حسن اسحق
مادام الموت بعيدا عن مسكنهم، مادامت الطائرات تمارس غزيرة القبر، مادامت القبائل تتصارع وتتقاتل وتتفتك ببعضها، مادام السلاح سعره اصبح ارخص من اللبن، وسماع خبر موت افراد لا يهز الضمير الانساني، فلا نحلم بعالم سعيد. مادام الرئيس عمر البشير، وحزبه المؤتمر الوطني، وجهاز امنه موجودان، يجب ان لا نحلم بسلام دائم. مادام الرئيس اعوانه يقولون اكسح ماتجيبو، مادايرين اسير ولاجريح، يجب ان نتوهم بسلام اجتماعي بين مكوناتنا المختلفة والمتعددة دينيا وثقافيا واجتماعيا ولغويا
. مادام حراس النوايا يدعون الجهلاء من بني وطني لحرق الكنائس ويحرضون علي الكراهية الدينية، ويحرقون الكنائس ويعتقلون القساوسة من داخلها،لامجال لحرية دينية في بلادي. مادام الجستابو الامني يراقب السلطة الرابعة، ويضع لها شروط الكتابة والتحرير والرقابة القبلية والبعدية، حرية الصحافة ستكون كمن يطالب الموتي بالخروج من مقابرهم للحوار. مادام السكوت عن الحقوق بات مسلكا اجتماعيا، والبحث عن الخبز اولي من الحرية يستحيل ان ننعم بالحرية في بلادي. مادام من يسكنون في المركز يكذبون سلسلة الموتي في مناطق الهامش، ويعتبرونه تحريض ضد سياسية المركز، وفتح معابر للتدخل، ستكون هناك دويلات مستقبلية في الهامش الذي حمل السلاح. واكررها مادام جهاز الامن يسرح ويمرح ولا احد يحاسبه، ويوعد ويهدد من اراد اراعبه، وله السبق في القمع والاغتيال والاعتقال، لاتتوقعوا ان حدثا سنسمعه قريبا. مادام اخ الرئيس عبدالله البشير يرجو اخاه الرئيس ان يتنحي من الحكم، واخاه من صنع شهرته، ولولاه لم يكن شيئا مذكورا، وحديث اخاه كذب كذب ، من تمتعوا بالسلطة والثروة وحرموا الاخرين منها،كيف لهم ان يتنازلوا عنها بكل بساطة وسهولة، من اجل شعوب يعتقدون في ذهنهم الجمعي مجرد عبيد وخدم يستحقون الموت لا لشئ الا لسواد بشرتهم، او عارضوهم وكرهوا سياستهم ماضيا وحاضرا، ولوكانوا من المركز الاسلامو عروبي. مادام الكلاب تتربص بالاسود، لن تقتلها ، لخوفها من الهجوم عليها في اي وقت. مادام من في السلطة ورثوا الظلم من نفس الاسياد القدامي،لاننتظر منهم التنازل للشعوب السودانية. مادام من حملوا السلاح علي قناعة بثورتهم، ومن خرجوا الي الشارع علي ادراك باهدافهم، ومن اعتصموا في الجامعات علي حق في قضيتهم، فالقبضة ستنهار بالسلمية او الثورية او غيرها. مادام جهاز الامن والجيش والشرطة يساعد النظام ويرفض الشعوب، ستكون نهايتهم كأمن صدام وجيشة، وجيش قذافي وامنه، كلاهما مات، لاجيشه نفعه.
[email protected]