صار السودان والسودانيون وللاسف معمل ابحاث لمن اسموا انفسهم بالاسلاميين قولا لا عملا ,
فجربوا فينا كل انواع الحكم وافشلها واتوا بكل فاشل افاك عتل زنيم لتم تدويرهم علي كراسي الوزارات ومستشارية الرئيس ومساعديه والولاة وهلم جرا , حتي حريم السلطان نالوا حظهم من التدوير والتسلط علي رقاب البلاد ونهب ثرواتها تحت مسمي منظمات خيرية ما رات الخير البتة ولا ارتها لاحد.
وفي كل مرة تفشل حكومة تاتي تشكيلة لايتغير فيها شيئ من السياسات والرؤي والخطط الهادفة للنهوض بالبلاد والعباد , واكن فقط تتغير الوجوه دون ان تخرج من المجموعة او كما قال احد كبار العصابة مرة : دون ان ينزل احدهم من قطار الانقاذ , بل يغير عربته ويركب عربة اخري ,وتتبدل الكراسي دون ان يتبدل شيئ في مهام شاغل الكرسي الجديد وهي ان يملا جيبه وكرشه ويمتع فرجه قبل ازاحته في تشكيلة اخري قادمة قبل ان يجف مداد قرارات تشكيل التي اتت به.
وهكذا شغلوا الشعب المسكين بحكومة جاية وحكومة فايتة ,ووزير نزل ووزير طار ووالي تمرد واخر هرب وانقلاب فشل وانقلاب تم كشفه قبل ان يستفحل , وجندوا لذلك عملاءهم من صحافيي الغفلة والانتباهة وائمة مساجد الضرار في كافوري وكوبر ومدني وسنار.
وفي كل حكومة مندثرة واخري منتشرة يهوي السودان الي درك سحيق من التخلف والفساد والجهل والمرض.
والان , وبعد حصاد ارواح عدد غير معروف من شباب واطفال في عمر الزهور لم تجف دماؤهم بعد , خرج علينا اسلاميو اخر الزمن بتعديل وزاري سبقه زخم اعلامي نشط فيه صحافيي ووعاظ السلطان ليشغلوا الناس عن ماسيهم واحزانهم وغضبهم علي واد ثورتهم , وانجر البعض وراء الخطة فصاروا يتحدثون عن ان فلان حيشوتوه وفلتكان حيكون وزير السجم والرماد , وفلانة الرئيس بحبها وحيجيبها وزيرة الغني والسهاد, حتي حسين روضوه وامدوه بالمعلومات ليذيعها في برنامجه المتفق عليه مع النظام ” مع حسين!!”. فكان اول من نشر خبر استقالة النائب الاول الذي فضل ان يكون ذهابه بيده لابيد عمرو.
ثم تمخض الجبل فولد فارا , عبارة يرددها الكيزان كثيرا في ندواتهم ومجالسهم حين يصفون اخفاقات مناقسيهم من الاحزاب الاخري, فجاءت التشكيلة وكالعادة بخروج القليل ممن اثروا واغتنوا وارتووا من دماء الشعب وبلغوا من العمر عتيا وابيض كل شعر رايهم واسودت وجوههم , فاثروا الذهاب وعلي راسهم النائب الاول الرجل الذي يجيد ادارة الامور من وراء الكواليس وبخبث بحيث يخرج بلا ادلة تدمغه في جرائم خطط لها واشرف علي تنفيذها وهو الذي قسم السودان وهو الذي اتي بالجنجويد فكرة وواقعا.
وجاء اخرون عقولهم خاوبة من اية خطط لمصلحة البلد والناس , ولكن جيوبهم خالية يريدون ملئها وبسرعة , وعماراتهم تنتظر المنصب لتتطاول وتزداد طوابق عديدة , ونساؤهم ينتظرن ضرة او اثنتين, وسياراتهم القديمة ذهبت هدايا للاقربين او لدي السماسرة , كيف لا والكل صار دستوري وسيركب الميري اخر موديل اكان مرسيدس او بيام دبليو او كامري .
وتبقي الحقيقة المرة ان عصابة الانقاذ لازالت بيننا واقعا مريرا وكابوسا بشعا, ولازال حلمنا بيننا بان نصحو يوما اونمسي وقد تم التعديل المرتجي الذي فيه يشمل التغيير كل العصابة بما فيهم الرئيس.
محمد احمد علي طه الشايقي ( ود الشايقي)
امدرمان
[email protected]