لا اتفاق على حل الخلافات بين الخرطوم وجوبا
الخرطوم – النور أحمد النور
انهارت أمس جولة المحادثات بين دولتي السودان وجنوب السودان بعد ستة أيام من انطلاقتها بعد الاختلاف على خطوات تنفيذ الترتيبات الأمنية وانشاء منطقة عازلة على حدود الدولتين، على رغم انجاز المتفاوضين نحو 80 في المئة من الملفات وإقرارهم إحالة النقاط الخلافية على لقاء بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت الأسبوع المقبل.
وقالت مصادر قريبة من المحادثات لـ «الحياة» إن الطرفين انجزا غالبية الملفات في شأن الترتيبات الأمنية. وتركزت الخلافات حول مساحة منطقة الميل 14، وبعض النقاط الحدودية التي تشملها المنطقة العازلة بين حدودهما خصوصاً التي ينتشر فيها متمردو «الحركة الشعبية – الشمال» في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وكشفت أن النقاط الخلافية التي عطّلت التوصل إلى اتفاق تتصل باقتسام مقاعد برلمان منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين ومعالجة استيلاء حكومة الجنوب على أصول شركة «سودابت» للنفط.
وقال الناطق باسم الوفد السوداني المفاوض السفير بدر الدين الطيب للصحافيين إنه على رغم عدم التوصل إلى اتفاق، فقد حدث تقدم كبير في المحادثات في الملفات كافة، موضحاً ان النقاط الخلافية سترفع إلى لقاء مرتقب بين البشير وسلفاكير ميارديت في أديس أبابا على هامش القمة الافريقية.
وذكر أن المفاوضات بين وفدي البلدين ستستأنف بعد اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي والذي سيعقد على هامش القمة الافريقية المقبلة في أديس أبابا في 27 الشهر الجاري.
وعزا وزير العدل والشؤون القانونية في جنوب السودان جون لوك في تصريحات إلى الصحافيين إخفاق هذه الجولة في التوصل إلى اتفاق إلى «الموقف غير المبرر» للسودان المتمثل في اشتراط تطبيق اتفاقات التعاون المشترك الموقعة في 27 أيلول (سبتمبر) الماضي ولكن وفق شروط جديدة غير موجودة في تلك الاتفاقات الموقعة.
وأفاد أن وفد بلاده قرر العودة إلى جوبا من دون اتفاق على ترتيبات لتطبيق اتفاقية التعاون والترتيبات الموقتة للإدارة والأمن في منطقة أبيي. وأضاف لوك أنه لم يجر التوصل أيضاً إلى اتفاق على ترتيبات استئناف ضخ النفط وإنشاء إدارة لمنطقة أبيي وبرلمان وإدارة لهذه المنطقة أو حتى تفعيل المنطقة الآمنة المنزوعة السلاح بين البلدين. وأشار إلى أن وفد السودان لم يظهر المرونة التي أظهرها وفد جنوب السودان خلال هذه المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق.
في غضون ذلك، أكد رئيس بنين رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي ياي بوني أنه تلقى تأكيداً من البشير وسلفاكير ميارديت باستعدادهما للاجتماع في القمة الأفريقية المقبلة في أديس أبابا للوصول الى قرارات في صالح الدولتين وأفريقيا.
من جهة أخرى، طالبت قيادات تحالف المعارضة السلطات بالإفراج عن خمسة من المعارضين اعتقلتهم عقب توقيعهم اتفاقاً مع تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» في العاصمة الاوغندية كمبالا أخيراً.
واتهم رئيس هيئة التحالف فاروق أبو عيسى واعضاء الهيئة كمال عمر وساطع الحاج ومريم الصادق في مؤتمر صحافي، أمس، الحكومة بالتضييق على معارضيها ومنع نشاطهم وتكبيل الحياة السياسية في البلاد، ورأوا أن ذلك لن يتيح للقوى المعارضة المشاركة في صوغ دستور جديد.
واعتقلت السلطات رئيس الحزب الناصري الوحدوي جمال إدريس، والقيادية في الحزب انتصار العقلي، وثلاثة من أعضاء الحزب الديموقراطي الوحدوي وهم: عبدالرحيم عبدالله ومحمد زين العابدين وهشام المفتي، ورئيس المكتب التنفيذي للتحالف الوطني المعارض عبدالعزيز خالد، بتهمة توقيعهم «ميثاق الفجر الجديد» مع تحالف المتمردين لاطاحة نظام الحكم. وأوقفت السلطات هؤلاء المعارضين فور وصولهم إلى الخرطوم ووصفتهم بأنهم «خونة».
كما منعت السلطات القياديتين في حزب الأمة المعارض سارة نقد الله ومريم الصادق المهدي من السفر إلى أديس أبابا لحضور مؤتمر اقليمي لدعم السلام بين السودان وجنوب السودان تنظمه منظمة أميركية بمشاركة عشر نساء من البلدين.
وروت مريم الصادق أن السلطات منعتها من السفر اثناء مغادرتها عبر مطار الخرطوم ليلة الجمعة بمعية رئيسة المكتب السياسي للحزب سارة نقد الله. وشددت مريم على أن شقيقها مساعد الرئيس السوداني عبدالرحمن الصادق يجب أن يتخذ موقفاً واضحاً ازاء تعرضها للتضييق السياسي ومنعها من السفر أكثر من مرة.
على صعيد آخر، باشرت السلطات السودانية التحقيق مع 89 شاباً أبعدتهم إسرائيل من أراضيها ووصلوا الى الخرطوم. ويوجد في اسرائيل نحو ستة آلاف سوداني غالبيتهم من دارفور ومنطقة جبال النوبة تسللوا عبر الأراضي المصرية.