ظهور مجموعة دارفورية جديدة أطلقت علي نفسها المجموعة الوطنية لتصحيح مسار ازمة دارفور من خلال مؤتمر صحفي نظمته الحكومة السودانية أو المؤتمر الوطني ما هو مسرحية سيئة الاخراج لن تقود حل الازمة بل تزيدها اشتعالا باعتبار ان شكوكا واضحة تكتنف ظهور هذه المجموعة التي من الواضح انها صنيعة محلية مائة في المائة وانها ليس لها علاقة بازمة دارفور الا من خلال انتماء افرادها اليها باعتبارهم من أبناء الولاية.
فمن الواضح أن جهة ما تقف وراء هذه المجموعة المنتقاة بعناية شديدة والا لماذا شارك كل رؤساء تحرير الصحف السودانية الموالية واجهزة الاعلام الرسمية في المؤتمر الصحفي المحضور سودانيا ولماذا تواجد مندوب السودان الدائم بالمؤتمر.
فهناك اسئلة كثيرة يثيرها ظهور هذه المجموعة. من الذي استأجر القاعة ومن الذي دفع ثمن تذاكر السفر من العواصم الاخري لاديس ابابا ومن الذي دفع ثمن الاقامة بالفنادق، الاجابة عن هذه الاسئلة توضح علاقة المجموعة بدوائر سودانية ولذلك ما حدث ليس صحوة ضمير جاءت متأخرة وانما هو مدفوع الثمن في اطار خطة للنظام لايجاد معادلة تجاه الجنائية الدولية التي وضحت انها المعضلة الحقيقية للنظام وليس ازمة دارفور.
من المهم ان يدرك قادة هذه المجموعة ان حل ازمة دارفور لا يتم عبر مثل هذه اللقاءات ذات الاغراض المكشوفة، فتداعيات الازمة من حرق القري وتهجير سكانها ونهب ممتلكاتهم واضحة والمتسببين فيها معروفون وحتي الحكومة اقرت بذلك كما ان المجتمع الدولي يعلم ويدرك حقيقة الاوضاع التي يحاول افراد هذه المجموعة التي ظهرت من عدم انكارها وتجميل وجه النظام.
ان استفحال ازمة دارفور ليس في النظام فقط وانما في بعض ابنائها الذين يتاجرون بالقضية من اجل مصالح خاصة لمن يدفع اكثر، وان هذه المجموعة غير مؤهلة لحل الازمة، انها هي نفسها ازمة جديدة اراد بها المؤتمر الوطني خلق زعزعة وسط الدارفوريين رغم انها فرقعة اعلامية فقط لا تقدم بل تؤخر في القضية، فالقضية ليست تضخيم الازمة وتداعياتها وانما ايجاد مخرج منها لان ما حصل بالاقليم من كارثة انسانية يدركها الجميع وان المجتمع الدولي يعمل بكل جهد لايجاد مخرج منها وكان علي هؤلاء الافراد الذين سموا أنفسهم قيادات تصحيح المسار أعانة المجتمع الدولي في ايجاد بدل من تقديم مسرحية سيئة الاخراج والتمثيل لتجميل وجه النظام.
ليس هناك وصف لما حدث باديس اباب سوي مسرحية هزلية من فصل واحد ، الممثلون فيها هواة ظهرو ليلاً في مسرح اللا معقول أرادوا ان يكون لهم دور في دارفور ولكنهم ضلوا الطريق ، فكان الاجدي بهم ان يعلنوا وجودهم من الخرطوم او حتي من جوبا وليس في اديس ابابا التي كشفت الحقيقة الغائبة للجميع عنهم وعرت علاقاتهم بالنظام من خلال التغطية الاعلامية الرسمية للحدث.
بقلم : حامد إبراهيم حامد
الراية القطرية