لا لن تعيش حيتان الانقاذ بلا دماء

لا لن تعيش حيتان  الانقاذ بلا دماء
بقلم:شول طون ملوال بورجوك
قبل  ايام معدودات كانت النفوس يحدوها بعض الامل،بوصول وفد حكومي من الجنوب الي الخرطوم في الربع الاخير من مارس المنصرم ،بدأت كل رأس بداخلها مخ تواق الي السلام والوئام تستشرئيب املة ان تري من علي افق قريب علامات سلام دائم   متصورة ان عهدا جديدا قد بدأت فصولها علي خارطة العلاقات بين جنوب وشمال السودان كما كانا يسميان قبل الاستقلال … بدأت الملاسنات الاعلامية تخف حدتها بين الطرفين وبدأ لك  وكأن الكل من هنا
وهناك   يحرص علي أن يبلغ قارب المفاوضات  الموعد المضروب للقاء قمتي البلدين وهو الثالث من  هذا الشهر( ابريل) بسلام وعافية لتخرج منها يانعة الثمر… ولكن في علاقات الجنوب والشمال قديما وجمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان  تارجح وتناقضات دائمة ما تشيب  له رأس وليد صغير لم يبلغ عمره حولا ، أي لم يصل  طور الفطام بعد!!!…إذاَ ماذا جري  خلف الكواليس وراء الابواب الموصدة في كل من الخرطوم وجوبا؟ وهل يمكننا إستقراء  بعض مناخات واجواء السياسة  وردودها من الطرفين و بعيد المصادقة  علي الاحرف الاولي علي تفاهم الطرفين في أديس ابابا الذي سماه الموقعون بإتفاقية الحريات الاربع..
في جوبا كانت الاصوات المعارضة لهذا التفاهم خافتة للغاية لم يسمعها الا اذن مَنْ استرق السمع  وصنت كثيرا وكانت هذه الاصوات خارج دائرة التاثير وصنع القرارات  عند دوائر جوبا..اما في الخرطوم فقد سمع اصوات المعترضين عليها حتي رواد و اصدقاء سينما كلوزيوم ذوي الإحتياجيات الخاصة!!!.فمن منا لم يشاهد حينه  زنقات ادريس عبد القادر رئيس وفد حكومة السودان  المفاوض ولم يستكمل وفده بعد الهبوط من الطائرة  في مطار الخرطوم الدولي..واجه الوفد سيلا وكلاما قد اقترب كثيرا  من منزلة السب والشتم بالخيانة …لم يسلم الرجل طعنا وضربا حتي من علي ايدي من يعدون من ذوي القربي في قلب نظامه(اهل الحل والعقد) والخال الرئاسي يجلس القرقصاء وسطهم وكعادته هو دوما ضد الابطال  ولو كانوا ابطال السلام والمحبة…اذاَ بالمنطق والعقل وبعيدا من دفن الرؤوس والاذناب في رمال،دعونا نقتريب من الحقيقة ولو رويدا رويدا ولن يحررنا في اخر المطاف غير الحقيقة والتي بدونها لن يتحقق ما ظللنا نتغني به من اتفاق يضع مصالح شعبينا والصدق  جهة اليسار حيث تنبض القلوب ..امام هذه الاجواب سواء في الخرطوم وجوبا من كانت له مصلحة في تبديد غيوم السلام التي كأدت ان تمطر فتنزل بردا وسلاما  علي كل من اهل   جوبا والخرطوم…الإجابة ايها الاخوة عندي وساقول لكم بكل صراحة !!مَنْ وأدوا الامل أكيد  حيتان الخرطوم وهي مخلوفات لا تعيش في بحار من الماء كما تفعل نظيراتها في بحر العرب(بحر العرب الكبير قرب المحيط الهندي وليس بحر العرب الصغير الذي إسمه الحقيقي عندنا كير اديم ) وكل محيطات الكون..تلك الحيتان لو خرجت من بيئتتها التي تأقلمت عليها لحظة  ستموت بسرعة لم تتخيلوها البتة..حيتان الخرطوم ، وإن شئت دقة فسميها حيتان الإنقاذ، لن تعيش في أجواء  لا تشتم  فيها  رائحتي البارود والدماء،  لن تنبض قلوبها نبضا في مناخات لا تسمع فيها صرخات الألم  وأنين الاطفال والنساء هناك والتي  هي بمثابة نغمات اَخاذة  تبعث السرور فالرقص عند المشير…سؤالي الأخير من  يا تري عطل جئية  المشير الي هنا؟ علما بأن جوبا هي التي قدمت دعوة رسمية فاتحة له ذراعيها لإستقباله.. خلاصة القول هو ان ما حدث في هجليج حينه كان استفزازا واستدراجا للجيش الشعبي كي يغضب ويرد كي يقول اعلام الخرطوم إنه من عطل المسيرة المؤدية الي الاتفاق بين الرئيسين…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *