حسن اسحق
الوضع علي الارض مازال غامضا، بالنسبة لمن هم خارج اراضي المعارك الدائرة في جبال النوبة والنيل الازرق، كل المعلومات التي يتلاقاها القارئ العادي في الصحف، تنقل عكس مايدور، هزائم متكررة وهروب، واخفاء الحقائق، وإظهار معلومات ان الارض تحت السيطرة، والحدود التي تتحرك فيها الجبهة الثورية صارت ضيقة. كتب في صحيفة الجريدة اليومية عدد الاحد، اشاد منبر شباب جبال النوبة بانتصارات القوات المسلحة، وفي جانب آخر كشف معتمد محلية البرام بولاية جنوب كردفان عن استخدام الجبهة الثورية والتمرد المواطنين كدروع بشرية، والجيش الشعبي يقوم باحتجاز المواطنين الراغبين في العودة الي المدن الامنة، وتدهور الاوضاع واتساع الرقعة الامنية، والمواطنين يعيشون اوضاعا مأساوية في مناطق التمرد، وابان ان السلطات تستقبل باستمرار طلبات الجنود الراغبين في الانشقاق. والمنبر قال ان الجبهة الثورية تكبدت خسائر فادحة وفقدت السيطرة علي عدد من المناطق، ونالت سخط المواطنين بتعمدها زعزعة الاستقرار. التصريحان فيهما تناقض لا يغيب عن المتابع لما دار في جبال النوبة قبل اكثر من 10 ايام، وتدمير وتشتيت 8 متحركات في مناطق جاو وتروجي ودبيكايا، والخرسانة، والصور التي نشرت في الصحف الالكترونية تعكس فداحة الخسارة التي مني بها الجيش والمليشيات المرافقة له، وصور بطاقات الجنود، دليل علي الهزيمة والفرار. ان منبر جبال النوبة يتبع نفس خطي الحكومة في إرسال بطاقة الانتصار، وسخط المواطنين من الحركة الشعبية في الجبال، ويشيد بالنصر الحكومي، وهو اصلا هزيمة وفرار، وعلي المنبر بدلا من الوقوف خلف الحكومة عليه ان يطالبها بوقف قصف السكان بالطيران في الجبال ويسمح بدخول ادوية الاطفال لتطعيمهم ضد امراض شلل الاطفال والحصبة، وهذا البيان لن يخدم جرحي الطائرات والمشردين والنازحين، فالاشادة بنصر الجيش، إلتفاف عن الاوضاع الانسانية الحالية في اغلب المناطق النوبية. ان معتمد محلية البرام، يستحي من اعلان انتصار الجبهة الثورية، وفكر في حياكة الدروع البشرية من قبل والحركة الشعبية، واحتجاز من يرغب في العودة، ومع الاعتراف بالعيش في اوضاع انسانية مأساوية، ان حكومة جابر ابراهيم تية، هي من تعرض حياة المواطنين للخطر، والتهديد الاكبر، الطائرات الحربية ورفض دخول الدواء، ومنع الادوية يعرض حياة الاطفال دون الخامسة لموت بطئ وإلقاء القنابل يقتل ويحرق المناطق ونتيجته نزوح جديد. ان تغييب الحقائق في الاعلام الرسمي، تأكيد ان الدولة فشلت في حملاتها.
[email protected]