بسم الله الرحمن الرحيم
10 أبريل 2011م
أخواني وأخواتي، وأبنائي وبناتي
السلام عليكم ورحمة الله
انتم مشكورون على احتشادكم بهذه الأعداد لا (مأجورين ولا مكريين).
أنا في البداية عن نفسي ونيابة عن الوفد المرافق الذي قدِم إليكم أشكركم شكرا جزيلا على هذه الروح وهذا الاستقبال اشكر جموعكم أشكر الأخ الوالي اشكر الرسميين أشكر القوى السياسية والنقابية والمجتمع المدني أشكركم جميعا على هذه الروح وأعرف إنكم لا تحتفون بذواتنا الفانية ولكن بالمبادئ التي نمثلها وهذه المبادئ التي نمثلها هي العهد بيننا وبينكم وهي العهد بين جدودنا والسلف الصالح الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الدين والوطن وهم أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن إن شاء الله حماة مشارع الحق التي أسسوها في هذه البلاد ونحن إن شاء الله نقوم بالواجب حتى نحمي هذه المشارع ونرضي ضميرنا وربنا وأهلنا وتاريخنا.
وسأتحدث إليكم في نقاط:
النقطة الأولى: ما فقده السودان بقيام الإنقاذ:
علينا قبل الكلام عن الوسائل التي سنتبعها لمعالجة مشاكل البلد، القيام بتشخيص مشاكل السودان وأبدأ بالكلام عن ماذا فقد السودان بقيام الانقلاب في 30 يونيو عام 1989 لأنه من المهم معرفة ما ضاع منا حتى نستطيع بعون الله تعويضها:
أولا: فقد السودان وحدته والسودان اليوم(متروم) ضاع ربعه أو ثلثه .
ثانيا: نحن الآن فقدنا استقلالنا السودان فيه 30 ألف جندي أجنبي.
ثالثا: فقد السودان أحوال المعيشة المستقرة صحيح أخوانا هؤلاء نجحوا في استغلال البترول لكن المؤسف أن الثروة التي جاء بها البترول لم يتم صرفها في المكان الصحيح الذي يجب أن تصرف فيه حيث أهملت الزراعة وأهملت الصناعة. والسؤال المشروع هو: أين ذهب مال البترول؟ والجواب هو: صرفت الأموال في هياكل إدارية مترهلة لا معنى لها سوى الإكثار من أعداد الإداريين لمراقبة الناس والتجسس عليهم وفرض السيطرة عليهم.
وذلك من خلال زيادة عدد الولايات من 9 ولايات إلى 25 ولاية.
وزيادة عدد المحافظات من 19 محافظة إلى 121 محافظة.
وزيادة عدد المحليات من 240 محلية إلى 531 محلية
حيث تم في تلك الأجسام الإدارية المترهلة حشد الجماعة الذين تكلم عنهم الحبيب عطا من (أولاد المصارين البيض).
أيضا الصرف الهائل في القوات النظامية والذي قفز بصورة كبيرة جدا (عشرة أضعاف في عشر سنين)
إضافة للصرف التفاخري و الصرف السياسي وشراء الذمم واختراق الأحزاب بحيث أن كانت النتيجة أن كل (يابس حتوه) وكل (رهيف قدوه) وقد استجاب لنداء كشكش تسد للأسف الشديد زعماء عشائر وزعماء سياسيين وشيوخ طرق مما يعني أن المال صرف في غير أولوياته الصحيحة.
بالنسبة للزراعة للأسف نالها إهمال كامل والمشروعات المروية مثل مشروع الجزيرة وخشم القربة والرهد التي كان عليها اعتماد السودان صارت الآن تعاني من حالة مرضية صعبة وصار المزارعين في شقاء شديد. وتتضح الأشياء بالمقارنات مثلا:
في مجال إنتاج المحاصيل النقدية: كان إنتاج السودان من القطن 700 ألف بالة في عهد الديمقراطية الثالثة الآن نزل الإنتاج لـ 20 ألف بالة فقط.
في مجال الصناعة: المصانع التي كانت تعمل في العهد الديمقراطي صار الآن 75% منها معطل.
كانت تلك النتائج المتردية محصلة مباشرة لعدم وجود تمويل.
صحيح أن إنتاج الذرة هذا العام في القضارف جيد بلغ 3 مليون طن يكاد يساوي نصف إنتاج السودان لكنه أيضا لم يصل لمستوى إنتاج المحصول في آخر سنة للديمقراطية حيث بلغ الإنتاج 4 مليون طن في القضارف. مما يعني أننا بعد 22 سنة شمولية لم نستطع تحقيق مستوى الإنتاج في الديمقراطية، (كما ذكر حبيبنا عطا) بسبب تأخير التمويل الذي يؤدي بدوره لتأخير العمليات الزراعية والزراعة مواقيت إن فات موسمها تسبب ضررا بالغا للزراعة فلا بد من تحضير ذلك ومراعاته، كذلك يتحدثون عن النفرة الزراعية، النهضة الزراعية وتلك مجرد أسماء معانيها جيدة لكن مخبرها وفعلها غاية في السود لأنها تصرف على المحاسيب والمحاسيب بلا تأهيل (ما عنده أضان يدوه حلق يعلقو وين؟) (في مشلعيب يعني؟). الشاهد أن النفرة الزراعية والنهضة الزراعية كلها:
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.
وناتج السياسات الزراعية الخاطئة حالات إعسار المزارعين المتزايدة بصورة غير طبيعية من السياسات الخاطئة مثل: تأخير التمويل، والتقاوي الفاسدة(مثلما حدث في الموسم الفات)، الضرائب الفادحة على مدخلات الإنتاج والجازولين. كل ذلك على حساب المزارع الذي يخسر ويصنف معسرا ويسجن بينما الذين استحقوا السجن هم من طبق هذه السياسات الزراعية الخاطئة وليس ضحاياها.
رابعا: عندما قام الانقلاب كان هناك مشروع سلام متفق عليه، مؤتمر قومي دستوري في 18/9/1989م ليس فيه تقرير مصير ولا جهة أجنبية.
خامسا: خسر السودان أيضا تأجيج الصراع في دارفور التي صارت الآن حقيقة- محترقة.
السادسة: وخسر السودان أشياء أخرى مهمة جدا نحن كان عندنا اتفاق مع اليابانيين تم بعد زيارتي لليابان كرئيس وزراء في الديمقراطية الثالثة وكان من المفترض أن يأتي بموجب هذا الاتفاق وفد ياباني في آخر عام 89 لعمل إحصاء لكل موارد السودان المعدنية والمائية والغابية والشجرية وغيرها لكي نطورها بالشراكة بيننا وبينهم وكانت اتفاقية كبيرة وعظيمة حتى أن أخي المرحوم عمر نور الدائم قال لي “يا فلان السبب الذي خلى الانقلاب ده يقوم هو اتفاقنا مع اليابان” لأنه كان سيخرج السودان من قمقمه وهناك جهات عديدة لا ترغب في مثل هذا الدور للسودان.
النقطة الثانية: النظام الأنسب للسودان:
نظام الحكم السليم الذي يراعي كرامة الإنسان وحقوقه ولا يساق أي شخص من بيته بدون سبب أو يخرس صوته بدون سبب وهكذا لا بد من احترام كرامة الإنسان بالنظام الذي يحقق المشاركة، النظام الذي يحقق المساءلة بحيث يساءل الحكام عما تجني يداهم أما في واقعنا اليوم فلا وجود لآلية لمساءلة الحكام رغم ارتكابهم لمخالفات عديدة. النظام الذي يحقق الشفافية فلا توجد فرصة لأفعال الخفاء (أم غمتي). النظام الذي يحقق سيادة حكم القانون بحيث يكون القانون فوق الجميع يطال كل من يخطئ ليحاسب، النظام ذي المواصفات المذكورة هو النظام الديمقراطي والديمقراطية هي أفضل نظام يليق بحقوق الإنسان وهي التطبيق العملي لقوله تعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ [1](. في كتابي الذي عنوانه(الديمقراطية عائدة وراجحة) أجريت مقارنة بين النظم الديمقراطية والشمولية وخلصت لأنه يمكننا أن نقول أن النظام الديمقراطي هو أفضل نظام يمكن للناس التطلع له والعيش في ظله لحفظ كرامتهم ولكي يحترم بعضهم البعض.
النقطة الثالثة: عن الثورات العربية:
قامت في البلاد العربية ثورات وهي لم تقم لأن البلاد العربية طامعة في التغيير فقط، بل هناك أمراض معينة (استبداد، وفساد، وتماهي الحزب الحاكم مع الدولة بحيث ان الدولة تخضع لإرادة الحزب وليس لإرادة الوطن كذلك مع المجتمع، فهذه النظم سيطرت على الرياضة والفنون وأي مظهر من مظاهر الحياة بالفساد والاستبداد والمحسوبية، وعطالة الشباب).الشاب المصري خالد سعيد قبضت عليه الشرطة بالإسكندرية وعذب إلى أن مات، لأن هذا الشاب وثق بالتصوير الفوتوغرافي جماعة مفسدة من الشرطة استولوا على مخدرات ووزعوها بينهم لبيعها لهذا ضرب حتى قتل.. الشاهد أن البلاد العربية فيها هذه الأشياء (الأمراض) وفي السودان كذلك الحال من بعضه إذ نجد الفساد والاستبداد والمحسوبية والعطالة وتماهي الحزب الحاكم مع الدولة ومع المجتمع لذلك كانت هذه الثورات التي تطالب بـ كرامتها وحريتها ومشاركتها والعدالة وكل هذه المعاني وهي معاني من لب الشريعة ولب الإسلام لان الإنسان مكرم في الإسلام والعدالة واجب في الإسلام. ومثلما نقول أن المرض واحد في كل البلدان العربية كذلك العلاج واحد، بعض الناس يقولون بأنهم مختلفون ولذلك لا تهددهم الثورات الشعبية والاختلاف ليس في موجبات الثورة -حسب اعتقادهم ولكنه سيكون بسبب اختلاف تركيبة الجيش والمجتمع فالتغيير في تونس ومصر كان أسهل من غيره لان الجيش في تونس ومصر ليس فيه عصبية قبلية أو حزبية وقواته ليست مسيسة لذلك انحاز الجيش منذ البداية لحركة الشارع و لصالح الشعب بينما في البلدان التي فيها عصبية قبلية مثل ليبيا و اليمن صار هناك مقاومة لكنها محدودة حتما ،فلا بد من صنعاء وإن طال السفر ولا بد أن يحصل هذا التغيير.فالعالم كله سائر باتجاه كرامة الإنسان وحرية الإنسان والعاقل من يرى هذا الكلام ويعمل عمل استباقي، أنا سمعت بعضا من ناس الإنقاذ يقولون (نحن حاجة تانية) لأننا نطبق الشريعة، لكن أين هي هذه الشريعة؟!! الشريعة ليست ظلم وهي ليست بطش، وكبت. الشريعة هي الحرية والعدالة فان انعدمت تلك المعاني، فما نراه ليست هي الشريعة، إذن النقطة المهمة إذ يقولون (نحن حاجة ثانية) صحيح هم حاجة ثانية بسبب أن الجيش وأجهزة القمع المسلحة في السودان سيسوها لذلك توجد مشكلة وصحيح وارد ان يحصل انقسام بأن لا يصير التغيير سلسا كما كان في مصر أو تونس، ولكن مهما كان الأمر إن لم يحصل الإصلاح و التحول المرجو سيكون الموقف الشعبي الحتمي إرادة التغيير كما كان الأمر في تلك البلدان العربية التي كانت مستعمرات ونالت استقلالها، والجماعات الحاكمة بنظم شمولية هي استعمار داخلي لابد من التحرر منه كما تحررنا وناضلنا ضد الاستعمار الأجنبي. والعاقل –كما قلت هو من يستبق كما فعل الانجليز في عام 1956 لما رأوا أن الشعب يريد تحقيق استقلاله عملوا ترتيبات لكي يخرجوا بسلام، ولا بد من التفكير بهذا المنطق، ونفس هؤلاء الذين يدّعون (أنهم حاجة تانية) بحجة أن وضعهم مختلف، الآن جمعوا ناس من كل الوحدات ومن الشارع وسموهم الكتيبة الإستراتيجية. السؤال لمن تم إعداد هذه الكتيبة؟ لا شك للشعب وليس للأعداء رغم أن كلمة الإستراتيجية أصلها مقصود بها العدو وليس الشعب مما يثبت خوفهم من تحرك شعبي قادم لا محالة (الفي قلبوا حرقص براه برقص). ولكن بدلا من الاستجابة لمطالب الشعب يفكر الصقور منهم في كيفية منع التحرك الشعبي عن طريق تكوين (بلطجية خرطومية أو جنجودية عاصمية) وهذا لا ينفع لذلك نحن نأمل في الاستجابة لمطالب الشعب لحتمية التغيير فالوضع في السودان لا يشذ عن الوضع في البلدان الأخرى بل يزيد عليها بملفات أو (زنقات) أخرى إضافية:
– زنقة التوتر مع أهلنا في الجنوب.
– زنقة توترات داخل الشمال في دارفور وفي جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان.
– زنقة اقتصادية سيتغير الميزان بين مدفوعات الداخل والخارج مما يضطرهم لرفع الضرائب وزيادة شقاء الناس .
– زنقة الملاحقة الدولية.
– زنقة الضغوط الآتية بسبب الثورات في الدول العربية.
– إضافة لزنقة جديدة لم تكن واضحة من قبل وهي حادثة قصف السيارة في بورتسودان في يوم 5/4/2011 الماضي والتي سبقتها ثلاث حوادث مهمة جدا:
الحادث الأول: في قرية عقيق وقد ضرب ناس هناك مات منهم واحد وجرح آخرين، الثانية: ضربت إسرائيل ركب سيارات في شمال جبيت مكان تنقيب المعادن في 2009م مات فيها عدد كبير ما لا يقل عن 120 مواطن،، الثالثة: الحادثة الأخيرة في قرية دنقناب وهي قريبة جدا من بورتسودان تبعد من وسط المدينة 10 كيلو فقط هذا تطور خطير جدا، معناه أن هناك من (يهم إسرائيل) في السودان، إذ تتهم إسرائيل السودان بأنه داخل في شبكة تسليح جهات في مواجهة عسكرية مع إسرائيل. وللآن لم يبن المسئولون لنا الحقائق ،والمعلومات تأتي من الخارج، من الصحافة الإسرائيلية ومثل هذه الاتهامات قد تتخذ إسرائيل بموجبها إجراءات حربية لذلك لا بد لنا نحن الشعب السوداني من معرفة ما حدث. نحن في حزب الأمة قررنا عمل تحقيق لمعرفة ما حصل، هل صحيح توجد أسلحة؟ وهل ما يحدث بسبب التهريب أم برضا الدولة؟ … ألخ. إن كان الحديث عن وجوب المقاومة فكلنا مع المقاومة الفلسطينية ونمارس ضغوطا من خلال ما نتولى من مسئوليات على كل الناس في الغرب وغيره ليميزوا بين الإرهاب وبين حركات التحرير. ونقول انه كل من ببلدهم احتلال لهم الحق في القيام بحركة تحرير ومقاومة ولكن هذا لا يعني الاستهتار بالأمن القومي السوداني فلا بد أن نراعي الأمن القومي السوداني، نحن عواطفنا ومشاعرنا نحو المقاومة الفلسطينية وهذا لا شك فيه ولكن يجب أن لا نستهتر بالأمن القومي السوداني لأن (الفينا مكفينا) خصوصا أن فاقد الشيء لا يعطيه فلا يمكننا مساعدة الآخرين في التحرير وفي السودان الآن عندنا أربع مناطق محتلة بواسطة أجانب (الفشقة، حلايب…الخ،) والسودان وقعت عليه السنة الماضية ثلاث غارات من تشاد قابلها المسئولون في كل مرة بالتصريحات (بالاحتفاظ بحق الرد) وهنا ليس المهم تأكيد حق الرد فهو مكفول، المهم استعمال هذا الحق، وفي هذه المرة أيضا قالوا (نحتفظ بحق الرد)، هذا كلام بلا معنى. وبدلا من الكتائب الإستراتيجية الموجهة ضد الشعب وتحقيره بإجراءات القمع ضده يجب التفكير في أعمال إستراتيجية موجهة للدفاع ضد العدو للدفاع عن الوطن وعن سيادته. نحن محتاجون لنظرة خاصة تعطي أولوية للدفاع عن مصالح السودان كأولوية أولى.
النقطة الرابعة: لماذا نفاوض النظام؟
قد يسأل بعض الناس طالما كنا نعرف كل هذا السوء عن النظام وهو مثل مريض فشلت كلاه وعنده جلطة فليترك ليموت فلماذا نفاوضه؟نقول تلك المفاوضات من أجل السودان،ولو كنا مجرد ساسة يبحثون عن مصالحهم (لو لقيناهم في النار نزيدهم حطب) لكننا لا نتصرف بحسابات السياسة بل بحسابات الوطن. لهذا ما يدفعنا ليس المصلحة السياسي بل المصلحة الوطنية،و نفكر مثل حال ناس في ميدان به محروقات وأمامهم صبي في يديه نيران فنحاول البحث عن طريقة تنزع النيران من الصبي بالحكمة لنمنعه من إشعال الميدان بمن فيه .
وهناك من يقول لك انتم أعطيتموهم حق للاستمرار، وهذا غير صحيح فنحن نرى إمكانية الحلول الأفضل للسودان لعلمنا أنه يوجد نوعين من الحل : إما باليد أو بالسنون، والحل باليد هو الأفضل،لنا ولهم وللسودان، لذلك نحن اجتهدنا لتأمين ذلك الحل عن طريق التفاوض، الأخ الفريق تحدث عن المسالة المتعلقة بالأجندة الوطنية، الأجندة الوطنية ليست حلم أتانا مناما بل هو عمل ناتج عن عملنا لدراسات في المكتب السياسي وأجهزة الحزب المختلفة ودرسنا الأمور في ورش وخرجنا بالأجندة الوطنية وهي مدروسة دراسة كاملة ومبنية على تشخيص مرض السودان وروشتة علاج للسودان بعد استعراضنا لمشاكله واحدة واحدة:
والأجندة الوطنية هي:
البند الأول: دستور جديد لان الدستور الحالي ينتهي في يوليو الجاري نحن محتاجون لدستور جديد لا بد ان يكون دستور ديمقراطي لا مركزي ويرضي تطلعات المسلمين لما يريدون من مرجعية إسلامية ولكن ليس على حساب الآخرين لا بد من حقوق المواطنة المتساوية وحقوق الأديان الأخرى وما نطبقه على أنفسنا لا نطبقه عليهم لان هذا ليس دينهم فلا بد ان نتأكد نحن، لا بد ان نقول بكلام واضح أن الإسلام يمنعنا من الإكراه في الدين، والوطن يجمعنا في المصلحة المشتركة لا بد ان ننطلق من هذا المفهوم القرآن يمنعنا من إكراه الآخرين (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ( [2] والوطن يجمعنا (التعايش في الوطن) هذا المفهوم الذي يجب ان ينعكس في الدستور ولا بد من الدعوة لمؤتمر دستوري ليجمع الناس كلهم وعشان يبقى دستور يمثل الناس. الدستور السابق لا يمثل الناس يمثل حزبين هما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فقط. نحن وضعنا في الأجندة الوطنية عشر مبادئ لكتابة دستور شامل، لعمل مؤتمر قومي دستوري و جمعية تأسيسية منتخبة لتمرير الدستور وهذا الكلام الذي لا بد أن نتفق عليه.
وهذا البند الأول من بنود الأجندة الوطنية يمكن السودانيين من العيش معا بدستور جديد لسودان عريض ويتجنبوا فيه أخطاء الماضي ويستشرفوا المستقبل ويتجنبوا ما حصل في الجنوب أن يحصل ثاني لان هناك مؤامرات أجنبية تريد تمزيق السودان لخمس دول فاتت واحدة الأربعة الباقيات لازم “نقرعن” بدستور سليم وعريض كل زول يجد نفسه فيه يحل مشكلة دارفور وشرق السودان وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان.
البند الثاني: التوأمة مع الجنوب: للجنوب خياران إما الاتجاه جنوبا او شمالا فإذا اتجه شمالا لا بد ان نعيش معه بمصلحة مشتركة وإذا اتجه جنوبا سيكون شوكة في جنبنا وسيحتضنه الأشرار الموجودين في الشرق الأوسط وفي القرن الأفريقي وفي شرق أفريقيا وفي منطقة البحيرات كل العقارب والدبائب الموجودة في المنطقة ستجتمع ضدنا نحن لدينا خياران أما أن ندفع الجنوب بعيدا عنا بالسياسات الخاطئة إما (نجره) علينا بالسياسات الصالحة ونحن نقول نجره علينا ولذلك كان البند الثاني في الأجندة الوطنية عن التوأمة أي علاقة خاصة مع الجنوب تمنعه من الذهاب جنوبا.
البند الثالث:: دارفور: كل ما يحصل في دارفور حوار طرشان، هنالك ثلاثة يلعبون كرة خارج الملعب (الحكومة، الحركات المسلحة والمجتمع الدولي) لذلك وصفنا في الأجندة الوطنية الملعب الصحيح بعشرة نقاط لا بد الانطلاق منها لحل مشكل دارفور وإلا سيظل اللعب خارج الملعب دون أن يحقق أهداف.
البند الرابع: الاقتصاد: لا بد من مراعاة أحوال الاقتصاد بصورة جديدة فالسودان لا بد ان يعالج المشاكل التي تحدث بعد استقلال الجنوب.
البند الخامس: الحريات: لابد من تأمينها.
البند السادس: المحكمة الجنائية: وفي موضوع المحكمة الجنائية السياسة التي يتبعها (أخوانا ديل) سياسة “نعامة تدس رأسها في الرملة وتقول والله ما شايفة حاجة” المحكمة موجودة وما بتروح، نحن مقترحين وسيلة للتعامل معها بمحكمة بديل سميناها هجين وهذا كله لا بد ان يخرج منه برنامج إصلاحي ،حزمة نقدمها لمجلس الأمن.تلك هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نتخارج بها.
البند السابع: الحكومة القومية:هذا البرنامج تطبقه حكومة قومية تمثل كل الناس.
هذه هي الأجندة الوطنية وهي روشتة علاجية لأمراض مختلفة فكل بند عبارة عن حبة علاجية لمرض مختلف (فشل كلوي، أمراض رئة…الخ) ولا تغني حبة عن أخرى ولا بد من أخذها كلها جملة واحدة ليشفى المريض من أمراضه الموبوءة.
وبغير هذه الطرق ما في مخرج، ونحن بعدما نصل مع اخوانا ديل لكلام سوف نناقشه في أجهزتنا ونعرضه على القوى السياسية ونأمل ربنا يهدينا كلنا نجد مخرج لبلدنا.
نحن نقول للآسف الشديد هناك ناس الآن محشورين في أوساطنا، هم أكثر من يشكك في مساعينا من أجل الوطن. لست مشغولا بهؤلاء المشككون فصحيح نحن أكثر من يفاوض هذا النظام ولكننا وحدنا الذين لم نشترك معه في أي مستوى من المستويات بينما كل الآخرين اشتركوا إما في المستوى التنفيذي او التشريعي أو الولائي لأننا كنا نقول نشترك ضمن شروط تراعى مشارع الحق لذلك نحتمل مثل تلك الاتهامات من المشككين (لانو العارف عزو مستريح).
النقطة الخامسة: التكفيريون:
لكن الضرر الأعظم يأتي من أصوات التكفيريين لأنه عندهم سبع مهلكات أو أخطاء هي:
أولها ،يرفضون التعددية مع أنه (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ( [3] (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ( [4] فالتعددية أصل في تركيبة الكون وهم يرفضون التعددية.
ثانيها: يوسوعون مفهوم البدعة (أي شيء بدعة) وهذا غير صحيح فالبدعة هي: إدخال جديد في ثوابت الدين أما المساءل الاجتماعية لا بد أن يحصل فيها تجديد لأن الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم فلا بد أن نقبل الحركة في المساءل الاجتماعية كما قال الإمام المهدي (لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال).
الخطأ الثالث: يضطهدون النساء فعندهم لا تكون مسلم حقيقي إلا باضطهاد المرأة وخنقها لذلك يفرضون عليها أشياء ضد كرامتها.
الرابع:ثم يكفرون من يخالفهم أي إنسان يخالفهم كافر مع أن التكفير ممنوع قال الرسول (ص): “من رمى أخاه بالكفر فقد باء به أحدهما”، ويكفرون الشيعة وهم ربع الأمة أو خمس الأمة لكنهم يكفرونهم.
الخامس: وعندهم الكفر علة للقتال بينما في الإسلام القتال علته ليس الكفر بل العدوان (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [5] (فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ) [6]، في الإسلام معان كثيرة جدا تقبل المخالف في الدين وتقبل التعايش معه لكن عندهم غير هذا، عندهم كل إنسان غير مسلم هو كافر والمسلم ذاته حسب نظامهم إذا خرج عن هذا الفهم يكون كافر ودمه يهدر. نحن لا نكفر مسلما يؤمن بالتوحيد وبالنبوة وبالمعاد هذا هو أساس الإيمان وبقية الاختلافات خلافات مذهبية يختلفوا فيها الناس ويتفقوا.
والسادس: من أسوا أفكارهم السيئة يعتقدون أن الدين الإسلامي انتشر بالسيف وهذا ليس صحيح فالدين الإسلامي لم ينتشر بالسيف.
على كل هؤلاء ناس لا بد من استئصال شأفتهم من البلاد لأنهم يزرعون الفتنة والآن توجد فتن كثيرة هم ورآها وهذا خطر كبير.
والسابع:ليس عندهم أن التواضع أفضل العبادات، ولا أفضل الناس إيمانا أفضلهم أخلاقا، ولا تبسمك في وجه اخيك صدقة، واحد من هؤلاء الناس مد له يده بعد انتهاء الصلاة ليقول له حرما (كمش) يده منه وقال ليست من السنة فقال له الآخر (سمح دي ما من السنة المساخة دي من السنة)؟!.
على كل نحن لدينا ورشة ستنظمها هيئة شئون الأنصار لدراسة هذا الموضوع والمطالبة بإجراءات محددة لقمع هذا التيار المخرب التكفيري ويسمونهم بالسلفيين هؤلاء ليسوا سلفيين حبذا لو كانوا فالسلف السنة هم أحسن الناس وأفضل الناس، هؤلاء منكفئون نسميهم غلاة، نحن لن نكفرهم كما يكفرون الناس لكن نقول هؤلاء فهمهم غلط وغلو خاطئ.
النقطة السادسة: الحوار مع كل القوى السياسية:
نحن نحاور كل الناس لنحدد موقف واحد نحاور الحركة الشعبية وحركات دارفور وجماعة النيل الأزرق وجنوب كردفان والقوى السياسية كلها نريد الاصطفاف في موقف واحد: إما نعمل والمؤتمر الوطني وكلنا في حل مشكلة البلد أو نصطف كلنا ضد المؤتمر الوطني لكي نستخلص حقوق البلد.
النقطة السابعة: لماذا كل هذه المساعي؟
لكي نجنب البلد الذي نراه الآن في ليبيا وفي اليمن، نحن نريد أن تلدي هذه السيدة الدارة ولادة سلسلة وليس قيصرية نحن نأمل ذلك ولكن طبعا (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) [7].
النقطة الأخيرة:
في النهاية أقول لكم إن زيارتنا هذه لمخاطبتكم ولتأكيد ما جئنا به من الأجندة الوطنية ونشكركم شكرا جزيلا على حسن الاستماع وكذلك نخص بالشكر أجهزة الإعلام التي صحبتنا لأن الإعلام لسان حال الأمة.وأختم بقول: الحالة
التي أريدها منكم، ليس كما قال عطا (أدينا تعليمات)، لا أنا أمري شورى حتى بيعة الإمامة كانت بالشورى لذلك نحن نتشاور ولن أأتي للناس لآمرهم لفعل هذا وترك ذاك (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) [8]، ولكن استعدوا لمشاركة تنقل السودان من دولة الحزب لدولة الوطن أو لمقالعة تستخلص حقوق الوطن .هي دارة تلدي المشاركة أو(المقالعة) انتو خليكم على استعداد في الحالتين، ونحن نرى إن القوة الغالبة هي القوة الناعمة فليس ضروري أن نطقع بالحجارة، مظهركم هذا جزء من القوة والتعبئة هذا الحماس فيه دفعة للأمام، نحن ماشين في هذه التعبئة نأمل ان أخواننا في السلطة أن يروا هذا الكلام ويسمعوا عسى ولعل، ندق الباب إن شاء يفتحوا، والسلام عليكم