ماذا سوف يحدث يوم 8 شهر 8 ؟

ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasim
Email: [email protected]


في يوم الاثنين 8 اغسطس 2016 ، في اديس ابابا ، سوف يوقع الاربعة الكبار ( السيد الإمام + الرئيس جبريل ابراهيم + الفريق مالك عقار + القائد مني اركو مناوي ) على خارطة الطريق الاسطورية ، التي وقع عليها نظام الإنقاذ في يوم الأثنين 21 مارس 2016 ، في اديس ابابا ، ورفض الاربعة الكبار التوقيع عليها يومها .

سوف يتم التوقيع وسط مظاهرة باذخة يقودها قادة تحالف قوى نداء السودان ، وثلة من كرام المواطنين الذين سوف يصلون من الخرطوم خصيصاً للمشاركة في التظاهرة ، والمبعوثين الدوليين الخاصين للسودان ، والسفراء المعتمدين في اديس ابابا ، وآخرين كثر من المهتمين بالشأن السوداني لم نقصصهم عليك .

سوف يُشكل التوقيع حدثاً له ما بعده ، ولن تكون الخريطة السياسية السودانية كما كانت قبل التوقيع .

سوف نفتقد في اديس ابابا في ذلك اليوم القائد عبدالواحد النور + الاستاذ فاروق ابوعيسي رئيس تحالف قوى الاجماع الوطني + الحزب الشيوعي + احزاب البعث العربية الاشتراكية + وبعض الاحزاب الاخرى التي سوف تقاطع حفل التوقيع لاسباب ما أنزل الله بها من سلطان .

خارطة الطريق ليست اتفاقية نهائية تضع حداً سلمياً للمحنة السودانية . هي بوصلة تنير الطريق ، وإن شئت الدقة هي آلية لفتح الباب لحوار وطني جاد بمستحقاته يقود في نهايته للسلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل .

2- لماذا رفض الاربعة الكبار التوقيع من قبل ؟

في يوم الاثنين 21 مارس 2016 رفض الاربعة الكبار في تحالف قوى نداء السودان ( السيد الإمام + الرئيس جبريل ابراهيم + الفريق مالك عقار + القائد مني اركو مناوي ) التوقيع على الخارطة لعدة اسباب ، نختزل بعضاً منها ادناه :

اولاً :

لم تقبل الثقافة السودانية الطريقة الاستعلائية التي عرض بها مبيكي مسودة الخارطة للتوقيع ، ومفادها إن خذها أو اتركها ، ولا مجال لتفاهم او حوار حول متنها ، حتى بتغيير شولة .

وزادت الدكتورة زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي ضغثاً على إبالة بأن هددت الاربعة الكبار بأن يوقعوا على الخارطة بحلول الاثنين 28 مارس ، وإلا فسوف توريهم نجوم الضهر .

ولا يزال الاربعة الكبار ينتظرون نجوم ضهر الدكتورة زوما ، التي طلعت فشنك ؟

ربما كان سبب إستعجال مبيكي الذي ندم عليه لاحقاً ، هو إن وساطته التي بدأت في فبراير 2009 ، أي قبل سبعة سنوات طوال ، وصرفت من اموال الترويكا ( الولايات المتحدة + بريطانيا + النرويج ) اكثر من 35 مليون دولار ، لم تنتج سوى قبض الريح وشئ من سدر قليل . ثم ان مجلس السلم والامن الافريقي قد طلب من مبيكي ان يقدم تقريراً في ظرف 90 يوماً من اجتماعه رقم 539 في اغسطس 2015 . وللاسف لم يقدم مبيكي تقريره حتى اليوم ، ولهذا التاخير قصة تُحكى فيما بعد في هذه المقالة .

ثانياً :

طلب الاربعة الكبار ان تحدد الخارطة ان يكون وفد تحالف قوى نداء السودان لاجتماع اديس ابابا التحضيري شاملاً لكل مكونات التحالف ، وليس مقتصراً على الاربعة الكبار .

ثالثاً :

طلب الاربعة الكبار ان تنص الخارطة على عدالة ادارة الحوار ، وان لا يكون الرئيس البشير رئيس عملية الحوار ، فيصير الحكم والخصم .

رابعاً :

طلب الاربعة الكبار ان يكون الحوار مع تحالف قوى نداء السودان منفصلاً عن حوار قاعة الصداقة بالداخل ، وان الذي تتم محاورته يشمل لجنة السبعتين والنظام ، لكي يلتزم النظام بإنفاذ مخرجات الحوار لاحقاً .

رفض مبيكي جميع مطلوبات الاربعة الكبار ، ووصل الامر لطريق مسدود .

3- الإنفراجة ؟

غضب مبيكي غضبة مضرية من الاربعة الكبار ، وفيهم كجوره المفضل . في المقابل ، فرح نظام الإنقاذ فرحاً شديداً برفض الاربعة الكبار التوقيع ، وضغط على مبيكي الإسراع في تقديم تقريره لمجلس السلم والامن الافريقي لكي يمرر توصية لمجلس الامن الدولي ليعتمد عقوبات ضد الاربعة الكبار ، لفضحهم وتعريتهم امام المجتمع الدولي على انهم تجار حروب وارهاب ولا يبغون السلام ولا التحول الديمقراطي ، برفضهم التوقيع على الخارطة التي تقود للسلام والتحول الديمقراطي . خطط النظام لقذف الاربعة الكبار ، بمساعدة مجلس الامن الدولي ، إلى جزيرة روبنسون كروزو ، حيث ينساهم الناس .

كاد مبيكي ان يفعل ما طلبه منه نظام الانقاذ ، لشعوره ان الاربعة الكبار قد وضعوا المتاريس في طريقه ، والعصي في دواليبه .

ولكن نزلت مائدة السيد الامام من السماء لامبيكي الذي قال :

( نريد ان نأكل منها ، وتطمئن قلوبنا ، ونعلم ان قد صدقتنا ، ونكون عليها من الشاهدين ) .

عرف مبيكي من مصادره ان السيد الامام ، رغم الخلاف والاختلاف ، في خطبه للشعب السوداني ، وفي مقالاته التي لا يخلو اسبوع منها ، بل في ونساته مع كل من القى السمع وهو شهيد … قد رفع مبيكي مكاناً علياً ، ووضعه على ربوة عالية من المرجعيات الاخلاقية السامية ، ووصفه بالايقونة الافريقية ، وقال فيه بأكثر مما قال اسماعيل حسن في نور العين .

هنا وقف مبيكي وقفة مع النفس ، وإستقبل ما إستدبر من امره ، وطافت براسه ذكريات زملاء الكفاح الذين خانوا العهد ، واصدقاء الامس الذين طعنوه في الظهر وارغموه على الاستقالة من رئاسة الحزب والجمهورية ، وقذفوا به إلى الشارع ، يندب حظه وآماله .

ثم ياتي السيد الامام الطلق يختال ضاحكاً كما ربيع البحتري في زمن غابر .

الوفاء عملة نادرة ، ولكن وجدها مبيكي بوفرة مع السيد الامام ، ورب اخ لك لم تلده امك .

ولان مبيكي من لحم ودم ومشاعر ، فقد ارجع الاسانسير للسيد الإمام ، وغير موقفه من الاربعة الكبار ومن خارطة الطريق 180 درجة .

رفض مبيكي ضغوط نظام الانقاذ عليه ليقدم تقريرا لمجلس السلم والامن الافريقي في اجتماعه في كيغالي في رواندا في يوم الاحد 17 يوليو 2016 ، لتعرية الاربعة الكبار . وكان ان رفض نظام الانقاذ استقباله في الخرطوم في زيارة خطط لها يوم الاربعاء 13 يوليو قبل اجتماع الرؤساء والمجلس في كيغالي يوم الاحد 17 يوليو .

ولكن ايقن النظام انه يحتاج لامبيكي لتسويقه اقليمياً ودولياً ، خصوصاً والنظام يعاني من العزلة والمقاطعات والعقوبات . لا يملك النظام رفاهية ان يعادي مبيكي ، فكان ان تصالح مع مبيكي .
قبل النظام تحت ضغط مبيكي بالإجراءت التالية :

+ ان يقابل مبيكي قادة تحالف قوى نداء السودان في اديس ابابا يوم 8 شهر 8 ، وليس فقط الأربعة الكبار .

+ وقبل النظام ان يخاطب السيد الامام الشعب السوداني مساء السبت 30 يوليو عبر تلفزيون النظام الرسمي في برنامج ( في الواجهة ) ، الذي يقدمه احد منسوبي النظام .

+ وقبل النظام ان يعلن مبيكي في اجتماع يوم 8 شهر 8 في اديس ابابا عند توقيع الاربعة الكبار على الخارطة ، عقد اجتماع اديس ابابا التحضيري بين تحالف قوى نداء السودان ولجنة السبعتين التي سوف يتم تمثيل النظام فيها .

+ وللمرة الاولى وتخت تأثير كرامات مبيكي تغزل المهندس ابراهيم محمود مساعد رئيس الجمهورية في السيد الامام ، ووصفه بالقائد الوطني الذي يسعى لمصلحة الوطن ، في برنامج في الواجهة المذكور اعلاه .

4- الحلم الجميل ؟

دعنا نمد خط التفاؤل على إستقامته ( تفاءلوا بالخير ، تجدوه ) ، ونفترض مجازاً وكأننا في حلم جميل ، وقوع الأحداث التالية في مقبل الايام والاسابيع :

+ توقيع الاربعة الكبار في يوم 8 شهر 8 في اديس ابابا على خارطة الطريق ( السيد الإمام + الرئيس جبريل ابراهيم + الفريق مالك عقار + القائد مني اركو مناوي ) ، بلا قيد ولا شرط ، وبموافقة وفي حضور قادة تحالف قوى نداء السودان ، ناقص الحزب الشيوعي ، واحزاب البعث العربية .

+ موافقة مبيكي ( + نظام الإنقاذ ) على جميع مطلوبات تحالف قوى نداء السودان المُضمنة في خطاب السيد الامام لامبيكي بتاريخ الجمعة 22 يوليو 2016 ، وفي مذكرة التفاهم المؤودة .

+ إعتراف نظام الإنقاذ بتحالف قوى نداء السودان .

+ إعلان مبيكي يوم 8 شهر 8 عند توقيع الاربعة الكبار على خارطة الطريق ، عقد إجتماع اديس ابابا التحضيري بين تحالف قوى نداء السودان ولجنة السبعتين ممثلاً فيها نظام الانقاذ في اقرب فرصة ممكنة ، في إنفاذ لتوصيات مجلس السلم والامن الافريقي في سبتمبر 2014 ( إجتماع رقم 456 ) واغسطس 2015 ( إجتماع رقم 539 ) . سوف يحضر اجتماع اديس ابابا التحضيري للمؤتمر القومي الدستوري الجامع في الخرطوم .

هنا نطلب منك ، يا حبيب ، التوقف لحظة ، وأن ترجع البصر كرتين ليوم الخميس 4 سبتمبر 2014 .

دعنا نرى ماذا حدث في يوم الخميس 4 سبتمبر 2014 .

نواصل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *