بقلم:شول طون ملوال بوجوك
كما لشقيقي “لاكو” مشروعه الزراعيُّ الكبيرُ في الولاية الاستوائية الوسطي بكذا آلاف من حكتارات أو أفدنة مساحةً عرضاً وطولاً..وكما لدينق أخي حلمه الذي أعرفه جيداً وهو لو يملك ما قد لا يستطيع حسابه عدداً من البقر.. وكما كان ولايزال للحركة الشعبية للتحرير السودان مشروعها الفكري والسياسي ما سمته بمشروع السودان الجديد المروي بدماء أبناء الهامش السوداني طيلة ما يزيد عن عقدين من عمر الزمان… وكما كان لدي الإنقاذ يين مشروعهم الحضاري الذي لم يسقوه قط بماء الامطار أو الطلمبات بل بدماء دبابيهم ومجاهديهم الذين كان همهم الأوحد دخول الفراديس عبر بوابات الجنوب ، تلك الجنان التي بشر الانقاذيون الناس بدخولها أفواجا لا سيما أن مفاتيحها كانت تصمم و تصنع وتوزع هناك في الخرطوم !!!.. وبما أن لمَنْ يتمردون الآن علي جوبا مشاريع الخروج والدخول ثم الخروج علي جوبا فتهرول جوبا وراءهم تودداً بحثاً عن السلام ذلكم الصغير الرضيع الذي لا يزال يداهمه خطر الإصابة بالامراض عدة لكونه لم يكن بعد قوياً فهو ضعيف (تعبانة) لعدم اكتمال حصصه التحصينية ضد امراض الطفولة الخمسة الفتاكة..وهكذا الآن مشروع مَنْ هم حالياً في أحضان الخرطوم ،مَنْ يسمون أنفسهم بثوار جنوب السودان ومشروعهم هذا حقيقةً حقيرٌ وهو جد حقيرٌ ثم حقيرٌ لأنهم يريدون نسف كل بالعرق والدم والروح هنا بُنِي فوق أرض الجنوب لنعودَ رجوع المهزمين القهقري بعدة أميال الي الوراء لنجتر مرارات التاريخ علي أيدي سلطان طقمة البشير ومن ولاه فيسموننا مرة أخري بأذلاء كما كانوا سراً وعلناً عنا يقولون!! ..وإذا ليسوا هكذا فماذا منهم نفهم نحن وهم ينادون ويتشدقون ملء أفواهم بإلا طاحة بحكومة ومسح كل ما هو قائم الآن؟ ،ما تحقق بعد سنين الكفاح المرير فيها دفعت شعوب الجنوب كل ما لديها من غالٍ ونفيسٍ ثمناً لحريتنا بل شاركها في كفاحها أبناء المناطق الأخري في السودان وهو ما هو حقاً محفوظ في وجدان شعبنا ويقدره و يجب أن يحترم ليكتب في صحائف تاريخه للقادمين من أجيال البلدين، ما هو محفوظ الآن في أفئدتنا هو ذلك الكفاح المساند المعاضد المصمم الذي قدمه لنا أبناؤ شمال السودان البرر الذين أختاروا الوقوف مع الحق والإنسانية بطرف المظلوم ورفضوا بدورهم الوقوف مع الظالمين من هم اقرب اليهم ديناً ولوناً وعنصراً …ومن يدري فلربما تكون أيضاً مع من لم نستطيع ذكر مقاماتهم احلامهم واشواقهم ومشاريعهم حقيقية كانت أو وهمية ……. وبما لهؤلاء جميعاً ما لهم من مشاريع جادة أو ما يشبه أحلام زلوط!!! فلدي أنا البوميُّ(القروي) المجهولُ والنكرةُ علي نطاق محافظتي ناهيك عن ولايتي وجنوب السودان الكبير بصفة عامة ، موجودٌ هنا في مخيخي ،رغم هذا، مشروعٌ شخصيٌّ ،حلمٌ حلوٌ الذي لم أتاكد حد اليقين بعد ما إذا سيضيع أم سيتحقق وكم أتمني وأحب، من كل قلبي ، لو يبصر نوراً فيتجسد وأكره طبعاً أن يغدو سراباً لو تبدد!!! ..مشروعي يا قومي فردي خالص لنفسي فقط لا غير فهو إذاً أنانيٌّ بالدرجة الاولي مضموناً وشكلاً ولما لا فهل سأكون أنا أول جنوبي سيتصبغ بصبغة الأنانية هنا علي مر تاريخ كفاح شعب الجنوب؟ سأعلن خرجي علي جوبا غداً وأستحلفكم بالله،رغم تمردي، إن وجهتي لن تكون أبداً الخرطوم ولن أنضم لأي من الجنرالات الذين سبقوني الي الغابة أو الي الخرطوم لا الجنرال بي بي ولا سي سي ولا جنرال تي تي ولا واي واي حتي…
لماذا ؟ لا منهم من أختاروا الذهاب الي هناك و التعاون مع الخرطوم ضد بلادي وضد اعزائي سكان بلادي !! ..لا: لن نفعل ذلك فبين شخصي الضعيف وبين الخرطوم مساحاتُ وبونٌ شاسعٌ كالذي بين جبرائيل وعزرائيل فكراً وعملاً ..سنخرج غداً وهذا بعض السر كان ينبغي ألا نكشفه لكم (يا ناس جوبا ) لما فيه من مخاطر جسيمة لحياتي ولكن لدينا أسرار أخري ما لن نبوح بها لكم فلن تسمع جوبا عنها حرفاً واحداً لو تنطبق السماء بالارض: وهي اسرار عدة مثل: متي ستكون ساعة الصفر وأين هو مخرج الخروج وأي غابة ستكون أقرب وجهتي حين يأمن الله خروجي متخفياً من جوبا ,اما لماذا الخروج علي ولاء وطاعة جوبا فهو ما سنعلنه لكم بعد إكتمال إختفائنا من جوبا تماماً وعبر محطة إذاعتي السرية…(أسباب اعلان العصيان الفردي أومنفيستو حركتي الشخصية ستقرأونه في الحلقة القادمة وإلي لقاءٍ قريبٍ إن شأ الله!!!)
[email protected]