حسن اسحق
الانسان هو مقياس كل شئ، اليوناني (بروتاغوراس) ، والحرية لا تقاس بسيطرة الحكام علي الدول، بل تقاس بقدرة الشعوب علي حمايتها من الاستبداد . ان السعي الي ابراج المجد تتبناه شعوب البلدان التي عانت من ويلات من ويلات الظلم، وسفك الدماء من رؤوساء وملوك وامراء، ثم الحكام ، وظنوا انهم المختارون الوحيدون ، في استبدال الكرسي بينهم . اننا فيمنطقة كالسودان، يجب ان لا نتوهم اننا سنتتحرر من حكم البشير وعصابته بالشعارات الثورية المكتوبة، والمخترقة بالرصاص الذي ندفعه من اموال عملنا، لتشتري به الحكومة السلاح، وتكافأنا بالاغتيال، والاعتقال والقتل . ان الرئيس الحاكم لايعير الشعوب السودانية اهتماما وتقديرا لمطالبها في الحرية والكرامة والعيش الرغيد، ان تكلفة الحرية في دولة كالسودان لازم تصاحبه الدماء،سواء خروجا سلميا او عبر البندقية ، ان الذين كتبوا ضد النظام،نبذتهم السلطة، ولكنهم ربحوا الشعوب ،منعهم الحكام من الكتابة بالتهديد وفتح البلاغات الكيدية، وظلوا ممسكين بقلهم ،ولم يرتجفوا . ان بنية العقل التسلطي لا تعترف بالحرية ،لانها المكان الوحيد الذي تفتح فيه النافذه لدخول الهواء والضوء الذي يكشف ما يخطط له في الظلام ،وهي انظمة مدمنة للغش والمكايدة . ان حريتنا ننالها بايدينا ، لا بيد غيرنا،سواء بالطرق السلمية او البندقية، رغم اننا نفضل السلمي، الا ان الديكتاتورية ، هي من ورثة الحكم الاحادي، ولذا حبذت أغلاق الطرقات التي تقود الي الحرية والكرامة، ستجد من يكفرون بالحوار السلمي، ويتجهون الي البدائل، بعد ان اصبجت الملاذ، فهم اجبروا علي ذلك . وقال احد الصحابة في التراث القديم، لا تكن عبدا لغيرك، وقد خلقك الله حرا. علي الرغم ان المقولة معبرة ،لكن حكم التراث القديم،شيد علي ارضية الفرد الحاكم، المتبني لا يدولوجية الكتاب المقدس، ومدرسة النبوة باحاديثها المبررة لحكومة احادية متجبرة . وكل معارض لها، سيوضع علي خانة الكافر الزنديق المستباح دمه ،اذا ظللنا،نلوذ بالصمت،ونتخفي وراء ستار الخوف من اشباح قيدتنا في الماضي والحاضر، ولها امل ان تقيدنا في المستقبل . ان الحرية كالهواء النقي ، لا يمكن ان تستنشقها في غرق مليئة بالدخان . مالم نكسر نوافذ الرئيس ونجعل من الضياء، سنحيا في دوامة السيطرة السماوية، بدلا من طيور الظلام (الخفافيش) ….
[email protected]