كشات الشيشة ومزاجية رجل الرطة

حسن اسحق
 تعيش منطقة الحاج يوسف بمحلية شرق النيل حالة من الحذر والترقب  المخيف لبائعي الشيشة في لفة(2) ومحطة الهايس وسوق(6) الوحدة من حملا ت  الشيشة العشوائية التي تقوم بها الشرطة،لضبط بيعها  ،والاسبوع الماضي كان  من اكثر الايام  عشوائية، وتضرر فيها الكثير من الباعة، وصادرت الشرطة الشيش  والمعسلا ت وغيرها. هذه الاماكن يمتلكها شباب فقدوا الامل في وجود عمل  ثابت الاجر يوفر لهم متاعب مشقة الحياة، فاتجهوا تجار الدخان، وهو لقب  الدلع للشيشة، لكن شرطة النظام العام في الحاج يوسف لم تترك لهم بابا  للحياة الا  وطرقته علي وجههم بحملاتها الانتقائية ضدهم. وفي نفس المكان  توجد محلات شيشة لافراد يتبعون للمباحث، لا تطالهم الكشات او الحملات، لان  القانون يتعامل معهم بانتقائية شديدة، والفرد الذي يكون قائدا للحملة، يتصل
 بهم قبل قدوم الحملة بزمن كافي، يكون صاحب المحل الاصلي او العامل معه، قد  خبأ كل ادوات الشيشة، واما الذين ظهرهم مكشوف تقع علي عاتقهم المصادرة  والملاحقة، وتصل الي حد القبض، وبعدها يقدموا الي المحاكمة، وتليها  الغرامة. ان الغضب سيد الموقف في الحاج يوسف من هذه الحملات الانتقامية  والانتقائية. من يعملون في الشرطة والمباحث ويملكون اماكن الدخان، هم  بعيدون عن الاستهداف، وكما يقول المغضوب عليهم قانونيا، بمكالمة تلفونية  واحدة، يتجنبون مصادرة شيشهم ومعسلاتهم والغرامة. انه فساد افراد المباحث  في حماية املاكهم. اذا كانت الشيشة هذه ممنوعة من التناول، لماذا تباع  المعسلا ت والليات والطرمبات في دكاكين قريبة من اماكن التدخين، وموردي  شركات المعسلات كل يوم يبيعونها للزبائن في الحاج يوسف وسوق ستة. اذا ارادت الشرطة محاربتها عليها ان تبدأ بهؤلاء الموردين او اصحاب الشركات  الكبيرة التي تنتجه. دائما افراد الشرطة والمباحث يستخدمون صلاحياتهم في  الجهاز الذي يدعي خدمة الشعب الي اهانة الشعب وتعطيله في مصدر رزقه من  الجنيهات التي يجنيها من التدخين. ان فساد الافراد ليس بجديد، اذا كانت قمة  الهرم فاسدة، ماذا تتوقع من الافراد في القاع الوظيفي. ان الجيفة علي قارعة  الطريق لايتوقع منها رائحة طيبة. نفس الافراد الذين يصادرون الشيشة، هم  الافراد ذاتهم الذين يبيعونها لاصحاب المحلات التي صودرت منها بعد  الكشة. انها المساومات لمن يدفع ليخارج نفسه من ضربات فساد  القانون، والحماية لافراد هم في انفسهم يحتاجون الي تأهيل اخلاقي ونفسي وقانوني ليعرفوا دورهم الذي يقومون به، بدلا  من استخدامه لمصالحهم  الذاتية.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *