قمر جورج كلونى الصناعى يلتقط صور طائرات الانتنوف

قمر جورج كلونى الصناعى يلتقط صور طائرات الانتنوف
اثناء قصفها للمدنيين فى جبال النوبة- صور
تقرير : عثمان نواى
[email protected]


القمر الصناعى “سينتينل” والذى كان فكرة الممثل والناشط الحقوقى الامريكى جورج كلونى وذلك بهدف ان يعمل القمر كوسيلة لمراقبة انتهاكات حقوق الانسان من الحكومة السودانية ضد مواطنيها فى كل من دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وابىى وعلى طول الحدود مع دولة الجنوب .
تمكن القمر فى يوم 8 مارس الماضى من التقاط صورة شديدة الاهمية على طريق جمع الادلة حول جرائم الحرب حسب القانون الدولى التى يرتكبها الجيش السودانى فى جبال النوبة , حيث التقطت صور لطائرة انتنوف تحركت من مطار الابيض وقصفت قرية انقارتو حيث تم تصوير الدخان الناجم عن القصف وايضا الطائرة التى عادت وقصفت مكان قريب من المكان الاول يبعد ميل واحد فقط , طائرة الانتنوف “اى ان 26” التقطت صورها وهى تتجه شمال انقورتو نحو( طيرة مندى) التى تبعد 4 اميال حيث كانت تطير بسرعة 320ميل فى الساعة , ما مكنها من قصف الموقع الثانى فى 11 ثانية فقط بعد قصف الموقع الاول .
ان الصور التى التقطت لا تظهر اى وجود عسكرى فى منطقة القصف بل تبدو من الصور منازل للمدنيين , ولا يوجد حتى مبانى عسكرية فى مكان القصف حسب ما بسنت الصور التى يقوم بتحليل المعلومات فيها مركز هارفاد لحقوق الانسان المتعاون مع مشروع القمر الصناعى سينتينل . ان الصور الملتقطة تعد دليلا حيا ودامغا لقصف الجيش الحكومى لمناطق مدنية كما ان الجيش السودانى يستعمل طائرات الانتنوف التى تم تصويرها وهى تقوم بالعملية لالقاء قنابل فى مناطق مختلفة وبصورة متوالية وعشوائية , وقصف المنشئات المدنية هو عمل تحرمه كل الاتفاقيات الدولية وتدين الدولة ورئيسها ووزير دفاعها وقيادات الجيش العليا الذين اصدروا هذه الاوامر بقصف المدنيين بجرائم حرب بصورة دامغة .
قام السيناتور مكفرن والذى كان قد اعتقل مع جورج كلونى  من امام السفارة السودانية احتجاجا على قتل المدنيين فى جبال النوبة قام بعرض هذه الصور فى الكونجرس باعتبارها دليلا يدين الحكومة السودانية وطالب الكونجرس بالاسراع فى تمرير قانون سلام وامن السودان الذى كان قد طرحه على الكونجرس قبل ايام , ولكنه ايضا شدد ضرورة كسر الحصار على المدنيين ووقف حكومة السودان لاستعمال الطعام كسلاح لقتل المدنيين المحاصرين فى النيل الازرق وجبال النوبة حيث يمثل ذلك ايضا انتهاكا جسيما للقوانين الدولية تصل الى جريمة الابادة الجماعية حسب قانون روما للمحكمة الجنائية .
ومن جانب اخر قامت كل من الادارة الامريكية والبريطانية باصدار بيانات تعتبر الاشد فى لهجتها تجاه الوضع فى جبال النوبة والنيل الازرق وطالبت الحكومة  فى جنوب وشمال السودان لتوصل السريع الى حل المسائل العالقة بما فيها الحدود , ولكن كان التركيز لافتا فى البيانين اللذين صدرا كما يبدو بتوافق تام بين الدولتين على مسألة تسليح جنوب السودان ” للمتمردين ضد السودان ” كما اوضح البيانين , ولكن يبدو ان هذا التركيز وايضا التوقيت المرتبط بزيارة وفد جنوب السودان للخرطم لدعوة البشير للقمة المرجوة فى مطلع الشهر القادم بين رئيسى الشمال و الجنوب , يتمحور حول الوقوف بمسافة واحدة من الدولتين املا فى دفعهما للوصول لحلول للقضايا التى اقتربت من الانفجار فى الاسابيع الماضية بتصعيد عسكرى وسياسى حذر علي اثره مبعوث امريكا للسودن بريستون ليمان من اشتعال حرب بين الدولتين الجارتين , على ما يبدو ان الضغط على الخرطوم وجوبا لتمريرا تفاقيات الجنسية والحدود للاتفاق على النفط , لا تلغى ابدا الحراك الديبلوماسى   والتشريعى الضم خاصة فى الولايات المتحدة لاجل محاولة ايصال المساعدات الى المدنيين فى جبال النوبة , وهى القضية التى كانت مسار اهمال كبير فى الفترة الماضية , صرحت ايضا الامم  المتحدة بتصريحات حذرة حول اقتراب الوصول لاتفاق مع الخرطوم حول المبادرة الثلاثية التى تضم الاتحاد الافريقى والجامعة العربية مع الامم المتحدة لادخال المساعدات الى مناطق سيطرة الحركة الشعبية , ولكن الكثير من المراقبين لايبدون تفاؤلا بموافقة الحكومة والتى عبرت مرارا عن خشيتها من تكرار سيناريو دارفور والذى تخشاه الحكومة حقا هو دخول الموظفين الدوليين الذين سيقومون بايصال الصورة الحقيقية لما يجرى من انتهاكات وهذا العمل الذى ادى الى ادانة البشير فى الجنائية وهو ما تخشاه الحكومة السودانية , والتى تعى حجم الدمار والانتهاكات التى ارتكبتها فى جبال النوبة حتى الان .
ان الصور الملتقطة من القمر سينتينل تدل على استمرار النظام السودانى فى ارتكاب جرائم ضد الانسانية فى جبال النوبة , معتقدا ان العالم لايرى , ولكن العالم الان مفتوح تماما على بعضه , وكما يسمى جورج كلونى قمره ” بمصور فضائح الابادة الجماعية”  مشبها اياه بمصورى الفضائح الذين يتابعون النجوم .   We’re the anti-genocide paparazzi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *