حسن اسحق
/ الخطاب الرئاسي الاخير الذي انتظره العامة منذ ايام ،وترقبوا ما يقدمه النظام،الترويج الاعلامي للخطاب كان اكبر من المردود العملي، ما قاله الرئيس الاوحد في الاقتصاد،والسياسة والسلا م والحريات،شبيه بالحديث اليومي حول اصلاح العمل العام،وفتح المنابر للجميع دون حجر لاحد،ولن يضمن للاخرين العمل في الساحات العامة،وسط جماهيرهم،و منظمات المجتمع المدني والمجموعات الشبابية الناشطة التي قمعها النظام،وطلاب الجامعات، ضيق عليهم العمل السياسي،بتزوير الاتحاد الطلابي،او خلق العنف بين الطلاب،ليكون السبب لوقف العمل السياسي. ان مشاركة قوي السودان القديم في المفاجأة البشيرية،انها صورة لتنسيق مسبق مع النظام،والاحزاب التي يشارك اعضاءها في الحكومة،واضافة الي حضور قيادات تعتقد انها معارضة للحكومة.ان مشاركتهم شكلت قاصمة ظهر علي قوي الاجماع،وهناك تنظيمات بعينها تستفيد من
الحراك في المعارضة،وكل العمل السياسي تحتكره لنفسها،وحتي الصحافة اليومية تنحاز اليها،وتعمل علي ترسيخ انها الوحيدة التي تقف في وجه المؤتمر الوطني. ومع هذا التوجه السياسي في تحالف قوي الاجماع الوطني،علي
المؤتمر السوداني ان يدرك ان القيادات الديناصورية القديمة،لا تعمل من اجل تتحقق الديمقراطية في الحكم،وتستقر البلاد،وتفتح منافذ لمناخ سياسي جديد،دون حجر لاحد،فعدد كبير من قيادات المعارضة،هي ذاتها ازمة السياسة
السودانية،فكل الحروب والمشاكل بدأت في فترات حكمها،وهي كأحزاب سياسية.والمؤتمر السوداني ليس بالحزب الصغير،كما يراه المخزلين،وليس حزبا يعتمد علي كتلة صماء من الجماهير،فالاعلام الحكومي دائما يبرز تنظيمات
بعينها ويتجاهل الاخرين،فالمؤتمر السوداني يحمل مشروع سوداني جديد،تتخوف منه الديناصورات القديمة والتي ورثت الاستعمار،اما حزب كالمؤتمر السوداني الذي ينادي بالسودان الجديد،وفكرة وطن يسع الجميع،بتنوعه وتعدده،ويشكل
خطر كبير علي الفكر السياسي،وكافح مؤتمر الطلاب المستقلين الجناح الطلابي للحزب في الجامعات السودانية،وطرح فكرة المشروع الثقافي الوطني.ان الزيارات الاخيرة للحزب لبعض مدن الولايات السودانية،وفتح دور للحزب،وتقديم خدمات للمواطن،يشير الي ان الحزب يستطيع ان يحرك الشارع السياسي السوداني بطلابه في الجامعات والاطراف الشبابية التي لها مصلحة في ازالة النظام،الجميع بدأ يتجه نحو التسوية وتقسيم الكيك بينهم،وحتي المعارضة،تنتهز الفرص لتكسب هي،وشعاراتها كانت فارغة،انها تريد كسب سياسي لها….
[email protected]