لن يحكمنا رئيس سباب و لعان
و إسقاط نظامه واجب وطني وشرعي
المحامي / حسن بشارة إبراهيم
لا اعلم ما حل بشعبنا حتى يحكمه رئيس سباب و لعان ، فقد أصبح السب و الشتم من صفات رئيس الجمهورية ، باسم الوطن تارة و باسم الإسلام تارة أخرى ، حيث أطلق لسانه العنان و أصبح اللعن على لسانه سهلاً فيلعن من يختلفون معه في الرأي لأنهم لا يوافقون عقيدته أو مذهبه أو هواه ، و هو يلعن لما يحمله من حقد و غل دفين ، لأن هذه هي الأخلاق التي تربى عليها و يعتقد أنه يتقرب إلى الله بذلك و يرجو الأجر و الثواب عندما يلعن شعبه و يصفه بصفات لا تشبه صفات الآدميين ، حيث دل النبي صلى الله عليه و سلم من أراد النجاة عليه إمساك لسانه و حفظه ، و كان ذلك بياناً لعظم و خطورة اللسان خصوصاً إذا ترك اللسان على غاربه في العصيان و الطغيان بالسب و الشتم ، حيث أنه سبب لانتقاص صاحبه أمام الناس في الدنيا ، و نقيصة و عيب في الآخرة ، و لا شك أن اللسان سبب للنجاة من النار ، أو سبب للوقوع فيها .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه قَال
َ : لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا ، وَلَا فَحَّاشًا ، وَلَا لَعَّانًا ، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ : ” مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ ” [ أخرجه البخاري ] .
وفي الحديث أيضا ” ليس المسلم بالسباب , ولا باللعان , ولا بالفاحش ولا بالبذيء “
— قال الله تعالى : (( ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين )) [ العنكبوت :25] .
فمن الصفات القبيحة ، والخصال الذميمة ، والأخلاق الدنيئة التي تحلى بها رئيس الجمهورية ، خلق اللعن والسباب و الشتم ، وهي صفات لا ينبغي لمسلم أن يتصف بها ، لأنها من أنواع الذنوب ، ولا شك أن الذنوب تنقص الأجور ، وتوغر الصدور ، وفيها محق للحسنات وجمع للسيئات ، وإنزال في الدركات .
— عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ” مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ” [ متفق عليه ] .
— وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ” [ متفق عليه ] .
— وعن أبي الدَّرْدَاءَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ” [ أخرجه مسلم ] .
فالشعب السوداني البطل لم يسلم من لسان الرئيس عمر البشير بذيء القول حيث يصفهم بأبشع الصفات في كل خطاباته الارتجالية بعد أن أصيب بالهستيريا من جراء تنامي قوة المعارضة و قرب نهاية حكمه و تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمته عن جرائمه التي ارتكبها في دارفور وما زال يرتكبها في جبال النوبة و النيل الأزرق ، كذلك لم يسلم الشعب السوداني من يد البشير حيث أطلق يده ممثلة في قوات أمنه و مليشياته من الدبابين و الرباطين في ضرب الثوار المتظاهرين ضد حكمه الجائر الفاسد في الشوارع و داخل المساجد .
ولا يتصور أن تتمكن هذه الآفة من لسان مؤمن أبدًا: “ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء”. وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا ينبغي لصدِّيق أن يكون لعَّانًا”. إن لعن المؤمن جناية عظيمة لا ينبغي لمسلم أن يتجرأ عليها، ويكفي في بيان قبح هذه الجناية قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن المؤمن كقتله”.
رئيس جمهورية بهذه الصفات القبيحة و البذيئة من الواجب الوطني و الشرعي إسقاط نظامه حتى لا يصاب الناس بهذا الداء الوبائي و المعدي و القاتل ، إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل الدار الرقص .
الشماشة و أطفال الشوارع و اللقطاء الذي تحدث عنهم رئيس الجهورية في مشاركتهم في التظاهر على نظامه ، هؤلاء من إفرازات حكمه الممتد لحوالي ربع قرن ، البشير أمام المسلمين مسئول عنهم ، فإمام المسلمين يشعر بوطأة المسئولية عليه حتى تجاه البهائم العجماء ، فسيدنا عمر بن الخطاب قال قولته المشهورة ( لو أن بغلة عثرت في العراق لسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق ) .
نسأل الله أن يطهر ألسنتنا وقلوبنا وجوارحنا من كل ما يغضبه سبحانه ، والحمد لله رب العالمين .
المحامي / حسن بشارة إبراهيم
ليـــبــــيا
[email protected]