمال دارفور مدينة الفاشر و على بعد خمسين كيلومتر منها تعطلت ثلاث سيارات دفع رباعى و شاحنة بها مضاد للطائرات مما أضطر المتحرك للوقوف و أجراء التصليح اللازم.
فى ذلك المكان بالذات و يدعى هجليجة كمنت قوات من الجنجويد و بعض القوات الحكومية ذات المهمات الخاصة من القناصة بين جبلين يطلان على قوز من الرمل لتباغت قوات حركة العدل و المساواة بهدف القضاء عليها و أغتيال رئيسها د. خليل ابراهيم و يدعونه بالشيبانى. فى هذا الطرح لا بد ان نتذكر ان الاسيرين العميد كمال عبد الله و المقدم ايهاب جلال الدين كانا ضمن المتحرك و للحركة مسوولية امنهما و حمايتهما.
قى ذلكم اليوم الحار من نهار رمضان فى الثانى و العشرين من سبتمبر و الصائمون تلفح وجوههم اشعة الشمس الحارقة و يعضهم الجوع الذى أعتادوا عليه تبدت احداث مشبعة بالخيانة و الغدر. فبالقرب من المكان الذى عسكرت فيه قوات الحركة مكث بعض العرب غير بعيد يرعون جمالهم آمنين و لم يبد منهم اى شئ يثير الفضول. و خلسة يسترقون السمع و ترقب اعينهم اولائك السمر البشرة القادمين من المجهول حينة و تارة اخرى. اما من جاد الله عليهم بالحس الامنى من قوات الحركة فقد شككت قلة منهم فى أمر هؤلاء الرعاة الاعراب و قبضت على أحدهم و فتشته لتجد عنده بندقية رشاش من الكلاشنكوف. تدخل د. خليل ابراهيم بعفويته و حسن ظنه و نيته المعهودة فأمر أن يتركوه و شأنه بحجة أن هؤلاء الاعاريب يمتلكون السلاح للدفاع عن أنفسهم و ممتلكاتهم و جمالهم من الهمباتة من قبائل البرتى و غيرهم. ثم ان الاعراب اؤلائك هم من قبيلة الذيادية فى شمال دارفور و ليس بينهم و بين الحركة أى عداء من قبل. كما لم تتعرض الحركة لهم فى أى يوم من الايام أو يتعرضوا هم للحركة. و لابداء حسن النية فقد قدم أحد الاعراب لبن الابل الذى قام بحلبه على التو من بعض النوق هدية لقوات الحركة التى قبلته على أن تلتهمه لاحقا فى مواعيد الافطار. و هنا لا بد ان نشيرالى ان مسيحيين و اخرين يعلمهم الله كانوا من بين قوات الحركة حق لهم الافطار و التزود بذلك اللبن فى نهار رمضان. و يدلل ذلك على قومية الحركة و تنوع العرق و الدين فى مكوناتها. و عندما علم د. خليل بأن أحدا من الرعاة يحتاج الى الذخيرة امر ان تهدى اليه ستون حبة من الرصاص. وبدون اى مناسبة و فى تلك اللحظة قام باطلاق قذيفة واحدة من رشاش الكلاشنكوف الذى معه. لم يعر أى فرد من الحركة هذا الموقف أهتماما بظنهم أنما يجرب صحة الذخيرة. ثم اختفى الرعاة الاعراب من المنطقة الى حين من الزمن. استلقى على أثر ذلك جنود الحركة يأخذون قسطا من الراحة تحت الاشجار.
و فجأة دوى صوت المدافع و تساقطت الدانات و الرصاص من كل مكان على قوات الحركة و التى لم تجد بدا من مهاجمة المعتدين دفاعا عن انفسهم. كان هذا بالضبط حوالى الساعة الواحدة من ظهر ذلك اليوم فى 22/9/2007. و لقد ثبت أن هؤلاء المعتدين هم من القوات ذات المهمات الخاصة ذوى التدريب العالى و من معهم من الجنجويد من قبيلة الزيادية. و أن أولائك الرعاة ما كانوا الا عيونا أرسلوها كقوات مقدمة استخباراتية.
دارت معركة حامية الوطيس فقدت الحركة فيها 18 شهيدا كلهم أصيبوا بطلق نارى على الرأس أو العنق او الصدر مما يؤكد قدراتها العالية فى التصويب و القنص كما جرح ثمانية فقط منهم القائد عبد الرحمن فضل الذى هشمت الرصاصة فكه لينجو من الموت المحتوم. و هنا نشير لما تم من قتل للمتظاهرين فى احداث سبتمبر2013 حيث مارس الجنجويد هوايتهم بقتل الابرياء فى قلب الخرطوم بالتصويب على الراس و القلب و الصدر و ليئوكد ضلوع البشير و علمه بممارساتهم اللا انسانية. و قليل من المصابين نجو فى مذبحة سبتمبر 2013 كما تم فى الكومة 2007. و سياتى اليوم ان شاء الله يحاسب البشير على ذلك طال ام قصر الزمن.
فى ذلك الشهر من سبتمبر كانت الارض غنية بالحشائش البرية التى توفر الكلأ لابل الزيادية كما أسلفنا. و نتيجة لتبادل النيران الكثيف بين الجانبين فقد شب حريق كبير جدا قدرت الحركة التهامه لأكثر من مئة كيلومتر مربعا مما أثر حتما على الرعى للقبيلة و التى لم تستطيع الوصول الى مناطق أخرى لترعى فيها ماشيتها نتيجة لما حدث. و انتشر الحريق لير الدخان على مسافة من درى شقى فى الطريق الى وادى هور.
اصطفت القوات المعتدية على الحركة على قوز من الرمل و صارت ترسل نيرانها صوب قوات الحركة التى كانت معسكرة بين الاشجار القصيرة لتحدث ربكة حقيقية فى الاول. قررت الحركة الهجوم بدل الدفاع و هى فى منطقة مكشوفة كما حلقت فى هذه اللحظات طائرتان من الانتنوف الروسية الصنع لتوفر غطاءا جويا للجنجويد و القوات الحكومية الخاصة. و لسوء حظ قوات الحركة فى ذلك اليوم أن المضادات للطائرات الخاصة التى يمكن التصدى بها و توجيهها لاسقاطها كانت معطلة بعد أن أدت دورها الفعال باسقاط الطائرات المعتدية فى حسكنيتة فى العاشر من سبتمبر. هاجمت قوات الحركة بشراسة و استعملت أسلوبا جديدا يسمى (الباراشوت) مما جعل الناجين من المعركة من قبل الجنجويد يتهمون الحركة باستعمال أسلحة كيماوية لان الموتى منهم ليس بهم اثار من جروح او نزبف من قذائف . و كل ما فى الامر أن شباب الحركة تفننوا فى أسلوب القتال بالقضاء على الخصم دون أى تضييع لطلقات الرصاص. و نحجم هنا عن الخوض الدقيق فى هذا الاسلوب لنجاحه الباهر و المباغت ضد العدو و فى معارك كثيرة.
المعركة لم تأخذ أكثر من ساعة واحدة و مرة اخرى تناثرت جثث القوات المعتدية و التى سقط منها مئة و اثنان و ستون بين قتيل و جريح. و على غير عادة قبيلة الزيادية فقد هربوا وتركوا قتلاهم. و من بين القتلى من قبيلة الزيادية ذلك الشخص الاعرابى الذى قدمت له الحركة الذخيرة هدية و قدم اللبن تمويها ثم اطلق الرصاص تحذيرا و تلويحا لجماعته بأن حركة العدل و المساواة فعلا قد وصلت المكان الذى اختاروه كمينا لاصطيادها و وقوعها فى الفخ. و لقد اسرت الحركة واحدا منهم تم استجوابه بواسطة رئيس الجهاز القضائى مولانا الشهيد الطاهر بدوى الذى سأله عن الاسباب التى جعلت الزيادية كقبيلة تعتدى على الحركة رغم أن الحركة تحاشتها مرات و مرات. قال الاسير أن الحكومة غررت بهم و أخطرتهم أن الشيبانى رئيس حركة العدل و المساواة سيمر بهذا الطريق و معه عدد ثمان سيارات فقط . كما و أنهم لم يكونوا يعلمون أن الحركة بهذه القوة. ثم أن الحكومة قد قطعت عليهم عهدا بأمدادهم بالمال و السلاح و اشياء أخرى فى حال انتصارهم. و قال أنهم انتظروا مرورالحركة بهذا الطريق مدة يومين. ولو لم تأت الحركة قى ذلك اليوم لذهبوا ينتظرونها فى مكان آخر مدتهم به جماعات انشقت من الحركة قريبا. و للقارئ ان يتخيل من هولاء! المهم أن الحركة قررت أطلاق سراحه شريطة أن ينقل الى أهله من القبيلة أن الحركة لم تعتد عليهم و لم تعترض طريقهم بل ولم تبدأ بالشر. ثم طلب ان يسألهم ماذا استفادت القبيلة من هذه العملية و التى فقدت فيها خيرة شبابها! هذه العملية الخاصة كانت بقيادة قوات المهمات الخاصة التابعة للرفاعى و التى ينتمى اليها المقدم أيهاب جلال الدين الاسير عند حركة العدل و المساواة فى ذلك الوقت. و للتاريخ فقد شهدت الحركة بقدرة القبيلة على القتال و شجاعتها أذ أن القتلى منهم حاربوا حتى آخر رصاصة فى خزانات الكلاشنكوف التى كانت بحوزتهم. و ليس بينهم أى قتيل معه خزنة بكامل عددها من الرصاص.
و فى تلك المعركة غنمت الحركة سيارة واحدة و بعض الاسلحة الخفيفة. و مرة أخرى قامت بدفن شهدائها و الذين انضم اليهم بعض من شباب كردفان الذين تداعوا الى الحركة عبر شهامة و آخرين. و من بين الجرحى كان لكردفان نصيب أيضا يؤكد قومية الحركة و تمددها و انتشارها. هناك بعض الحقائق عن هاتين العمليتين اللتين قامت بهما الحكومة فى الخرطوم لاصطياد رئيس حركة العدل و المساواة السوداني د. خليل ابراهيم محمد و الذى اطلقوا عليه الشيبانى:
أولا فقد اختارت الحكومة قوات خاصة ذات تدريب عال فى القنص و من على البعد و أثناء السرعة فى الحركة و فى كل الاحوال. و لقد ظهرت صحة هذا الامر جليا فى أن شهداء الحركة و خاصة فى معركة الكومة قد أصيبوا جميعا فى الرأس او الصدر. و حتى الجرحى فقد نجوا بأعجوبة فى أن الرصاص قد مر بالفك الاعلى او الاسفل وآخرين فى جلد العنق أو الاذن أو الانف. و لقد شاهدنا هؤلاء الناجين من حركة العدل و ما زالوا يحملون دلائل حسن حظهم جروحا تؤهلهم لينالوا النياشين من الحركة. و فى الاستجواب مع أسرى القوات الحكومية تم التأكد من أن هذه القوات فعلا قد نالت تدريبا عال و بعضهم تم بعثه فى دول الجوار التى تؤهل أمثال هؤلاء على المستوى الرسمى.
ثانيا أن الجهات الرسمية من استخبارات النظام لم تمتلك المعلومة كاملة عن قوة حركة العدل أو أنها علمت و لكنها قللت ذلك فى عيون قواتها لتشجعهم على الدخول فى هذه العمليات علها تنتصر. او على اسوأ الاحوال التخلص منهم اذا سقطوا فى المعارك. هذا الاسلوب لم يؤد الى النتيجة المرجوة أذ انقلبت وبالا عليهم و كانت التنيجة هى انتصار قوات حركة العدل على القوات الحكومية و الجنجويد عالية الاعداد و الامداد و التدريب. فالمخابرات لها دور مهم فى الحروب التقليدية. وفشلها فى نقل المعلومات بالامانة و الصدق و الدقة و تحليلها هو عامل أساسى فى الاخفاقات التى أصابت البشير و جنوده و هم لا يعلمون.
ثالثا أن أهم العوامل التى تحدد أرادة القتال هى وحدة الاهداف و الثقة فى النفس. ثم تأتى من بعد ذلك قوة السلاح و العدد. و لقد توفرت ارادة القتال عند قوات حركة العدل لايمانهم بأنهم انما يقاتلون من أجل قضية. و ساعدهم على ذلك الاحساس قوة الوعى السياسى المتنامى بوحدة الهدف من خلال استراتيجية القتال. و لقد أكدت المعارك التى خاضتها الحركة بأنه ليس الاقوى سلاحا و أعدادا هو المنتصر دائما و ان الذى امتلكته الحركة من رصيد وافر من ارادة القتال و ثقتها فى سلاحها رغم قلته و جودته بعد توكلها على الله جعلها تحقق النصر بعد النصر بأذنه.
رابعا أن التحالفات المدفوعة الثمن بين الحكومة و بعض القبائل و الجماعات المنشقة و الخونة لن تؤدى الا على الخسران رغم وفرة المال و السلاح. فهنا ينعدم الهدف الاستراتيجى و تتم المفارقة رغم الفائض من الاسلحة و الكم الهائل من المعدات و الامكانات. ثم أن القوى التى تقاتل و هى مدفوعة بحب المال و الجاه تغلب عليها أثرة الاحتراز و التقية و ينقصها الاقدام مما يشكل فروقات فى الوسائل للوصول الى الاهداف. و لهذا فان الجنجويد و قوات الدعم السريع مهما كثروا و تم اعدادهم فانهم مهزومون فى نهاية الامر باذن الله . و على البشيران يعلم هذه الحقيقة.
لهذه الاسباب فقد خسرت القوات الحكومية معركتين ضد حركة العدل و المساواة فى اقل من اسبوعين وفشلت فى أصطياد الشيبانى رئيسها. و لقد كانت الحركة فى معظم المعارك التى خاضتها تخطط و تقوم باجتياح المعسكرات للجيش فى دارفور و كردفان و التى كانت تستهدف المواطنين العزل و الابرياء. أما ماتم فى حسكنيتة و الكومة فقد كانتا عمليتين بادرت بهما القوات ذات المهمات الخاصة من الحكومة و الجنجويد. و استطاعت الحركة التعامل معها بتكتكيات جديدة أهمها (الباراشوت) الذى تحدثنا عنه سابقا. و لقد أكتسبت الحركة أساليب جديدة و مهارة فى الدفاع بغتة اوجهرة .
و لقد فقدنا اربعة و ثلاثين شهيدا فى المعركتين الا ان القوات لم تفقد الروح المعنوية و روح القتال من اجل القضية الكبرى للحرية و العدل و المساواة. و واصلت القوات مسيرتها بقيادة د. خليل ( الشيبانى) لتصل الى مبتغاها فى وادى هورحيث الموتمر العام و فى جعبتها الاسيرين العميد كمال و المقدم ايهاب جلال الدين.
ونتابع متحرك الشهيد ادم كوتى بقيادة الدكتور خليل ابراهيم ( الشيبانى).
د. الطاهر ادم الفكى
رئيس المجلس التشريعى لحركة العدل و المساواة السودانية