حسن اسحق
انتفض مدير جهاز الامن السابق صلاح قوش من ثباته، بعد عملية ترويض تعرض لها من نظامه الذي عمل فيه طويلة في جهاز الامن، اتهم قوش بالخيانة وتبدير انقلاب علي نظامه، وسجن بعدها لشهور واطلق سراحه نتيجة مساومات عشائرية واوزان جهوية للاستفادة في فترات الزنقة) والحوجة. ان نفس ( المقاييس التي يمكن ان تنطبق علي انقلاب قوش علي نظام البشير، هي نفسها التي تنطبق علي محكومي حركة العدل والمساواة بالاعدام، ومن ضمنهم عشر والماظ ، لكن للاوزان القبلية فائدتها في حكم الانقاذ،قد تكون للمتنفذين ووارثي سلطة الاستعمار بعد خروجه.لكن المهم في ذلك كله ماصرح به قوش في البرلمان، واتهام الحكومة بتبديد 2،5مليار دولار في إقامة مباني للقوات المسلحة والامن، في الوقت الذي يعاني الاقتصاد من عجز في الموازنة تصل الي مليار و200 الف دولار. ان صلاح قوش بعد الانقلاب عليه من منظومته الانقاذية لم تتبقي له إلا عضوية البرلمان ليكشف بها تبذير الحكومة المالي في الجيش والامن، وهو الذي كان مديرا للمنظومة الامنية في فترة اعتقدها البعض انها الاطول. اثناء فترته التي كان يتلقي فيها الدعم المالي من الحكومة دون ان تخضع مؤسسته لاي رقابة مالية ومحاسبة، وكانت ميزانية مفتوحة لايحاسب من اين اتي بالمال او الي جهة سينفقه، كان يستمتع بالدعم السخي. لكن كل قادة الانقاذ المتنفذين لايعود اليهم ضميرهم الا بعد إقالتهم او طردتهم بطريقة دبلوماسية، وهي سياسة الاقالة لحفظ ماء الوجه. فظهر فجأة غازي صلاح الدين العتباني القيادي السابق في النظام، ليتحدث عن قمع السلطات للحريات السياسية الثقافية، وهروب السلطة من تنفيذ مستحقات الحوار الوطني، وهو الذي قضي علي شيخه الترابي في سيناريو المفاصلة الشهير قبل 15 عاما . فصحوة ضميرهم مرتبطة بالابعاد او الاستغناء عن خدماتهم فجأة، وتكسير اجنحتهم القوية، واستبدالهم بعناصر جديدة تمارس ماتوقفوا عنده. ان صحوة قوش في البرلمان، هي شبيهة بصحوة غازي بعد خروجه من منظومة الحرس القديم (للكيزان). كان قوش علي علم تبديد الحكومة لهذه الاموال عندما كان رئيسا سابقا لجهاز الامن، وكانت له حصص الاسد من هذه الاموال المليارية من دون ان يتكلم عن الاسراف والتجاوزات،وضياعها عن إقامة المباني للقوات المسلحة والجيش، وذهاب جزء كبير الي مصروفات الضباط والافراد العاملين في جهاز الامن. هذه الصحوة الفجائية تفسر نفاق قادة الانقاذ من سياسيين وعسكرين وامنيين. كما قلت سابقا انها صحوة ضمير الصدمة الصادمة لاقالتهم…
[email protected]