للاحداث وجوه بقلم شاكر عبدالرسول
بعد اي غارة على قافلة للسيارات او سفينة او سيارة واحدة يتبادر الى الاذهان مجموعة من الاسئلة مثل ما هي الجهة المنفذة وكيف وصلت واين قواتنا ومن المستهدف ومن الضحية , فالاسئلة الاولى لا يهمنا كثيرا ولا ننتظر منها الرد او التوضيح لان الوزارة التي عجزت راداراتها بان ترصد رتل من السيارات قبل ان تصل وتدق عاصمتها اعجز بان تصيب او ترصد لنا هدف اسرئيلي او امريكي او غيره , ما يهمنا هو من الضحية ومن المستهدف .بالنسبة للغارة الاخيرة بات من المؤكد بان احد الاشخاص الذين لقوا مصرعهم في السيارة هو المواطن السوداني عيسى احمد هداب 38 عاما ويسكن في حي السلالاب ببورتسودان , ورفيقه في السيارة نجهل هويته , اما المستهدف من الغارة هو القيادي في الحركة الاسلامية حماس عبداللطيف الاشقر الذي بشرنا ابن عمه من غزة بنجاته من دون ان يتعب نفسه ويقدم التعازي لعائلة الشاب هداب الذي راح كضحية لعمل استخباري متشابك قد يكون المخبر سودانيا او ايرنيا وقد يكون فلسطينيا وهذا هو الاحتمال الارجح , المهم الاشقر خرج من العملية سالما وموجود في السودان , ورغم ذلك الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية خالد موسى ينفي بوجوده , اي خالد الذي يؤكد امام العالم بان ثوار دارفور يشاركون مع كتائب القذافي , يستنكر بوجود الاشقر في السودان , والمهندس اسماعيل الاشقر يقول للجزيرة ” ان العائلة اتصلت بعبداللطيف وتم التاكد بانه بخير ولم يستشهد ” المهم نحن مع حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه , ونؤمن معم بان القدس سيتحرر يوما ما ولكن نترجاهم ان يكونوا معنا في القناعة بان التحرير لا ياتي عبر بوابة الخرطوم او طهران , لسبب بسيط هو ان الحاكم الذي يقتل شعبه ويعلن امام الملأ بانه لايريد اسيرا ولاجريحا لا يمكننا ان نقارنه بأي حال من الاحوال بصلاح الدين الايوبي , الذي يذكر لنا التاريخ بانه أرسل طبيبه الخاص الى اعدائه عندما علم بان قائدهم مريض , وبعد انتهاء الحروب الصليبية وعودتهم الى اوروبا وصفوه في كتاباتهم بانه اعظم رجل انجبته البشرية .اتمنى من القادة الفلسطينيين ان يشاركوننا في مثل هذا الشعور , واتمنى منهم عندما يحط رحالهم في الخرطوم ويلتقون بالجماهير في قاعة الزبير محمد صالح او في مسجد الجامعة عليهم ان يتذكروا بان هنالك في الطرف الغربي من السودان لاجئين و نازحين هربوا من التطهير العرقي وكما هنالك شبابا هربوا من جبل مرة واحتموا بتل ابيب.