: لـ (حريات ) لدى هؤلاء صلوات الابتهاج بذهاب الجنوب أهم من صلوات الجمعة لوجه الله

 :  لـ (حريات ) لدى هؤلاء صلوات الابتهاج بذهاب الجنوب أهم من صلوات الجمعة لوجه الله
(حريات)

قام وفد من القطاع الشمالي للحركة الشعبية برئاسة رئيس القطاع الاستاذ ياسر عرمان بطواف على عدد من مراكز الاقتراع الاحد 9 يناير . وشارك في الوفد وزير الدولة برئاسة الجمهورية السيد / ويك مامير ، وضم رؤساء وقيادات الحركة الشعبية بولايات الجزيرة ، وجنوب وغرب دارفور ، والخرطوم ، اضافة الى سكرتارية القطاع الشمالي .

وصرح عرمان لــ (حريات) اثر الطواف بانهم زاروا عددا من مراكز الاقتراع ، خصوصا في سجن كوبر وسجن النساء بامدرمان لان المسجونين فئة خاصة ومتميزة لا تتمتع بالحرية ، وانهم لاحظوا بان اكبر عدد من المصوتين كانوا في السجون وليسوا من الاحرار ، وذلك نتيجة للهجوم العنيف لقيادات المؤتمر الوطني على الجنوبيين في الشمال وتهديدهم بنزع الجنسية ، اضافة الى تخوف الجنوبيين من تزوير الاستفتاء في الشمال مما اثر بشكل سلبي على الاقبال على التصويت في الشمال .

وقال عرمان انهم زاروا مراكز الاقتراع للتضامن مع الجنوبيين لممارسة حقهم القانوني والدستوري .

وأضاف بان رسالة الوفد تتمثل في ان العلاقات بين الشمال والجنوب مثل مكونات اللبن ، لا يمكن فصلها عن بعضها البعض ، وكذلك العلاقة بين الشمال والجنوب ، وحتى لو حدث الانفصال فلا يمكن الطلاق ، وان العلاقات التي تصب في مصلحة الطرفين هي العلاقات الاستراتيجية القائمة على الاعتماد المتبادل .

وقال بان يوم الاستفتاء يجب ان يكون نقطة لنقلة تاريخية للعلاقات ، فالجنوب لديه فرصة الآن كي يعرف قيمة الشمال ، وللشمال فرصة كي يعرف قيمة الجنوب ، في حالة وجود دولتين مستقلتين . واضاف بان رؤية السودان الجديد في جوهرها قائمة على وجود افريقيا جديدة ، وتكتل اقتصادي وسياسي لتوحيد الافارقة وبلدان الجنوب – ومن ضمنها العالم العربي – لمواجهة انعدام التوازن في العلاقات الدولية .

وان الجنوب يجب الا يتخلى عن العمل من اجل توحيد افريقيا التي تضم شمال وجنوب السودان ، وانه يجب ان يكون صلة الشمال بشرق وجنوب افريقيا ، كما الشمال يجب ان يكون صلة الجنوب بالعالم العربي والشرق الاوسط .

وذكر عرمان ان الاستفتاء لا يعفي الحركة الشعبية والجنوبيين من النضال لاجل تحرير الجنوب والشمال معا ، وان الجنوب لن يتحرر دون شمال فاعل ، وكذلك الشمال . وان الانفصال آلية وليس هدف في حد ذاته ، آلية لتحقيق الكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والاعتراف بالآخرين وحقهم في ان يكونوا آخرين .

وأضاف بانهم يتطلعوا الى جوبا جديدة ، كمركز يحترم التنوع والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في الجنوب ، والا تكون تكرارا لتجربة الخرطوم .

ووصف احاديث منبر السلام العادل عن الاحتفال بذهاب الجنوب باللغو الذي لا فائدة منه ، وقال بان علينا ان نتذكر حقيقة واحدة من عدة حقائق ، حقيقة ان هناك 9 ملايين من الرعاة في حزام التمازج الجنوبي الشمالي مصالحهم مرتبطة بالجنوب ، و4 ملايين من الجنوب في حزام التمازج الشمالي الجنوبي مصالحهم مرتبطة بالشمال ، وهؤلاء مجتمعين يشكلون ثلث سكان السودان ، ومن خلالهم يجب ان نقدم حلا نموذجيا لقضايا الرعاة في كل افريقيا . وأردف بان ذلك يوضح ان العلاقة بين الجنوب والشمال قضية حيوية ، لها علاقة بمصالح الرعاة وليس الدعاة .

وقال بان المنادين بطرد الجنوبيين من الشمال ، باعتبار ان هذا هو السلام العادل وهذا هو الاسلام ، انما مجموعة اخذتها سكرة السلطة وعلينا اعادتها الى واقع الناس ، وتذكيرها بان هذا العام طبق الاصل من عام الرمادة .

وأضاف انه فوق الحزن والغضب الذي يشعر به الشعب في الشمال ، والفرح الذي يشعر به شعب جنوب السودان ، فوق الحزن والفرح ، ومنهما معا ، يجب ان ننتقل الى ما ينفع الشماليين والجنوبيين باقامة علاقات على أسس جديدة وعادلة وعقلانية ، ننتقل اليها من احزاننا وافراحنا معا .

وعن المظاهرة التي سمح بها جهاز الامن لمجموعة منبر السلام العادل امام مكتب الحركة الشعبية بام درمان والتي ذبحت ثورا ابتهاجا بذهاب الجنوب ، قال عرمان بانه يذكر هؤلاء بان ما يسمى بالمشروع الحضاري ذهب مع الجنوب والى غير رجعة ، وان ذهاب الجنوب يستحق ان تقام له سرادق العزاء لاربعين عاما قادمة .

وأضاف بانه اذا لم نستفد من الدروس التي قادت الى ذهاب الجنوب فسيذهب ما تبقى من الشمال ، لان قضايا شمال السودان وجنوبه الجغرافي والسياسي شديدة الصلة بجنوب السودان . وان جهاز الامن الذي سمح لمنبر السلام العادل بالتظاهر امام مكتب الحركة هو نفسه الذي منع الانصار واعضاء حزب الامة من أداء الصلاة في ام درمان ، ولعل صلوات الابتهاج بفصل الجنوب لدى هؤلاء أهم من صلوات الجمعة لوجه الله !

وعن الحظر الامني الاعلامي عليه واعتقال احد كوادر الحركة الشعبية الطلابية قال عرمان بان ذلك يعبر عن استعداد المؤتمر الوطني للهجوم على هامش الحريات والحقوق الديمقراطية في ظل تهديدات بحظر الحركة الشعبية في الشمال والحديث عن استعادة جنوب كردفان والنيل الازرق الى حظيرة المؤتمر الوطني .

وطالب السودانيين في الداخل والخارج ، من بنات وأبناء الشمال ، بالتصدي للنهج الانفرادي والاقصائي للمؤتمر الوطني ، والذي أدى الى ذهاب الجنوب ، وسيؤدي الى تمزيق الشمال ان لم يتم التصدي له من كافة القوى الوطنية والديمقراطية .

وقال بان ما حدث في بانتيو وأبيي ( هجومات عسكرية يقف وراءها المؤتمر الوطني) يؤشر بجلاء باننا اذا لم نقف جميعا ، فلن يذهب جنوب السودان ، وحسب ، وانما كذلك ستتجدد الحرب بين الجنوب والمؤتمر الوطني ، وانه علينا جميعا ان نقف جبهة صلبة ضد الحروب ومن أجل الحريات ، وان هذا هو الذي ينفع الشمال والجنوب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *