منذ أن سطت عصابة الجبهة الإسلاموية علي ظهر الشعب السوداني لجأت إلي استغباء واستحمار عقل الإنسان السوداني فأطلق عرابهم الذي علمهم الشعوذة والنفاق “الترابي” مقولته الشهيرة ” إذهب الى القصر رئيساً وسأذهب إلي السجن حبيسا ” فاقتيد إلي السجن مع بقية رؤساء الأحزاب وتوهم الآخرون بأن قوات الشعب المسلحة هي من وضعت حدا لمهازل حكومة الديقراطية الثالثة الهشة هي الأخرى ، فعل الترابي ذلك لعلمه اليقين بأن الشعب السوداني إذا ما أدرك حقيقة هوية هذه الحكومة الجديدة المسمي نفاقا ب” حكومة ثورة الإنقاذ ” سوف يقوم بخنقها وتفطيسها في مهدها منذ الساعات الأولى .
بتلك الكذبة الماكرة تفادت حكومة المؤتمر الوطني هبة الشعب السوداني
ذو القلب “الحار” والطيب في آن ، فبنت بعدها كل برامجها علي الكذب والخداع لتمرير خبيث فعالها التي تقع نتائجها القاسية دوماً علي رؤوس الغلابي من عامة الشعب السوداني .
** ألبسوا حرب الجنوب العنصرية عمامة الجهاد في سبيل الله ضد من أسموهم كفارا من شعب جنوب السودان لاستدرار تعاطف الشباب المسلم من بقية أطراف السودان حتي استطاعوا أن يوهموا عامة الشعب بأن د. جون قرنق يهدف إلي هدم المساجد وإبادة العرب والمسلمين وإقامة دولة مسيحية تسيطر علي كافة السودان ، فانخرط الشباب بكل سذاجة زرافات ووحدانا في صفوف قوات ومليشيات النظام فاستخدموهم وقوداً لحرب لا ناقة لهم فيها ولا حمل أدت في نهاية المطاف إلي تقتيل وتشريد الملايين من الطرفين حتي اضطر شعب الجنوب هو الآخر إلي اختيار الإنفصال والنأي بعيداً عن سودان الظلم والقهر والاستعباد ، ليتضح مؤخراً أن تلك الشعارات التي أطلقتها حكومة الإنقاذ ما هي إلا كذبة أريد بها إلهاء بقية أطراف السودان عن الإلتفات إلي معاناتهم التي ستدفعهم يوماً بلا شك إلي السعي للمطالبة بالعدالة التنموية والاجتماعية وغيرها كما فعل شعب جنوب السودان مما سيهدد بقائهم ، وهو ما حدث بالفعل في دارفور وأجزاء أخري من السودان .
** بعد انفصال جنوب السودان وخروج أكثر من سبعين في المئة من موارد البترول من ميزانية الدولة المعتمدة بشكل كامل علي صادرات النفط بعد تدميرهم كل مصادر الإنتاج القومية أدركت العصبة الحاكمة فداحة حماقتها وتهورها ، ولما لم تمتلئ كروشهم بعد من خلال عمليات النهب المنظم لأموال الشعب السوداني طيلة فترة بقائهم ، كان لابد من اللجوء الي فرض المزيد من الضرائب وبالتالي ارتفاع اسعار السلع وتجويع الشعب كبدائل تضمن لهم الاستمرارية في بناء الفلل والشركات العملاقة في ماليزيا وتركيا و قطر والإمارات واستحلاب مزيد من الأموال المنهوبة لزيادة الأرصدة والأسهم المالية في مختلف بنوك دول العالم ، والتي دفعت مدير إحدى البنوك الماليزية لإبداء استغرابه من تداعيات الأزمة الاقتصادية الحالية بالسودان في الوقت الذي تكتظ خزائن البنوك العالمية بأسهم ضخمة لأسماء سودانية رفيعة المستوى في حكومة المؤتمر الوطني !
** بدلاً من أن تكشف حكومة البشير للشعب السوداني حقيقة واقع الأزمة الاقتصادية التي تواجه الدولة واستعادة الاموال المسروقة ومن ثم الإستعانة بالخبراء الاقتصاديين لوضع خطة اقتصادية محكمة لاستغلال موارد الدولة السائبة لتخرج السودان من مستنقع التدهور الإقتصادي ، طفقت حكومة الإنقاذ علي التحايل علي إرادة الشعب السوداني كعادتها ، فما إن تشرع في وضع الميزانية لسنة مالية جديدة حتي تسبقها بإطلاق مجموعة من البالونات الانصرافية لإلهاء المواطن عما جري ويجري طبخه بقدور ” أندايات” المؤتمر الوطني .
** وقد حالفها الحظ في كل مرة في طمر ثورة الشعب الجائع بتلك الحيل الدنيئة ،
وما تداعيات توتر العلاقة مع دولتي مصر وارتريا لدرجة حشد القوات المسلحة علي الحدود الشرقية للبلاد والتلويح بإعلان الحرب ضد مصر وتوجيه أعضاء الحزب بارتداء -الكاكي- إضافة إلي إطلاق أجهزتهم الأمنية لمقاطع الفيديو التي تعكس جانباً آخر من فضائحهم الأخلاقية في جامعة الأحفاد إلا محاولة منهم لإثناء الشعب السوداني عن الخروج لاقتلاع سلطتهم المتستذئبة ، إذ أن تعدي دولة مصر علي تراب السودان لم تكن بالأمر الجديد ، وإن صح تواجد الجيش المصري علي الحدود الإرترية السودانية فإن للجيش المصري انتشارا مكثفا داخل الأراضي السودانية في حلايب وشلاتين وعلم بلادهم يرفرف منذ عشرين عاماً هناك ، أما فضيحة ضرب الطالبات في جامعة الأحفاد علي سوءتها أيضاً لم تكن بالأمر الجديد ، لكن نشرها متزامنة مع الميزانية الجديدة أريد بها قمع ثورة الجوع المتوقعة وإشغال الشعب الجائع عن قضيته الملحة ، إلا أن السهم إرتدت إليهم وأصابهم في مقتل ، حيث لفتت أنظار الشعب السوداني للتنقيب عن ما هو أبشع من تلك المقاطع المسربة حول نظرة الكوز للمرأة وفضح أسطورة آل بدري علي إمتداد تاريخ السودان الحديث .