مؤامرة…
خالد تارس
مسلسل الموت المجاني وطحين الأرواح الذي يدور بوقاحة بين اهلنا الرزيقات والمعاليا يبدو وكانة فصلاً آخر من فصول مؤامرة تهتيك النسيج الاجتماعي في دارفور الكبرى , ومن اللآمعقول ان تظل خيوط المؤامرة هذة تختبي هناك , وتكشف عن ساقيها في صناعة حرب البسوس بين الرزيقات والمعاليا واحتدام مواجهات مسلحة لايتصور العقل عمقها حتى تظهر جتة البعاتي الذي يقف على القطبان (متفرجاً).. لهذا السبب اورد مراقبون لهذة الاحداث علامات استفاهم تملأ فراغ الصورة النمطية للبعاتي طويل الباع الذي اضرم حرائق المعاليا والرزيقات التي استعصى على العقلاء والأجآويد اطفائها .! السؤال من هم سماسرة الفتنة التي هلكت الزرع والضرع في بوادي المعاليا وفرقان الرزيقات ومن هم زبائنها الكرام .؟ هذة الفتنة تنبت في اليوم الواحد آلاف السنابل الخبيثة في حقل الابادة الكلية وفي كل سنبلة ملايين من حبات الكراهية والضغينة .. صدام مسلح يندى له الجبين يدور بقذارة بين ابناء العمومة ويفتك بالقيم والمثل الرفيعة بينهم, ويدوس على برائة الاطفال وشرف النساء فكانما نحن في عصر جاهلية .! مواجهات دامية بين الطرفين تخلف الآف القتلى والجرحى ومئات الثكلى واليتامى والأرامل وآلاف المهجرين (قصرياً) .. الآ سأل ابناء المعاليا والرزيقات بعضهم فيما يتعاركون ويتفانون , ولماذا رملوا نسائهم ويتموا اطفالهم .؟ الا بحثوا عن المستفيد الحقيقي من ابادتهم كليا ً.؟ ولصالح من تراق دماء مختلطي الانساب وابناء العمومة المتلاحمين المتجاورين المتصاهرين , لمن يتجلى هذا البعاتي ويغزل حبال مؤامرتة الدنيئة .؟ وصالح من يتغير اديم دارفور الباذخ الي بطون جائعة ونفوس خائفة وقلوب فارغة .! ام هناك بعاعيت من الإنس تنزلت بالسوء لتفرق بين هؤلاء القوم وتجعلهم ايدي سبأ .؟ لماذا كل رماح المحاولات والمساعي الاهلية تصدم بصخرة الموت الجماعي وجيوش ابليس الخارجة عن القانون والعرف الانساني .؟ وكيف تمكنت هذة المعاصي من لي ضراع الحق وضرب البصيرة الثاقبة , كيف تمكنت من وضع الابرياء في بركة مثخنة بالدماء ومخيبة للضمير الآدمي ؟ اتغيب الحكيم وابن الحلال حينما تناثرت اشلا المسلمين في دارفور لسنوات طوال ام خاب مسعاه .؟ نقطع الشك باليقين .. ولكن بذات السيناريو يموت اليوم المعاليا والرزيقات موت الضأن في المراعي , كيف نفد منطق الأجاويد واهل المثاقبة ونضب معين الحجة والنصيحة في رواكيب ادارتهمم الشعبية في اللحظة التي يحتاجون اليها بشدة .؟ اليس في هذة البلاد رجل رشيد يفك لغز فظاعات السيناريو الذي يتواصل لقرابة العامين بقساوة تهين كرامة الآدميين في دارفور وتهد قيمنا الاخلاقية .؟ سفك الأرواح والدماء وقتل النفوسٍ البريئة يمثل اكبر هزيمة عرفها تاريخ الاقليم كاسي الكعبة ومطعم المسلمين في بلاد البترول , لماذا تخيب آمال المبادرون بتجدد اشتباكات الرزيقات والمعاليا وخسراتهم جسدياً ولماذ تغيبت الدولة وتخازلت .؟ لماذا تنشر الصحف , كل الصحف الخرطومية ارقاماً مهولة للقتلى والجرحى بقوالب صادمة للقراءة , فكانما هي تعيد داحس والغبراء في الفية السلم العالمي والمعايشة الاجتماعية.. اتمنى لو حملت هذة الجرائد خبراً يبشرنا بكتابة سلام المعاليا والرزيقات بدلاً من احترابهم (قبلياً).. فالذي يؤسف الجميع ان تحتمل الانباء الواردة على سياقها محمل قشعريرة تجدد مسارح الموت الجماعي وهو ليس بخبر مادامت الوتيرة كذلك , ولكن الخبر ان يصالح المعاليا الرزيقات ويكتبوا معاهدة للسلام والعيش الدائم بينهم بالتي هي افضل .
الجريدة