قنابل الغاز والرصاص المطاطي في مواجهة الحجارة وعبوات المياه الغازية
القاهرة – «الحياة»
استلهم الشباب المتظاهرون أمس التجربة التونسية في مجابهة الإجراءات التي اتخذتها قوات الأمن واتخذت أشكالاً عدة، ففي حين استخدمت قوات الشرطة العصي والهراوات لتفريق المحتجين ولجأت في أحيان كثيرة إلى إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز، رد المتظاهرون باستخدام وسائل مبتكرة.
وأعد المتظاهرون عدتهم قبل يوم من النزول إلى الشارع وراجت رسائل على موقعي «تويتر» و «فيسبوك» قبل أن تقدم السلطات على إغلاقه، توضح خطط التحرك والأدوات التي يجب على المتظاهرين استقدامها معهم قبل النزول إلى الشارع. ووزعت آلاف الرسائل طالبت فيها «حركة شباب 6 أبريل» الراغبين في المشاركة بإحضار أغطية أوان وألواح بلاستيكية لاستخدامها كدروع في مواجهة العصا الأمنية.
وفي استلهام واضح لتجربة المتظاهرين في تونس، دعا الناشطون إلى جلب أعداد كبيرة من عبوات المياه الغازية، لإبطال مفعول الغاز المسيل للدموع، كما لجأ المحتجون إلى الحجارة في أحيان كثيرة والزجاج الحارق في أحيان أخرى للرد على قوات الأمن. وأوضح أحد المتظاهرين، وهو يحمل في يده لوحاً خشبياً على جانب أحد طرق وسط العاصمة حيث اندلعت تظاهرات: «نستخدم وسائل عدة للدفاع عن أنفسنا في مواجهة عصا الأمن». وقال لـ «الحياة» إن «الشرطة تستخدم العصي والهراوات لتفريقنا. وجدنا في هذه الدروع الخشبية الملاذ لتحمينا… ويجب أن ندافع عن أنفسنا».
وشوهد مئات الآلاف من رجال الشرطة الذين تم نشرهم على نطاق واسع في ميادين وشوارع العاصمة وعدد من المحافظات، مدججين بالعصي الطويلة والهراوات والدروع، بينما تمركزت على جوانب الطرق حافلات الجنود والعربات المصفحة وسيارات الإطفاء.
لكن هراوات الشرطة قوبلت بمزيد من التحدي من قبل المحتجين، ما دعاها إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتطويق التظاهرات. غير أن القنابل المسيلة للدموع التي أطلقت الشرطة عشرات منها في وسط القاهرة ارتدت على مستخدميها، إذ لوحظ أن العشرات من أفراد الشرطة النظاميين يستخدمون المناديل الورقية لإزالة آثار الغاز من عيونهم فيما أصيب بعضهم باختناقات.
وقال أحد أفراد الشرطة: «المتظاهرون يردون إلينا القنابل المسيلة التي لم تنفجر، ما أدى إلى إصابة العشرات منا باختناقات». ويضيف لـ «الحياة»: «بعض القنابل لا تنفجر ولا تسقط على الأرض، فيتلقفها المتظاهرون ويقومون بعدها بإلقائها في مواجهة رجال الشرطة».