لماذا نحن السودانيون لم ندرى بهويتنا (2)

لماذا نحن السودانيون لم ندرى بهويتنا (2)

كثيرا ما قرانا من مقالات لكتابنا والمهتمون بامر هوييتنا ولكن عجزنا ان نصل الى حقيقية هويتنا. والتي لا تحتاج الى بذل جهد كثير, بل يحتاج الي الصدق مع الذات والاعتراف بتركيبتنا الاثينه والعرقيه المتعدده والاعتراف بالاخر , وقد لا نختلف كثيرا في سودانيتا وكلمة السودان بمدلولها اللغوي والمعنوي يغينا كثيرا عن مشقة البحث وهي تشير الي سواد هذه الدوله وقناطوها من السوداويون الذين وجدوا في هذه البقعه من الارض منذ بداية الخليقه وهذا ما سطره المؤرخون في كتاباتهم ومذكراتهم والتي تعتبر حقائق لا يعطيها الباطل بين يديها , ما ودفعني للبحث في حقيقة الهويه السودانيه بعض اصدقائي فى البلدان الاخري فبعض نقاشات استمرت لاكثر من ثلاث اعوام لم اصل الي حقيقة هويتي والي اين انتمي , فمنهم من صنفني بالانتماء العروبي , ومنهم من منحني الافريقانيه , ومنهم من منحني الازدواجيه “الافروعربيه ” الا انني قلت لهم بانني سوداني !!! فقالوا لي نعم نحن نعلم جيدا انك سويداني ولكن السؤال الذي يطرح نفسه
ما هي هويتك !!!في ذلك الحين امطرت عيني بالدموم لانني لم استطيع الدفاع عن نفسي ومعرفة هويتي ولذلك بدات رحلة البحث عن هويتنا المتنازعه في امرها كما اشرت في مقالي السابق عن تعريفي للهويه
واخذت العظم عن ان اواصل في سلسلة مقالتي عن الهويه , واناشد كل المهتمون بامر الهويه ان يساهمو ا في تحديد هويتنا وهو المحك الاول في حللة القضيه السودانيه الشائكه , التي ابتليت بنعرات وويلات الاحتراب التي امتدت لسنوات طويله قضت علي الاخضر واليابس فى بلادي . والخاسر هو الشعب السوداني الذي لا علم له بحقيقة هويته
والوطن منقسما علي هوياتان منا من يؤمنون بالهويه العربيه والاخر يجد نفسه في مربع الهويه الافريقيه فهذا التحدي الذي يواجهنا في ازمة تحديد هويتنا يعود الي القرون الماضيه متمثله في مخلفات المستعمر الدخيل الذي استخدم سلاح التفريق بين شعبي السودان وزرع الفتن بين ابناء الوطن لكي يتاح له الفرصه من الاستفاده من ثروات السودان ونهب موارده الاقتصايه ولم يتم ذلك الا عن طريق تفكيك النسيج الاجتماعي وتفكيك وحدته بعدها ساهموا في طمس معالم هويتنا الافريقيه وتلميع الهويه العروبيه من اجل حماية مصالحهم الاستعماريه واستمراريتها .و ذهب المستعمر وخلف ورائه داء العروبه في ذهنية مثقفي السودان المنتمون للوسط النيلي حيث تشدق هولاء
وتمسكوا بعروبة السودان وحاولوا مسح الهويه الافريقيه عن معالم السودان ونجد ذلك في كل المناهج التعليميه وتمجيد كل ما هو عربي وتهميش ما كل هو افريقي
حيث همش تاريخ السودان الكوشي ذات الحضاره الافرومسيحيه الضاربه في التاريخ منذ القدم ومملكة سنار او السلطنه الزرقاء(1504_1821) كنموزج للهويه الافريقيه التي سقطت تحت تحالف القبائل العربيه واستبدلت بالاسلموعربيه
و انطلقة ازمة الهويه السودانيه الي يومنا هذا وسرنا بافعال حاكمينا نتودد للعروبه والاعراب (( كما قال” نييري” ارتضي السودانيون بمحض ارادتهم ان يكون ازل العرب بدل ان يكون احسن الافارقه ))
ونواصل
بقلم الاستاذ\ عبد ا لرحيم خميس
هيوستن – تكساس
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *