قمة سرت»: تشكيل لجنة رئاسية لاحتواء مشكلات السودان قبل استفتاء الجنوب
مصادر لـ«الشرق الأوسط»: اقترحها الرئيس السنغالي في الجلسة المغلقة وتضم رؤساء خمس دول
سرت: سوسن أبو حسين
قالت مصادر الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» على هامش أعمال القمة العربية الأفريقية الثانية في مدينة سرت الليبية التي اختتمت أعمالها أمس، إن الرئيس السنغالي عبد الله واد اقترح خلال الجلسة المغلقة للقمة تشكيل لجنة على مستوى القمة من خمسة رؤساء لخمس دول عربية وأفريقية لإجراء اتصالات مع الاتحاد الأفريقي والحكومة السودانية والشريك الثاني للحكم في السودان من قادة الجنوب.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن القمة وافقت على المقترح وتم إدراجه في اللحظة الأخيرة في «إعلان سرت»، وقد تم ترشيح دول الغابون ونيجيريا وبوركينا فاسو والكويت، وطلبت كل من مصر وقطر الانضمام إلى هذه اللجنة.
وعن ما إذا كانت هذه اللجنة الرئاسية سوف تسافر إلى السودان قبل الاستفتاء على انفصال الجنوب المقرر له بداية العام المقبل، أوضحت المصادر أن هذه المجموعة سوف تجتمع أولا وتنسق في ما بينها و«ربما يلتقون في أي دولة عربية تحددها الاتصالات بين الدول المرشحة في اللجنة أو أن تقوم بعقد لقاءات مع قادة الجنوب لديها».
من جانب آخر، قال الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى في كلمته للقمة العربية الأفريقية إن السودان على مفترق طرق حقيقي خلال الأشهر الثلاثة المتبقية حيث انتهاء الفترة الانتقالية وانعقاد الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان حسب بنود اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005، «الذي نصت بنوده على مساعدة الأشقاء في السودان على جعل الوحدة خيارا جاذبا عند التصويت على الاستفتاء وتثبيت السلم والاستقرار فيه»، وأضاف موسى قائلا إن الجامعة العربية تعاملت مع قضايا السودان «بنظرة كلية شاملة سواء في دارفور أو في الجنوب من دون إغفال خصوصية القضايا وخطورتها، منطلقين من أن مسؤولية الحل تقع أساسا على الأطراف السودانية نفسها»، مشيرا إلى أنه، وعلى الجانب العربي «محتاجون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مزيد من التنسيق والحوار بين هذه الرؤية العربية والرؤية الأفريقية والمساعي الدولية المتعددة من أجل أن يكون التعامل بوعي وبرصانة مع مستقبل السودان»، وتابع موسى موضحا بقوله: «نحن نعمل حاليا معا من خلال لجنة الاتحاد الأفريقي التي يرأسها الرئيس ثابو مبيكي للمساهمة مع الأشقاء السودانيين في حل القضايا العالقة سواء ما قبل الاستفتاء، أو في معالجة قضايا ما بعد الاستفتاء، ولا شك في أن الإعداد الجيد والاستعداد لهذا الاستفتاء يجب أن يتم حتى يمكننا أن نضمن مسيرة سليمة لهذا الاستفتاء».
وأضاف موسى أنه من المقرر أن تبدأ وفود الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة خلال الفترة القليلة المقبلة بالتنسيق في ما بينها لمراقبة استفتاء الجنوب استهدافا لمناخ سلمي ونزيه وشفاف حتى يعكس إرادة مواطني جنوب السودان بوضوح، وكذلك في منطقة أبيي، و«كل ذلك يجب أن يكون بعيدا عن أي ضغوط لاستباق نتائج الاستفتاء». وقال موسى: «إننا نستهدف الاستقرار ونبغي السلام للسودان كله؛ سواء تجمع تحت علم واحد، أو كان له شماله وجنوبه». وتابع: «نحن مرتبطون بما يتقرر من أن لنا مصلحة مباشرة كأفارقة وكعرب في مستقبل السودان واستقراره وسلامته وأراضيه وسيادته».