حسن اسحق
ما ترسخ في ذهنية الشارع السوداني والفرد عن بعض الاجهزة في
الدولة الامنية من عمل يصب في جهة نشر الخوف والرعب لدي العامة . ولكن من
له اليد الطولي في هذا العمل ( الوسخ ) من ارسال رسائل وبعثها ونشرها بكل
الطرق حتي تجد الصدي في كل ارجاء البقاع السودانية ، هذا الجهاز في دولة
المؤتمر الوطني اكتسب صفة في غاية السوء ، وصل الي حدود التصفية الجسدية
،وهي اعلي مراحل القمع السلطوي ، بعد ما كان في السابق يمارس الاعتقال
والتعذيب والحبس الي فترات متفاوتة في اماكن غير معلومة الا للمؤسسين
الامنيين واصحاب القيادة العليا في النظام . لذلك الصورة التي رسمت في
العقل البسيط ، المواطن ،العامل ، والطالب في مرحلة ما قبل الجامعة ، هذا
ما سمعوا به من افادات سردت لهم من معتقلين ، وما تعرضوا له في معاقل
الاشباح من هدر لانسانيتهم وكرامتهم في ذات الوقت ، وهذا كله يضع عوائق
امام الجميظ لممارسة عملهم السياسي والنقابي والاعتراض في سبيل الاحتجاج
السلمي . وهذا الخمول والكسل في العمل العام الذي هو حق دستوري ، الا انه
تواري خلف الانظار والكهوف الاجتماعية ، لا لشئ ، لان من حاول ان يعبر
الي الضفة الاخري بتجاوز الحدود المسموح بها ، سيقع في شراكه ،لن تعفيه
من المخاطر التي ذكرتها سابقا . ان زراعة الخوف في بيئة تتسم تربتها
بالجفاف ، واكيد ان السبيل الوحيد الي حصاد فوائد الديمقراطية واحترام
اراء المعارضين وحرية التعبير ستكون صفرا في النهاية . باعتبار ان مالك
الاراضي الذي نصب نفسة الحارس والمالك الوحيد لن يفسح مجالا لغيره ،
مادام يكثر من توجيه سهام النقد وقلب الاوراق لمعرفة ما بها . من هم هناك
في دهاليز القصر ، خططوا منذ فترة طويلة ان الطريق الي الجلوس علي مقعد
السلطة ، لا يتم الا عبر قوة قاهرة لا تعرف الرحمة والشفقة ، لكل من يقع
في يديها ، ورأوا ان الجيش قد يتعاطف ،والشرطة قد تتهاون ، ولا بديل سواء
جهاز يتبع التعليميات الصادرة ، ولا يسأل لماذا يقوم بهذا ؟ ، والشرطة
مثل قوات ابوطيرة وهي موازية للشرطة وصنيعته ، تضرب بيد من حديد
المتظاهرين ، واشتهرت بعنفها في دارفور ، وبدعم من مليشيات اخري .
نواصل….
[email protected]