ماذا تيقي في جعبة الرئيس عمر البشير

بعد ان توعد الرئيس السوداني ووزير حربه بإنهاء التمرد في البلاد قبل بضع اسابيع وتم تجيش المليشيات القبلية وقوات الدفاع الشعبي والعسكرين المجبرين لقتال التمرد ربما كانت السهم الاخير في كنانة الرئيس اطلقه اتجاه الاعداء وعندما أخطأ الهدف قرر سيادته بقذف جعبته الفارغة في اتجاه اتباعه لضمان خروج أمن له من ما كسبت ايديه خلال حكمه للبلاد مدي ربع قرن من الزمان ، وان سيناريو ابعاد نائبه الاول علي عثمان من موقعه في سلم الرئاسة  لها ما بعدها في عملية البحث عن من يحفظ سره وامواله ويضمن عدم الغدر به تطبيقا لنهج الرئيس الروسي السابق بوريس يلسن عندما عجز عن قياده البلاد ولكنه كان خائفا علي امبرطوريته المالية والفساد الذي ازكم الانوف وحياة المافية اشبه بالوضع في السودان اليوم ، حيث اتباع المؤتمر الوطني رغم خلفيتهم الاسلامية الا ان افعالهم وتطبيقاتهم اشبه بالقطب الشرقي البائد ،
    الرئيس بورس يلسن بعد مشوار بحث وجد من يحميه في حال التنازل عن السلطة وهو الضابط في جهاز الامن الكي جي بي الروسية فلاديمير بوتن وتمت الصفقة علي اساس المكافئة بالسلطة في سبيل حمايته من المساءلة بعد ترك منصبه وقد كانت ، الان عمر البشير يبحث عن بوتن سوداني لإنتشاله وقد يكون المرشح الاول للمنصب هو رفيق البشير بكري حسن صالح الرجل الذي يضحك اذا ضحك البشير ويغضب بغضبه وبارع في ادخال البهجة اليه حتي ولو بلفه سيجارة مخدرة ، هذه المهمة لا يؤتمن عليه علي عثمان بحكم التجربة والمعرفة وان الاخير سبق وان تحاور مع الجنائية الدولية في مدينة انتوربن البلجيكية بشأن ايجاد مخرج لوضع المتأزم وفي تلك الاثناء كان البشير ومجموعتة القبلية كانوا يرفضون كل اشكال التقارب مع المحكمة ، بالاضافة الي علاقته مع مجموعة (عديله ) غازي صلاح الدين حيث يعتبر المهندس الفعلي للمخطط  بغية استخدامها في صراعها الخفي مع مجموعة البشير ، اذن خوف البشير علي مستقبله في الفترة القادمة جعله يطلب من علي عثمان بتقديم إستقالته او يعلنها من طرف واحد ورضخ اخيرا لامر الواقع ، وارد البشير وفريقه ان يمنحوا شي من المسحة الديمقراطية علي عمليتهم هذه حتي يكون مقبولا لدي الشعب السوداني وتقدم لإحلال المنصب عدة اشخاص ابرزهم الحاج ادم النائب الثاني لرئيس البشير ، بكري حسن صالح ، عبدالرحمن الصادق المهدي ، حسبو عبدالرحمن ، محمد بشارة دوسة ومرشح اخر من شرق السودان لم يكشف بعد ، رغم كثرة المرشحين الا ان المنصب قد حسم امره مسبقا لصالح بكري حسن صالح الذي يعتبره البشير شابا .
السيناريو القادم بعد تعين بكري في منصب النائب الاول سوف يذهب البشير في رحلة إستشفاء الي المملكة العربية السعودية ويمكث هنالك لعدة اشهر بحجة العلاج ولكن في الحقيقة الهروب الاخير وعندها تنهي الصلاحية الدستورية نتيجة الفراغ لعدة اشهر وعندها يتم ترقية السيد بكري حسن صالح لقيام بالمهام الرئاسية حتي الإنتخابات القادمة ، وعلي الاخير بذل قصاري جهده في الدفاع عن البشير عندما يكون بعيدا عن كرسي الرئاسة .
ادريس محمود
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *