بقلم/موسي انوك
[email protected]
أبدا حديثي فأقول أجل القمر المسافر في الوجع المشرئب حي عند رب العرش العظيم في جنة الخلد بأذان الله ..بأنك في الفردوس الأعلي مع حبيبنا المصطفي وانت تنعم بخير صحبة في الدنيا والأخرة ..أيها الساكن داراً خيراً من دارنا، أيها الأكرم منا جميعاً …هل يحق لي أن أرثيك وكيف وأنت الشهيد ؟ أي لسان يوفيك حقك وقد سماك الله شهيداً ..يا سيد الكبرياء في الزمن المأسور بالصمت ..أيها الصعد الي عالم الانعتاق …أيها التارك للزوال الي البقاء …أي دم رائع هدا الذي منك قد سال
أي عبق هذا الذي منك قد فاح ….أبيت الا الصمود فوق القمم…أبيت الامكاناً فوق النجوم …وقفت والشمس في موضع ،تشرق فينا إشراقها وتغرف عنا غروبها..شروقك فينا نور لايفني ،وغروبك عنا ذكريات لاتنسي ..افتقدناك ..ياخليل .. فقد رحلت عنا شهيد وقد صدي ذكراك في قلوبنا لتحفر لنا أجمل معاني الكفاح ..رحلت رحيلا الي جنان الفردوس دون ميعاد ، ودون وداع أيها البطل دون تستأذنا بالذهاب ..رحلت لتلتحق بركب الشهداء ..ابوبكر عبدالله ابكر .جمالي .ومنديل ،جدو صاقور،حافظ كونسون،وركب الميامين..ادعو الله أن يجمعنا هناك في الجنان.. فأذهب الي بارئك والتقي بأحبائك..
يابطل …في مقامك هذا لات حين بيع الرثاء منا : بطولتك .شجاعتك .إقدامك . إيثارك صبرك .فداؤك كلها ترثيك في يوم الف مرة …
أقسمت أنك أقوي من زمانك ، أعظم من جراحك ، أحلي من حياتك ،أسبق من فواتك ….
قد كنت رمزاً من رموز نضالنا …ومثال عزم تحيذي فيك الوري ..
أنت كالماء نشربه.كالظلُ نستظله به.كالطعامُ نأكله .كالهواء نستشقه..انت كل شئي فينا.ذكراك ستبقي في الفؤاد محبة..إن المحبة لا تباع .و تتشتري.
يا خليل …بالامس كنا معاً عند الصباح نتبادل الإخبار بأطمئنان .أما الان انت حي فينا نشتاق اليك ولكن هذا قدر الرحمن..يانفس توبي واستعدي للفنا..
سلامنا الي روحك التي لازالت تدور حولنا و تفوح برائحة المسك والاقحوان …ايها الثائر….قسماُ تارك ما راح..سيجئ يوم الثأر يقطر بالدم ..
أتذكراك بطلاً..ثائراً مقداماً محباً لوطنك وشعبك و عاشقاً لأخرتك ساعياً لها بما سخرت الدنيا في طاعتك وعبادتك وناضلك ..كي تنال حظك الاوفي في الأخرة من الدنيا وما فيها من مباهج و الأم وأحزان وترف الزائل…تركت الحياة وذلها للباحثين عن التهافة والمجون..ايها الثائر .كنت الصبور المستجير بربه ..والمستعين به حسيراً ساهداً ..أيقنت أن الدرب وهي طويلة.زرعت ثراها المستفز مكائداً ..فأذا وقفت وقفت عصفاً راعدا.فأذا جلست جلست أفقاً بارقاً
فكنت أيها البطل غراً صعباً علي مستعمرين الجدد..وان كنت قد نذت نفسك أن تموت في كردفان الغرة مع رفقاءك..أيها البطل…
ووقفت كالجبل مرة مكابراً..كنت نهر النيل جداولاً و روافداً ..كنت السودان شماله وجنوبه ..شرقه وغربه,..فطوبي لك طوبي لك ياابا أيلاف.
قتلوك .لأنك لم تكن يوماً من الايام رقماً زائداً
أغتالك لأنك واثب .ستخيف سطوته الزمان الفاسدا
دمك الأحمر لن ينسي ومظلمتك لن تبلي ..دمك الأحمر في رقابنا قلادة من أمانة فإن نسيناه فقد خنا الأمانه ..فأرفع جبينك فوق ضوء الشمس فمازالت حياً لم ترحل وإن اريناك التراب ..فصبحك ينبت الف صبح، ودمك ينبت في الميادين الزهور..أيها الثائر .انت في ضمير الأحرار والمناضلين والابطال حي ..وفي ضمير التاريخ صفحه مشرقة وهابه ..أنت للحق المغتصب جولة و صولة وقوة ..طهارتك جزء من طهارة عرضك وأرضك وقضيتك ووطنك ..أيها القائد ..عظمتك جزء من عظمة دينك ورسولك وأمتك ..كل من يعرف عنك شيئاً ظن أن الطيور في تغرد فرحاً بأستشهادك ..تخفق إعجاباً لصبر أمك إيبه وأخوك جبريل وأبناءك محمد، أيلاف،أيثار،ابراهيم وألاء ،احمد وأواب ..وإحبابك حين خرجوا يحملوك هديه الي الوطن الغالي ..يا سيد الشهداء..
حملوك الثوار فوق النعش والقلب أرتمي ..حزناً علي رؤياك في الأكفان.. سنكمل مسيرة التحرير..بأسمك نغني للثوري .أيها القائد العظيم
ياسيد الشهداء .أرقد بسلام .وصيتك ما ضاع..مازال جبريل يبلغ ، وبلال يؤذن ،و أبناء حسين مؤمنين
أيها البطل ..وما ضر مثلك أن سفلة القوم ماعرفوك فإن خيرة القوم قد عرفوك ..وما ضر مثلك أن أغلب العلماء الفاسدين عابوا فعلك فإن العلماء الصادقين عرفوك ..علمتني أيها المعلم كل شئي ربما أدركنا ماتقول ،لأن دمك يجري في عروقنا وأنفاسنا من عبق طيبك..
مت صامتاً ……والخوف يخترق أجساد عدوك ..
دمك الأحمر لون أماسينا بجمره الحنون و أضاء الوطن بأمل الانتصار ..أهدافك التي أغتالك من أجلها أملاً ونوراً لاتبدده الأيام ..
علمتني ياشهيد …لن نكون كالطيف ذبيح جاء يركع أمام أؤلئك الذين ذبحوه..أغتالك..لن يذوب أفكارنا وأحلامنا ثم لايبقي منها أثر ..
ايها البطل .نحن علي درب سائرون..وعلي خطي ماضون..وعلي مسيرة عزمون..وعلي عهد باقون ،نهج وفكرة متمسكون..وأننا أن شاء الله منتصرون
أرقد علي قبرك بسلام ياشهيد الثورة الحق ..
بقلم/موسي انوك
[email protected]