قمة مصغّرة بالخرطوم تجمعه بمبارك والقذافي وسلفاكير الاثنين المقبل
البشير يعرض النفط مقابل وحدة شمال وجنوب السودان
الخرطوم -عادل أحمد صديق:
أكد الرئيس السوداني عمر البشير استعداده للتخلي عن حصة شمال السودان في نفط الجنوب إذا صوّت الجنوبيون لصالح الوحدة، فيما اعتبر نائب رئيس حكومة جنوب السودان أن الطعون المقدمة ضد إجراءات التسجيل لاستفتاء الجنوب لا تبرّر عدم إجرائه في الموعد المقرّر. فقد جدّد الرئيس السوداني عمر حسن البشير تعهّده بالتخلي عن حصة شمال السودان من نفط الجنوب بالكامل إذا صوّت الجنوبيون لصالح الوحدة مع الشمال في الاستفتاء المرتقب الشهر المقبل. وقال البشير- الذي كان يتحدّث خلال استقباله وفد مجلس الأمن والسلم الإفريقي في الخرطوم أمس – إنه مستعد للتنازل عن نصيب الحكومة الاتحادية من النفط بالرغم من أن اتفاقية السلام نصّت على تقسيم نفط الجنوب مناصفة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب. وأشاد البشير بمجهودات مجلس السلم والأمن الإفريقي الداعمة للسودان، خصوصاً في قضية المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور.ومن جانبه ، قال وزير الدولة للخارجية كمال حسن علي للصحفيين عقب محادثات البشير مع مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي يزور الخرطوم، حرصه على استكمال تطبيق اتفاق السلام، مشيراً إلى أن سلام واستقرار السودان يشكل أولوية قصوى لديه.
وقال رئيس وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي المندوب الدائم لدولة مالي في المجلس أمادو دنياي: إن البشير ركز على ثلاث نقاط أساسية تشمل إجراء الاستفتاء في جو من الحوار والسلام والاستعداد لقبول نتيجته وحرصه على الأمن والسلام في السودان. من جهة أخرى اعتبر نائب رئيس حكومة جنوب السودان أن الطعون التي تقدّم بها محامون سودانيون ضد إجراءات التسجيل للاستفتاء لا يمكن أن تكون مبرّراً لمنع إجراء الاستفتاء في موعده. إلى ذلك قالت مصادر سودانية: إن الخرطوم ستشهد يوم بعد غد الاثنين قمة مصغّرة تجمع الرئيس السودانى عمر البشير ورئيس حكومة إقليم جنوب السودان سلفاكير ميارديت مع الرئيسين المصري حسني مبارك والليبي معمر القذافي لدرس الوضع الراهن في السودان وترتيبات ما بعد الاستفتاء. ونقلت هذه المصادر عن مسؤول في حكومة إقليم الجنوب الذي يتمتع بحكم ذاتي إنهم أخطروا رسميًّا بزيارة مبارك والقذافي للخرطوم الاثنين المقبل لعقد لقاء مع البشير وسلفاكير بطلب من القاهرة وطرابلس لمناقشة الوضع السياسي الراهن في السودان وترتيبات ما بعد الاستفتاء. وأكد المسؤول الجنوبي حرص مبارك والقذافي على وحدة السودان وضمان انفصال سلس للجنوب، إذا اختار مواطنوه ذلك، باعتبار أن الأمن القومي للدولتين يتأثر بأي تطوّرات في السودان. وقال نافع علي نافع مساعد البشير: إن الجهود الرامية للحفاظ على وحدة السودان فشلت في أول اعتراف من النخبة الشمالية بأن الجنوب سينفصل على الأرجح بعد استفتاء وشيك. وذكرت وكالة السودان للأنباء أن نافع والذي يعدّ مؤيداً متشدّداً لوحدة السودان قال إنه من المتوقع الآن أن يختار الناس في جنوب السودان المنتج للنفط الانفصال في الاستفتاء الذي سيجرى في يناير المقبل. وقد يمثل هذا الإعلان تغييراً في توجّه شمال السودان. وكان البشير قال في السابق إنه سيشنّ حملة من أجل الوحدة حتى اللحظة الأخيرة وهدّد أعضاء في حزب المؤتمر الوطني السوداني الذي يتزعّمه بعدم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء. ولم يتبق سوى 24 يوماً على بدء التصويت في التاسع من يناير في الاستفتاء الذي نصّت عليه اتفاقية السلام الموقعة عام 2005 التي أنهت حرباً استمرّت لعقود مع الشمال. على صعيد متصل ذكر رياك مشار أنه وفي حال اختلاف النصوص بين القانون والدستور واتفاق نيفاشا – بشأن إجراء استفتاء تقرير المصير في الجنوب – فإن ما جاء في الاتفاقية الموقعة عام 2005 هو ما سيتم العمل به، في إشارة لضرورة إجراء الاستفتاء في موعده المقرر وهو التاسع من يناير المقبل وأبلغت المحكمة الدستورية، مفوضية الاستفتاء رسمياً بالطعون المقدمة ضدها من بعض المحامين السودانيين حول الخروقات التي صاحبت عملية التسجيل وطالبتها بالرد على الطعون. وقال إسماعيل حسن محامي الطاعنين: إن المحكمة وبعد أن قبلت الطعون المقدمة من قِبل بعض المحامين ضد المفوضية حول الخروقات التي صاحبت عملية التسجيل أبلغت المفوضية رسمياً وطالبتها بضرورة الرد عليها، وأكد السعي لوقف الانتهاكات الدستورية التي صاحبت عملية التسجيل للاستفتاء، وأضاف: إن ما بُني على باطل فهو باطل، وإذا استمر الاستفتاء بهذه الخروقات سيكون باطلاً. الراية القطرية