اولاً أن الحسنة الوحيدة لقرار رفع العقوبات هو ان السودان سوف يدخل النظام البنكي العالمي ، ولا أعتقد أن هذه ميزة لأن ذلك يعني أن رجال النظام عليهم التعامل بشفافية مع النظام المالي العالمي، وهذا ما لم يحدث طوال فترة حكمهم للسودان ، طبعاً بالنسبة للقروض فهذه ليست ميزة لأن النظام له بدائل للاقتراض من الصين ودول الخليج العربي ، فالدين من النظام العالمي يتطلب لجان مراقبة ورسوم خدم
ة وتأمين للدين في حالة ارتفاع المخاطر، لكن الأمر الذي لفت انتباهي في هذا السياق ان السودان على الرغم من تعاونه الأمني لا زال تحت قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذه القائمة السودان من الخطورة بمكان يجعلها تحصد كل حسنات قرار رفع الحظر الاقتصادي، كما أن هذا الرفع لم يكن شيكاً على بياض ، خصوصاً انه قابل للمراجعة في حالة عدم ايفاء النظام بالشروط المضمنة ، اي ان سيف الحظر لا زال معلقاً فوق روؤس رجال نظام البشير ، تماماً كما وصفه أحد المدونين أنه اشبه بإطلاق السراح المشروط ، كما ان سقف الرفع الشامل لم يتوفر كما كان يردد أحمد غندور ، و بموجب هذا القرار اكدت الولايات المتحدة التزامها نحو المحكمة الجنائية الدولية ، رؤية الرئيس البشير في نيويورك وهو يلوح عصاه اصبحت مجرد حلم ، لان قرار الرفع استثنى المطلوبين بمذكرات قبض دولية والمتهمين بارتكاب فظائع في دارفور من قرار رفع الحظر ، ولا ننسى أن أموال دولة السودان مملوكة للتنظيم الذي يمثله الرئيس البشير ، وبذلك يكون الرئيس البشير عقبة كبيرة في مسار التطبيع الشامل للعلاقات مع الولايات المتحدة ، وقد قامت الولايات المتحدة باختراق باب التسليح العسكري في السودان حيث منعت النظام في السودان من استيراد الصواريخ من كوريا الشمالية مع ضرورة قطع العلاقات معها ، بذلك يكون النظام ذبح شعار العزة والكرامة والسيادة من اجل الفوز برضا امريكا ، و هناك تحديات تواجه النظام ، من بينها الدور الامريكي تحول من المراقبة إلى المتابعة ، لأنه مطلوب من النظام السماح بدخول المساعدات إلى مناطق النزاع وضرورة حماية حرية الأديان ، ولا ننسى ان القانون الحالي يجرم الردة والتي تصل عقوبتها للاعدام ، يرى رجال النظام في هذا الرفع عارض ممطر ، لكنهم يجهلون حجم الالتزام الذي وقعوا فيه ، وبأن العذاب واقع عند التطبيق ، وبهذا يكون النظام قد طوى جزءاً من ارثه الثقافي وبأنه يمثل العزة والسيادة ، نجح النظام في تضليل الشعب السوداني بأن رفع العقوبات الأمريكية عن السودان سوف تجعل السودان جنة عدن وبأن سعر الدولار سوف يهوي للأرض بدون إنتاج أو صادر ، وخطورة هذا التضليل انه سوف يضاعف الأزمة السودانية التي لبثت بلا حلول ، أزمتنا الاقتصادية سببها الفساد والحروب العبثية والصرف على الأجهزة الأمنية ، والإستثمار الأمريكي في السودان لن يطول حائط السياحة والمطاعم والسيارات ، وهو رأس مال جبان ، كلما ازدادت المخاطر كلما ارتفع سعر الفائدة وتأمين الدين ، والمحصلة النهائية هي السودان في أواخر أيام النميري ، وبهذا وضعنا حداً لقلق خلقته الإنقاذ لكافة السودانيين … حيث كان حديث المجالس : عندما ترفع أمريكا الحظر سوف يزدهر السودان !!! إذاً لماذا وضعتم السودان تحت طائلة الحظر ؟؟؟ وما هو مخرجكم لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ؟؟