لندن – «الحياة»
توحد العالم في اشادته بمآثر الزعيم الجنوب افريقي نلسون مانديلا الذي رحل عن 95 عاما، قضى معظمها في النضال من اجل توحيد بلاده، محطماً جدار الفصل العنصري. وتتالت النعاوى بالزعيم الراحل الذي شكل رمزاً للكفاح من اجل الحرية، من واشنطن الى موسكو وبكين، مروراً بلندن وباريس حيث صودف افتتاح القمة الفرنسية – الأفريقية التي تحولت محفلاً لتأبينه. واستسلم مانديلا بعد صراع طويل مع المرض، لتطوى بذلك صفحة مهمة في تاريخ احد رموز التسامح والمصالحة الوطنية في العصر الحديث.
ونكست الأعلام وأعلن الحداد الرسمي في عواصم عدة، بعد اعلان وفاة مانديلا فجر امس، في انتظار مراسم تشييعه في جوهانسبورغ في العاشر من الشهر الجاري، ليوارى جثمانه الثرى في 15 منه، في قرية كونو في اقليم الكاب مسقط رأسه. ويتوقع ان تتحول مراسم التشييع الى اكبر حشد لزعماء العالم وقادته.
وقال الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما بعد زيارته منزل مانديلا معزياً: «سنعمل معاً من اجل تنظيم جنازة جديرة بهذا الابن الاستثنائي لبلدنا وأبي امتنا الفتية». ودعا سكان جنوب افريقيا الى المشاركة في يوم صلاة على روح مانديلا غداً الأحد.
حظي مانديلا الذي تعددت صفاته، من اول رئيس اسود لجنوب افريقيا (في العام 1994) بعد 27 سنة قضاها في السجن ما أهله لجائزة نوبل للسلام، بكم هائل من تحيات الاحترام والتعبير عن الحزن لرحيله في انحاء العالم.
وامر الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي اعلن انه سيشارك في التشييع، بتنكيس الأعلام في الولايات المتحدة، وقال ان مانديلا «حقق أكثر مما يمكن توقعه من أي رجل»، مضيفاً: «انا واحد من ملايين استمدوا الإلهام من حياة نلسون مانديلا. ولا يمكنني تصوّر حياتي بلا النموذج الذي قدّمه».
واعتبرت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية ان ارث الزعيم الراحل، يتجسد بالسلام الذي يعم بلاده حالياً، فيما اشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ بـ «المساهمة الاستثنائية التي قدمها مانديلا لتطوير الإنسانية»، فيما قارنه رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ بالمهاتما غاندي.
ووجه البابا فرنسيس برقية تعزية الى الرئيس الجنوب افريقي، اشاد فيها «بالالتزام الذي ابداه نلسون مانديلا من اجل تقوية الكرامة الإنسانية لدى كل مواطني الأمة ورسم جنوب افريقيا جديدة تستند الى اسس عدم العنف والمصالحة والحقيقة».
ووقف اعضاء مجلس الأمن دقيقة صمت حداداً، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان مانديلا «كان احد ابرز السياسيين في عصرنا».
ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مانديلا ووصفه بأنه «فقيد شعوب العالم اجمع، وفقيد فلسطين الكبير الذي كان اشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا».
وأطلقت طهران اسم مانديلا على احد شوارعها، فيما عزّى الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الجنوب افريقي، مشيراً الى أن مانديلا «كان يعتقد اعتقاداً راسخاً بحرية جميع الشعوب في العالم وتحمّل من اجل الحرية المعاناة والتشرد والسجن».
واعتبرت الرئاسة السورية «حياة مانديلا درساً للطغاة»، فيما اعلنت الرئاسة المصرية أن الراحل سيظل «في قلوب وعقول المصريين كأحد أبرز رموز الكفاح والنضال الوطني في عالمنا المعاصر».
وأمر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بتنكيس العلم الوطني لمدة ثمانية أيام في بلاده «تخليداً لذكرى وروح هذه الشخصية الإفريقية المرموقة والصديق الوفي للجزائر»، فيما اعلن الحداد في تونس لمدة يوم.