كلمة صدى الاحداث :تسارعت الاحداث في السودان واختلطت الاوراق واصبحنا في مشهد اكثر ضبابية , وكل ما تلوح بارقة امل في اتجاه حل الازمات المتراكمة تصطدم بجملة من المواقف تازم الامر اكثر من ذي قبل.
بعد ايام من فشل ما يسمى بالصيف الساخن لحل الازمة السودانية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق عبر السلاح , والنفرة التي اعلنتها حكومة المؤتمر الوطني واعادة انتشار قوات الجنجويد التي ارتكبت الفظائع في دارفور واحرقت القرى اعادت حكومة المؤتمر الوطني انتشار تلك المليشات في مناطق كردفان لكي تمارس ذات الادوات التي مارستها في دارفور وهي احدى اليات ما يسمى بالصيف الساخن , وتعنى هذه الاداة بتهجير كل من تدور حوله شبهات التعاطف مع المتمردين وهو ما حدث فعلا في جنوب كردفان وفي غربها , لكن صلابة اهلنا في كردفان وضربات الجبهة الثورية الموجعةاجبرت تلك المليشيات ان تتقهقر وتعود ادراجها.
هذا التراجع اجبرت الحكومة ان تعود لطاولة المفاوضات والتي تمارس فيها العلاقات العامة دون تقديم تنازلات حقيقية للحل الامر الذي سارع بانفضاض جولة الحوار مبكرا ,مما دعا النظام ان يعود لهوايتها المفضلة في ضرب المدنيين , وهو ما حدث من جرائم وابادة وتصفية عرقية جديدة في جنوب شرق نيالا بجنوب دارفور ومناطق اخرى.
غير ان المدهش في الامر هي تصريحات قادة الجيش ومليشيات المؤتمر الوطني بقرب انتهاء ما يسمونه بالصيف الساخن , لتدمير المتمردين وحل الازمة عسكريا , ما بين هذا الصيف الساخن والضربات الموجعة التي تلقتها مليشات النظام في ولاية شمال دارفور , والتي اعلنت الجبهة الثورية عن سيطرتها على ثلاث محليات كاملة في يومين فقط ,وتوعد الجبهة الثورية لحكومة المؤتمر الوطني ومليشياتها بصيف جهنمي ردا على الصيف الساخن.
المحليات الثلاث التي سيطرت عليها الجبهة الثورية هي محليات ذات دلالة مهمة , لجهة ان محلية الطويشة هي مسقط والي الولاية عثمان يوسف كبر , وهي ذات المحلية التي شهدت اعتقال عمدة الطويشة الصادق والصديق الشخصي لعثمان كبر في 2004 وما حدث من احداث بعضها كانت محرجة للسيد كبر بعد ان اطلق سراح العمدة عن طريق الاهالي مما حدا باحد شيوخ المنطقة بعد حاول كبر تجيير الامر له دعا كبر الى مواجهة المتمردين الذين يعسكرون على بعد سبع كيلومترات فقط عن الفاشر وان يترك امر اطلاق سراح العمدة لهم وهو ما حدث ,اما محلية كلمندو فهي مسقط راس رئيس الية الاتصال بالرافضين للدوحة الشيح صديق ودعة (شيخ قروش ) .
هذا التطور الدراماتيكي في المعارك اذا ما ربطناه بفشل الحكومة في علاقاتها الخارجية وفقدانها لاقرب الاشقاء في المحيط العربي كالسعودية التي اعلنت بنوكها وقف تعاملاتها مع المركزي السوداني , وانباء عن دولة الامارات المتحدة ستسير على ذات الطريق / فضلا عن دعم النظام للارهاب وللجماعت الارهابية وايوائها لجماعة الاخوان الهاربة من مصر , وخروج زعيم مليشيات الجنجويد موسى هلال واستهدافه لمليشات التي تسمى ابو طيرة, واشتراطه بوقف العمليات برحيل عثمان كبر وعمليات نقل الاسلحة عبر السودان الى مليشات ارهابية , هذا المشهد سينبيء بان السودان موعود باكثر من صيف ساخن واكبر من صيف جهنمي الى صيف كارثي, سيحرق ما بقي من تراب الوطن.
الازمة السودانية لا تحلها صيف ساخن ولا صيف جهنمي , الحل فقط في الحوار والحوار فقط , وان يكون الحوار شاملا في قضاياه شاملا في مضامين ومطالب الشعب السوداني , وايضا يجب ان يشمل الحوار كل اطياف الشعب السوداني وقواه الحية , سواء كانوا احزاب او منظمات مجتمع مدني يجب ان يشمل الحوار الجميع والا يكون حوارا بين حكومة المؤتمر الوطني بل حوارا بين الشعب السوداني يفضي الى حكومة تسير امر البلاد وتنظم فيها امر كيف يحكم السودان ومن يحكمه كذلك ,