لاهاي : الرئيس الليبيري السابق تايلور المتهم بإرتكاب جرائم حرب يبدأ الدفاع عن نفسه

يداه نظيفتان من أية دماء. وبالتأكيد من دماء مواطني سيراليون. هذا ما سيعمل على إثباته زعيم الحرب ورئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلور، خلال الأسابيع المقبلة أمام محكمة لاهاي.

تمكن تايلور في التسعينات من أن يتحول من ’ثائر‘ إلى رئيس لليبيريا. ولكنه يقف منذ العام الماضي أمام محكمة لاهاي، ليس لارتكابه جرائم في بلده، ولكن لمسئوليته على تنظيم حملة إرهابية فى دولة سيراليون المجاورة.

كانت سيراليون خلال عشر سنوات مسرحا مرعبا يبث فيه الجنود الأطفال من الجبهة الثورية المتحدة الثورية، الموت والدمار. مسلحون بالسواطير يجزون بعشوائية أطراف الناس، ويغتصبون النساء وينهبون مناجم معادن الماس.

يتهم الادعاء العام لمحكمة سيراليون – التي تتخذ من إحدى قاعات المحكمة الجنائية الدولية مقرا مؤقتا لها – تشارلز تيلور بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. يؤكد الادعاء العام أن لديه دلائل كافية على أن الرئيس الليبيري كان يدعم متمردي سيراليون بالمال والسلاح مقابل الحصول على الماس.

دفاع

استدعى رئيس الادعاء العام ستيفن راب، في العام الماضي إلى لاهاي ما يقرب من مائة من الشهود لإثبات الصلة بين تايلور والفظائع التي ارتكبت في سيراليون. أما رئيس ليبيريا السابق فيؤكد براءته.

ابتداء من يوم الاثنين تبدأ هيئة الدفاع تهييء الدفاع. يقول محامي تايلور كورتاني غريفيث إنه واثق من القضية. ولديه قائمة من 256 شهود عيان وسيستدعي ما لا يقل عن 91 إلى لاهاي للإدلاء بشهاداتهم.

تايلور نفسه الذي يلبس نظارات سوداء بسبب مرض في عينه، سيقف يوم الثلاثاء للمرة الأولى للإدلاء بشهادته. وقبل ذلك تحدث الرئيس الليبيري السابق عن طبيعة دوره في الصراع داخل سيراليون.

ليبيريا

لن تتطرق المحكمة إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على نطاق واسع في ليبيريا. ولكنها تتهم تايلور بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال فترة رئاسته من عام 1997 إلى عام 2003.

في الأسبوع الماضي قدمت لجنة الحقيقة والمصالحة تقريرها الموثق حول ثلاثة عقود من انتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيريا. وتوصي لجنة الحقيقة والمصالحة، بتشكيل محكمة خاصة في منروفيا من أجل تقديم مجموعة من أمراء الحرب السابقين إلى العدالة.

يتصدر القائمة تشارلز تايلور. إلا انه من غير المحتمل أن يعود إلى وطنه ليقدم الحساب على سوء إدارته للبلد. وحتى لو برأته محكمة سيراليون في لاهاي، فلا توجد لدى ليبيريا الموارد ولا القدرة على إجراء محاكمة تتمتع بالمصداقية.

ليبيا

بدأ تورط تايلور في سيراليون أواخر الثمانينات في ليبيا، حيث التقى في المقر الثوري العالمي لمعمر القذافي، الثائر السيراليوني الأخير فوداي سانكوه. صاغ الاثنان الخطة التالية : أولا يساعد سنكوه تايلور، مدعوما بأموال ليبية. ثم يقوم الليبيري بعد ذلك بمساعدة سانكوه للاستيلاء على السلطة في سيراليون.

وبسرعة تم الانتقال إلى التنفيذ. هاجم تايلور ليبيريا عشية عيد الميلاد عام 1989. بعد عامين ساعد الليبيريون سنكوه في سيراليون. وخلال السنوات العشر التي تلت، دخل البلدان في حرب أهلية قذرة.

إلا أن الخطة انتهت في نهاية المطاف إلى الفشل في البلدين. فقد تمكن خصوم سنكوه من إلقاء القبض عليه. في حين استقال تايلور في العام 2003 كرئيس للبلاد.

في عام 2003 قدم سنكوه إلى محكمة سيراليون في فريتا ون . لكن المصور السابق توفي قبل وقوفه في قفص الاتهام بقاعة المحكمة. الصيد الكبير الوحيد المتبقي للمحكمة هو تشارلز تايلور البالغ من العمر 61 عاما.

إذاعة هولندا العالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *