لم ولن يرفع اوباما اسم سودان البشير من قائمة الإرهاب !

ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasim
Email: [email protected]

1- كروت امريكا الستة الحُمر ؟

ما بين الولايات المتحدة ونظام البشير اكثر بكثير مما صنع الحداد . تتهم الولايات المتحدة نظام البشير بأنه دخل التاريخ كونه اول من قام بإبادات جماعية ضد شعبه في القرن الحادي والعشرين ، وتتهمه بأنه يستمر في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، وجرائم حرب ، وجرائم إغتصابات جماعية للطفلات ، وجرائم تعذيب يندى لها الجبين الانساني ضد الشرفاء من ابناء شعبه ، الذين لم يطالبوا بأكثر من دولة المواطنة .

نتيجة لسياسات نظام البشير الجبتية ( من كلمة الجبت الواردة في الكتاب وترمز للطاغية والطواغيت ) ، رفعت الولايات المتحدة عدة كروت حمراء فاقعة اللون في وجه الرئيس البشير ، نختزل ستة منها في النقاط التالية :

اولاً :

+ في يوم الخميس 12 اغسطس 1993 ، وضعت الولايات المتحدة نظام البشير – الترابي في قائمة الدول الداعمة للإرهاب ، ولا يزال نظام البشير على هذه القائمة ، 23 سنة على بدء الحدث . حالياً توجد على هذه القائمة ثلاثة دول هي السودان وسوريا وايران . وسوف يتم رفع اسم ايران من القائمة بعد توقيعها الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015 .

اما السودان فسوف لن يتم رفع اسمه من هذه القائمة ، إلا بعد الوصول إلى تسوية سياسة شاملة في دارفور والمنطقتين ، كما صرحت بذلك اكثر من مرة الدكتورة سوزان رايس ( 52 سنة ) ، مستشارة اوباما للأمن القومي ، والرجل الاول في إدارة اوباما ، ورئيسة المبعوث الامريكي الخاص السفير دونالد بووث .

ثانياً :

+ في يوم الثلاثاء 4 نوفمبر 1997 ، صارت العقوبات الامريكية ضد نظام البشير نافذة المفعول ، بعد إعتمادها في اكتوبر من نفس العام 1997 . لا تزال هذه العقوبات سارية ، 19 سنة بعد بداية إنفاذها ، وسوف لن يتم شطبها إلا بعد الوصول إلى تسوية سياسة شاملة في دارفور والمنطقتين ، كما صرحت بذلك اكثر من مرة الدكتورة سوزان رايس .

ثالثاً :

في يوم الخميس 6 اغسطس 1998 ، سحبت الولايات المتحدة سفيرها المعتمد في الخرطوم تيم كارني ، ولا يزال الموقع شاغراً 18 سنة بعد الحدث ، بسبب سياسات نظام البشير الارهابية والابادية ضد شعبه .

رابعاً :

في يوم الخميس 20 اغسطس 1998 ، قصفت الولايات المتحدة مصنع الشفاء للادوية في الخرطوم ، إنتقاماً ضد نظام البشير لتورطه في الارهاب بالتعاون مع اسامة بن لادن ، وتورطه في تدمير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام .

خامساً :

ساعدت الولايات المتحدة في تمرير 63 قرار من مجلس الامن ضد نظام البشير ، وأغلبها تحت الفصل السابع ، الذي يخول لمجلس الامن التدخل العسكري في السودان .

سادساً :

تطالب الولايات المتحدة الدول الاعضاء في الامم المتحدة تفعيل امر القبض الصادر من محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير في مارس 2009 ويوليو 2010 . رفضت الولايات المتحدة منح الرئيس البشير فيزا للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ، لانها سوف تضطر للقبض عليه وتسليمه لمحكمة لاهاي .
تفضل الولايات المتحدة ان يستمر الرئيس البشير رئيساً وحاكماً بامره في السودان ، لتتمكن من ابتزازه بامر القبض ، ليمرر الاجندة الامريكية وهو صاغر .

2- الوعود الامريكية السرابية ؟

وعدت الولايات المتحدة نظام البشير اكثر من مرة بالتطبيع معه ، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب ، وشطب العقوبات والمقاطعات . وإرجاع السفير الامريكي للخرطوم ، وعدم اصدار قرارات ادانة من مجلس الامن ضده … ولكنها تخلف في كل مرة في إنفاذ وعودها . والسبب اللوبيات الامريكية التي تقف لاوباما في حلقه ، فيضطر للتراجع ، خصوصاً ولا تزال الحرب الاهلية التي يشنها الرئيس البشير ضد شعوبه في دارفور والمنطقتين مشتعلة على قدم وساقين حتى يوم الدين هذا . ثم ان اوباما ( يكجن ) الرئيس البشير عديل كده ، ورفض دعوته للقمة المصغرة التي عقدها في يوليو 2015 في اديس ابابا للتفاكر حول حل مشكلة جنوب السودان مع قادة اثيوبيا وكينيا ويوغندة . ويرفض المسؤولون الامريكان ، بأمر اوبامي ، مصافحة يد الرئيس البشير التي تقطر دماً … في مخيلتهم .

نختزل ، في النقاط ادناه ، ستة من هذه الوعود الامريكية الصلدة التي حاكت سراباً بقيعة يحسبه الرئيس البشير ماءً ، حتى إذا جاءه ، لم يجده شيئاً ، ووجد العم سام عنده فوفاه حسابه :

اولاً :

في ديسمبر 2004 ، وعدت الولايات المتحدة الاستاذ علي عثمان محمد طه بأن الولايات المتحدة سوف تطبع مع الخرطوم وترفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب ، إذا وقع على اتفاقية السلام الشامل ، التي اشرفت على إعدادها الولايات المتحدة .

في يوم الاحد 9 يناير 2005 ، وقع السودان على إتفاقية السلام الشامل في نيروبي ، وهو موقن بأن الولايات المتحدة سوف تطبع معه ، وتزيل اسمه من القائمة الإرهابية .

عملت اللوبيات الامريكية على بلع ادارة بوش لوعدها بسبب الحرب الاهلية الدائرة في دارفور ، ولم يجد السودان غير قبض الريح .

ثانياً :

في يوم الجمعة 5 مايو 2006 ، وعد الامريكي روبرت زوليك المرحوم مجذوب الخليفة بأن الولايات المتحدة سوف تطبع مع الخرطوم وترفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب ، إذا وقع على اتفاقية ابوجا للسلام في دارفور .

صدق المؤمن مجذوب الخليفة كلامات الخواجة زوليك ووقع على الاتفاقية ، وعمل على تعيين القائد مني اركو مناوي ( مساعد حلة ) في القصر الجمهوري .

وبعدها صار الخواجة زوليك فص ملح وداب ، وإستمر السودان على قائمة الدول الداعمة للإرهاب ، واستمر إنفاذ بقية الكروت الامريكية الحُمر ، خصوصاً العقوبات ، وعدم إرجاع السفير الامريكي للخرطوم .

ثالثاً :

في مايو 2009 ، أعتمدت ادارة اوباما الإستراتيجية الامريكية في السودان . احتوت الإستراتيجية على ملحق سري تتعهد ادارة اوباما فيه :

· بالتطبيع مع نظام البشير ورفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للأرهاب .

· لن تسمح إدارة اوباما بتغيير نظام البشير من خلال انقلاب عسكري داخلي او خارجي ، ولا من خلال انتفاضة شعبية سلمية .

· سوف تسمح إدارة اوباما بتغيير النظام ، إن كان تغيير ، فقط من خلال اصلاحات دستورية بآلية الانتخابات التي يشرف عليها ( يخجها ؟ ) النظام .

في المقابل ، يرجع نظام البشير الاسانسير لإدارة اوباما بتسهيل اجراء استفتاء جنوب السودان في يناير 2011 ، ليكون مخجوجاً خج السواد واللواد ؟

اوفي الرئيس البشير بوعده ، وقسم السودان إلى قسمين في اول سابقة منذ نزول النبي آدم من الجنة في كرمة النُزل في دولة كوش .

ولكن قال المبعوث الرئاسي الامريكي السفير برينستون ليمان للرئيس البشير :

إني برئ منك ، إني اخاف الله رب العالمين .

وإستمر اسم السودان على قائمة الدول الداعمة للإرهاب .

رابعاً :

بعد ضربة مصنع الشفاء في اغسطس 1998 ، وضربة امريكا لافغانستان ، قال الرئيس بوش للرئيس البشير :

إما أن تكون معنا او مع الإرهاب.

انبرش الرئيس البشير ارضاً ، وارسل صلاح قوش في طائرة خاصة تابعة لوكالة الاستخبارات الامريكية ، وهو يتأبط ملفات جميع الاسلاميين الذين إستجاروا بالسودان ، ومثلهم معهم كثيرين .

في هذا السياق ، قالت جنداي فريزر ، مساعد وزير الخارجية الامريكية وقتها :

صلاح قوش هو رجل أمريكا فى السودان .

ورغم الإنبراشة البشيرية ، وتوصية وكالة الاستخبارات الامريكية الغليظة برفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب ، كانت اللوبيات الامريكية هي الاقوى والاعلى صوتاً ، وإستمر السودان على القائمة الإرهابية إلى يوم الدين هذا ؟

خامساً :

اتهم اوباما الرئيس البشير بأنه :

+ يدفع 30 مليون دولار سنويآ لحماس .

+ يساعد في تهريب اسلحة إيرانية لحماس عبر الانفاق المصرية .

+ يساعد في تدريب عناصر من حماس في السودان .

+ يسمح لممثل حماس في السودان بجمع تبرعات لحماس .

طلب اوباما من الرئيس البشير ان يوقف اي دعم لحماس .

في المقابل ، تعهد اوباما بأن يعمل على وقف أي ضربات اسرائيلية محتملة ضد السودان ، ويرفع اسم السودان من القائمة الارهابية .

قال الرئيس البشير صاغراً :

سمعنا واطعنا .

ومع هذا الوعد الاوبامي وتفعيل الرئيس البشير ما يليه من تعهدات بخصوص التوقف عن دعم حماس ، قامت اسرائيل بشن غارات على الخرطوم في يوم الاربعاء 6 مايو 2015 ، وقبلها على مصنع اليرموك للسلاح في يوليو 2014 ؟

وبالطبع لم يوف اوباما وعده بسحب اسم السودان من الدول الداعمة للارهاب … ولن يفعل حتى يغادر البيت الابيض في يناير 2017 ، وإستلام السيدة هيلاري كلينتون دفة المركب منه .

وحتى يناير 2017 ، تصوموا على شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب ، وتفطروا على بصلة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *