قبيلة الرزيقات تحذر من تفجر الأوضاع بالمنطقة بشكل أسوأ من نزاع أبيي
لندن: مصطفى سري
استهجنت دولة جنوب السودان إعلان الحكومة السودانية عن عزمها تحرير منطقة حدودية تسمى «الميل 14» قبل استئناف المفاوضات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مع دولة الجنوب، معتبرة أن الخرطوم أصبحت لديها نوايا أخرى لا علاقة لها بالمناخ الجيد بين البلدين بعد آخر جولة للحوار بينهما، لكنها رحبت بعقد لقاء بين الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، وشددت على أنها لن تقوم بتسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا زار جوبا وأنها تريد أن تصل معه إلى اتفاقيات تنهي النزاعات بين البلدين.
وقال دكتور برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام والبث الإذاعي المتحدث باسم الحكومة لـ«الشرق الأوسط» إن خارطة الاتحاد الأفريقي التي وافق مجلس الأمن الدولي عليها واضحة ولا تقبل الجدل والتهديدات، وأضاف: «إذا كانت لدى الخرطوم تحفظات، عليها أن تقدمها إلى الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي وليس إلى جوبا عبر التهديد»، مشيرا إلى أن هناك مناخا إيجابيا توفر من آخر جولة بين الطرفين انتهت في 3 أغسطس (آب) الحالي لا يمكن التراجع عنه، وقال: «لكن إن أرادت الخرطوم أن تتجه إلى الحرب، فإنها ستواجه المجتمع الدولي ونحن سندافع عن أنفسنا»، وتابع: «من جانبا، ليست لدينا أي نوايا حربية ضد السودان»، مؤكدا أن الخريطة التي أعلنها الاتحاد الأفريقي للمنطقة منزوعة السلاح قدمت للطرفين، وأن بلاده وافقت عليها، وقال: «لقد حدد مجلس الأمن الدولي 22 سبتمبر (أيلول) المقبل آخر موعد لإنهاء المفاوضات، وسيتم اتخاذ قرار حيال الدولة التي تعرقل، ونحن ملتزمون بما تم الاتفاق عليه وبالتاريخ المحدد».
وقال بنجامين إن وفد بلاده جاهز للتوجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 3 سبتمبر المقبل لحل كل القضايا العالقة بما فيها ترسيم الحدود والمناطق الخلافية، وأضاف: «إذا رفضت الخرطوم الحضور في تلك الجولة، فإنها ستتحمل المسؤولية، ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي موقفهما واضح»، داعيا الحكومة السودانية إلى عدم تفويت الفرصة لإنهاء النزاعات حول القضايا العالقة لإرساء السلام، وأضاف: «العالم يتابع ما يجري، وإذا كانت هناك أي تحركات عسكرية من قبل السودان، فإنه سيقع تحت سيف مجلس الأمن الدولي»، مشيرا إلى أن بلاده ترحب بالحوار بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير، التي سيقررها الاتحاد الأفريقي مع بداية الجولة المقبلة، وقال: «نحن نرحب بلقاء سلفا كير والبشير سواء في جوبا إذا أراد أن يحضر، أو في أديس أبابا»، وأضاف: «إذا جاء البشير إلى جوبا لن يتم إلقاء القبض عليه لتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لأنه ليست لدينا مثل هذه النوايا»، وقال: «بل سنتوصل معه إلى اتفاقيات لإنهاء القضايا العالقة».
وعادت التوترات بين البلدين عقب إعلان وفاة رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي الأسبوع الماضي الذي سيتم تشييعه في 2 سبتمبر المقبل.
وكان رئيس الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي قد ضم منطقة «سماحة» الحدودية التي تعرف بـ«الميل 14» إلى حدود جنوب السودان، ورفضته الخرطوم، وأعلنت أنها لن تعتزم تحرير المنطقة قبل استئناف الجولة المقبلة في 3 سبتمبر المقبل.
وكانت قيادات قبيلة الرزيقات التي تتنازع في المنطقة قد حذرت من تفجر الأوضاع بالمنطقة بشكل أسوأ من نزاع أبيي بين الشمال والجنوب، حال التنازل عن منطقة سماحة الحدودية.
وقال حسبو محمد عبد الرحمن وزير الحكم اللامركزي ورئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الحاكم، إن موقف حكومته ثابت في عدم التنازل عن أي شبر من الأراضي السودانية، مطالبا دولة الجنوب بالانسحاب من كل المناطق الحدودية التي تقع داخل حدود السودان، وشدد على أن بلاده ستحرر منطقة سماحة (الميل 14) قبل الدخول في جولة المفاوضات المقبلة، وأضاف أن قضية الحدود تعرقل الآن التقدم في ملف الترتيبات الأمنية.
االشرق الاوسط