ماذا بعد إحتراق علي عثمان محمد طه؟

ماذا بعد إحتراق علي عثمان محمد طه؟
خالد عثمان
في الفقرة الثانية من تقرير مجموعة الازمات الدولية :
يتزايد تركز السلطة في يد زمرة صغيرة حول الرئيس البشير ، ولكن لاينعكس هذا التركيز في القوات المسلحة، والبشير الذي يخشى من إنقلاب محتمل لجأ مع شركاءه الي تقسيم الاجهزة الامنية، واصبحت هذه المجموعة تعتمد بشكل متزايد على الولاء الشخصي والولاءات القبلية للبقاء في السلطة. أدى هذا الي تخبط وتعثر الحزب الذي فقد من زمن طويل رؤيته الاستراتيجية وفقد تماسك سياساته،وتعمق الانقسام واصبح الحزب أكثر اهتماما بالبقاء في السلطة، واضحت  القيادة في كثير من الأحيان تتفاعل مع الأحداث بدلا من أن تنفذ برامج وطنية مدروسة جيدا
.

كيف إحترق على عثمان؟

بعد إنتصاره التاريخي على شيخة في مفاصلة رمضان 2000 لم يستطيع “شيخ علي” ان يسيطر جيداً على مفاصل السلطة فلقد انتبه البشير له جيداً، وأختار ، رجال له من شندي وما حولها، فتولوا عنه همّ الامن ، وجاء قرار المحكمة الجنائية ليعطي، رفض الشعب السوداني له، زخما شعبياً للبشير ، تم توظيف هذا الزخم لتزوير الانتخابات  في ظل ضعف المعارضة التي أنهكتها سنوات النميري والبشير وحماقات الديمقراطية الثالثة.

وتم دفع شيخ علي بدهاء شديد بعيدا عن مفاصل السيطرة ومفاتيح القوة، ليحتفظ البشير به ليحفظ به تماسك ما تبقى من كوادر الحركة الاسلامية، الشيخ على لم يستسلم ، وحاول عن طريق قوش (كما ذكر تقرير مجموعة الازمات الدولية ) وآخرين القيام بمؤامراة  أخرى ، ولكن لسخرية الاقدار ولتحول الصراع  من صراع أفكار ومؤسسات الي صراع بين قبليتين شماليتين كان الحسم سريعاً، هذا وسيتم ابعاد على عثمان من منصب نائب الرئيس قريباً وربما الي البرلمان.
المؤتمر الوطني ، لا لون ولا طعم ولا رائحة

وبعد ان فقد رؤيته الاستراتيجية وتماسكه وصار كل الهم هو التمسك بالسلطة ، سلطة يصارعهم  فيها الشباب السوداني المفعم بالامل مستتشرفاً لآفاق المستقبل، ويصارعهم فيها المواطن الذي يتغذى على خبز بروميد البوتاسيم المسرطن ، ويشرب المياه التي تجلبها أنابيب الاسبستوس المسرطنة،ويرحل الي وسط السودان من أجل جرعة علاج بالاشعة تفشل مستشفيات الخرطوم في تسليطها.

ويصارعهم فيها ،

شيخ شديد المراس، عنيد ومجنون ، له تلاميذ وتبع في الاجهزة الامنية، وستتواصل هذه الدوائر الخبيثة في إنتاج ازماتها، فما وعد الشيخ الترابي لابد من حدوثه، وسيظهر لنا علي عثمان ونافع أخرون.

ولكن

أين نيكولاي شاوسيكو ، وأين صدام حسين، زين العابدين بن علي ، حسنى مبارك، لقد استطاعت كل الشعوب عندما حانت  اللحظة المناسبة مع توفر الظروف الموضوعية ان تتملك قرارها وان تنتقم من جلاديها.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *