لندن: مصطفى سري
أعلنت المعارضة السودانية عن تحديها لتهديدات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، التي أعلن فيها أنه سيتعامل مع أي تحركات في الشارع بحسم، وأكدت أنها ماضية في طريقها لإسقاط النظام عبر المظاهرات السلمية بتعبئة الشعب للخروج إلى الشوارع. وشدد الدكتور نافع علي نافع، نائب رئيس الحزب الحاكم، على أن حكومته ستحسم أي محاولة انقلابية على الأوضاع سواء من المعارضة أو من داخل حزبه، متهما تحالف قوى الإجماع الوطني الذي يضم أكثر من 22 حزبا بأنه يعمل على إسقاط النظام بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وقال القيادي في تحالف قوى الإجماع الوطني كمال عمر، لـ«الشرق الأوسط»، إن اتهامات الحكومة لقوى المعارضة تعبر عن خواء فكر السلطة من أي حلول لإخراج السودان من أزماته المتلاحقة بسبب سياساتها الخاطئة. وأضاف أن حديث نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعد الرئيس البشير الدكتور نافع علي نافع يوضح الطغيان الذي وصلت إليه السلطة. وتابع «هو أشبه بالأيام الأخيرة لرؤساء تونس ومصر وليبيا قبل أن تقتلعهم الجماهير في ثورات الربيع العربي».
وقال إن لغة النظام فيها تهديد ووعيد وتحريض على العنف للجماهير التي ستخرج إلى الشارع للتظاهر ضده، مشيرا إلى أن نافع علي نافع كان يخاطب أجهزة الأمن الشعبي والمجموعات التي يعتمد عليها في العنف، وقال «هي التعبئة ذاتها التي فعلها نظام بشار الأسد للشبيحة، ونافع يحمل تصور وروح الشبيحة في السودان».
وقال عمر إن النظام السوداني أصبح يشعر بالخطر الكبير على أوضاعه التي أصبحت تدفع الشعب إلى الخروج في الشوارع لإسقاطه، مؤكدا أن تحالف المعارضة يعمل في الأحياء السكنية لتعبئة الجماهير. وقال إن التعبئة وصلت إلى مراحل حتى داخل قواعد الحزب الحاكم التي أصبحت تجهر بمواقفها الرافضة لما وصلت إليه البلاد، معتبرا أن طلب الحكومة للمعارضة بأن تنتظر صناديق الانتخابات ذر للرماد في العيون، وقال «لن نقبل بأي انتخابات يقوم بها هذا النظام لأنها ستكون مزورة سلفا، ولأن النظام محترف في التزوير»، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة أصبحت مختطفة، وهي تعبر عن الحزب الحاكم. وقال «النظام قام بتزوير انتخابات الحركة الإسلامية وهي تنظيمه الخاص، فكيف له ألا يزور انتخابات فيها قوى سياسية منافسة؟». وسخر من حديث الحكومة في ربطها نشاط المعارضة مع الولايات المتحدة والغرب بعملية إسقاط النظام، وقال «أكثر جهة تعاملت مع واشنطن في العمل الاستخباراتي هي نظام الخرطوم، وحظيت بإشادة من البيت الأبيض والمخابرات الأميركية». وأضاف «إذن من هو العميل؟». وأوضح أن قوى المعارضة تلتقي مع مبعوثي المجتمع الدولي في الخرطوم وليس لديها ما تخفيه، وقال «نحن نعمل على إسقاط النظام بإرادتنا وقوتنا، وسلاحنا هو المظاهرات السلمية وبكل الوسائل القانونية التي أقرها الدستور الانتقالي، لأن لدينا قضية نؤمن بعدالتها وقوتها».
وكان نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب مساعد الرئيس عمر البشير الدكتور نافع علي نافع في خطاب جماهيري أول من أمس قد هدد بحسم أي محاولة للانقلاب على الوضع القائم سواء من المعارضة أو من الداخل، وقال «من يفعل ذلك سيضر بنفسه وسيجد حسابه». وأضاف «لأنه لا أحد يستطيع أن يغيرنا». وقلل من تأثير خروج قادة المحاولة الانقلابية الأخيرة علي الحزب، وأضاف «لا فضل لأحد على الحزب أو التنظيم، ومن فعلوا ذلك فقدوا حقهم وحرقوا أنفسهم وقامت قيامتهم»، متهما المعارضة بأنها تسعى لإسقاط نظامه قبل الانتخابات المقبلة في عام 2014. وقال إن ذلك يتم بإيعاز من أميركا، ووعد بأن تتعامل حكومته بحزم وقوة مع أي محاولة للخروج للشارع. وقال إن نظامه لن يواجه مخاطر من الخارج بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت الدول الغربية.
وقال نافع إن المعارضة اتفقت بعد اقتناعها بعدم قدرتها على تحريك الشارع على قيادة عمل منظم من داخل الأحياء باستغلال نقص الخدمات لتأليب المواطنين للخروج على النظام. وأضاف أن المعارضة شكلت اللجان في الأحياء لتحريك الشارع، وطالب أعضاء حزبه برصدها وكشفها. وقال إن تحرك المعارضة جاء بعد أن أخبرتها الدول الغربية بوضوح بأن الانتخابات القادمة إذا تم إجراؤها ستعترف بها وتعتبرها تحولا ديمقراطيا. وأضاف أن الحكومة ستتعامل بحسم مع محاولات الخروج عن الشرعية وقياداتها، وأكد أن أحزاب المعارضة وحكومة دولة الجنوب تعلم بالمحاولة التخريبية الأخيرة التي اعتقل فيها مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبد الله، وقال إن تلك الجهات كانت تعول على نجاح العملية الأخيرة لتحقيق هدفها بإسقاط النظام، مشددا على فشل أي محاولة للانقلاب على النظام من الداخل. وقال «من يفعل ذلك سيضر برقبته وسيصبح مثل الكلب التائه في وسط الصحراء». وأضاف «لا أحد يستطيع أن يغيرنا حتى ولو من داخل الحزب».