بسم الله الرحمن الرحيم..
كافور السودان الجاهل يسيء لنفسه ولأهله بذكره قصيدة المتنبيء..
عبدالغني بريش اليمى…الولايات المتحدة الأمريكية
Oma Bashir made a compete fool of himself in front of the entire Sudanese people while giving S Sudan government a black eye. But the real losers are the people of north Sudan who have to put up with this unstable character every day.
استطاعت دولة جنوب السودان التي أعلن استقلالها حديثا جدا احتلال منطقة هجليج النفطية التابعة لشمال السودان مرتين : الأولى في مارس من هذا العام ، والثاني في التاسع من أبريل 2012 . وفي الحالتين دخل جيش جنوب السودان الى المنطقة المذكورة دون أي مقاومة تذكر ، بعد ان هربت منها مليشيات البشير تاركة من وراءها كامل عتادها العسكرية والمدنية .
احتلال هجليج أظهر ضعف قوة قوات المؤتمر الوطني ، وكشف عمر البشير للعالم أجمع على أنه مجرد غوغائي ومهرج كبير ، ويعاني من عقدة نفسية خطيرة جدا . فالرجل منذ وقوع منطقة هجليج الغنية بالنفط دخل في غيبوبة كاملة ، وعندما خرج منها أصابته حالة هستيرية لا يمكن وصفها . ففي خطاب له امام عدد من انصاره في منتصف هذا الشهر وصف الحركة الشعبية التي تحكم جنوب السودان بالحشرة ، وتعهد بالقضاء عليها لأنها حسب قوله تسبب عدم استقرار لشمال السودان . ففي خطاب آخر له يوم الأربعاء 17/4/2012 في مدينة الأبيض شن هجوما كاسحا على دولة جنوب السودان قائلاً :«نحن مسؤولون أمام شعب الجنوب لإنهاء الحركة الشعبية ووجودها في السودان». ومضى الرئيس قائلاً: «نقول من الآن العين بالعين والسن بالسن والدقة بدقة والبادئ أظلم وشعارنا تحرير الوطن ومواطني الجنوب من الحركة الشعبية». وزاد «نحن ساهمنا في تمكين الحركة الشعبية في الجنوب ويجب ان نصحح هذا الخطأ الذي ارتكبناه». وتابع «نقول لهم الحكاية سجال بيننا اما انتم في الخرطوم واما نحن في جوبا .. واضاف هؤلاء الناس لا يفهمون ، ونحن نريد ان يكون هذا الدرس الأخير وسنفهمهم بالقوة .
وفي ختام كلامه لرعاعه في مدينة الأبيض – قال الجنرال الهارب من العدالة الجنائية الدولية :
لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد .
هذه القصيدة قصيدة قديمة لأبو الطيب المتنبيء هجا بها كافور الأخشيدي والي مصر الذي كان عبدا مملوكا . ومناسبة القصيدة هي ان المتنبيء كان يطمع في أن يحصل على منصب ما في حكومة كافور ، ولما تماطل الأخير ولم يمنحه المنصب هجاه بهذه القصيدة .
الجنرال عمر البشير استخدم قصيدة المتنبيء في كلامه الركيك ، ناسياً أن هذه القصيدة كانت أصلاً موجهة لأمثاله من العبيد .. فقط الفرق بين جنرال السودان وبين كافور الأخشيدي ، هو أن الأخير كان عبداً مثقفاً حكيما عاقلا ، وحاكماً قوياً .. أما الأخشيدي السوداني عمر البشير ، فإنه أمي لا يعرف في الثقافة شيئا ، غبياً أرعناً متطفلا ، وحاكما ضعيفا يعاني من عقد نفسية كثيرة ،يهين نفسه دائما امام الناس بالرقص كما لو كان فتاة في ليلة زفافها .
يعتقد البشير أنه بذكره لهذه القصيدة التي أجزم أنه لا يعرف معناها ومناسبتها ، يعتقد أنه يوجه اساءة بالغة لأهل الجنوب وغيرهم !! ، لكنه أخطأ التقدير ، فهو بذكرها يسيء لنفسه ولأهله .. لأن أهل الجنوب قاوموا الديكتاتورية والإستبدادية لأكثر من خمسين عاما ، وتحقق لهم التحرير والإستقلال الكامل في التاسع من يوليو 2011 تحت قيادة الحركة الشعبية . أما عمر البشير ومن على شاكلته ، هم العبيد ، وسيموتون عبيدا !! .
على العموم ، حديث الجنرال الهارب من العدالة الجنائية الدولية ، لا يمكن تفسيره إلآ في اطار علم النفس ( عقدة النقص ) وعقدة النقص هي : شعور الفرد بوجود عيب فيه يُشعره بالضيق والتوتر ونقص في شخصيته مقارنة بالآخرين ، مما يدفعه التعويض عن هذا النقص بطرق عديدة .. فوصف الجنرال الهارب للجنوبيين بالعبيد والحشرات ، إنما نتيجة احتلال الجيش الجنوبي لمنطقة الهجليج بكل سهولة وهزيمة قواته هزيمة مفضحة .
إذن السلوك اللفظي الخشبي في حديثه عن أهل الجنوب يعبر عن حقيقة شخصيته المهزوزة ، وبما تحمل وما يدور بداخلها من نزاعات .. ومهما حاول هذا الجنرال الراقص توليد مشاعر الفخر واحترام النفس أمام انصاره الغوغائيين ، ومهما حاول نفي الشعور بالنقص عن نفسه الدنيئة ، فأحاديثه عن أهل الجنوب الأحرار فضحته من أعلى الرأس حتى أسفل قدميه القذرتين .
نعم – الجنرال الهارب من العدالة الدولية يحاول التعويض عن عقدة النقص التي يعاني منها زمانا طويلا بالتهديد والوعيد ، وبالسب والشتائم ، لصرف أنظار الناس ، إلآ أن هذه المحاولة لم ولن تنجح . ومهما قام بتضخيم اعماله وعطاءاته ، وكبر وجوده كرئيس للسودان 23 عاما ، وجسمه إلى حد المضحكة ، فإن هذا في حد ذاته شعورا بالنقص .
ليرقص الجنرال الهارب من العدالة الجنائية كما يشاء ، ويسب ويشتم أهل الجنوب وغيرهم كما يريد ، ويهدد المجتمع الدولي بعصاه الوثني هذا وقت ما شاء .. لكن كل هذا وذاك لن يغير واقعا كان ثابتاً وموجوداً ، ولم تزيل احاديثه الخشبية عقدة النقص التي يعاني منها ، وسيعيش عالة على الآخرين متطفلا بدون أن يجد في ذلك أدنى حياء أو يحرك في نفسه وازعاً لإحترام نفسه .
[email protected]