الخرطوم – النور أحمد النور
قللت الخرطوم أمس، من أهمية مطالبة 90 منظمة دولية، جمهورية الكونغو الديموقراطية بتوقيف الرئيس عمر البشير الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية، والذي يزور العاصمة الكونغولية كينشاسا للمشاركة في قمة أفريقية لدول السوق المشتركة، مؤكدةً أنه سيواصل رحلته ويعود إلى السودان بعد اختتام القمة.
وقال مسؤول سوداني لـ «الحياة» إن البشير توجه إلى كينشاسا بدعوة من رئيسها جوزيف كابيلا للمشاركة في قمة رؤساء دول وحكومات السوق المشتركة لشرق أفريقيا وجنوبها «كوميسا» التي افتُتحت أمس، موضحاً أن بيان المنظمات تقف وراءه جهات سياسية لا يعجبها الموقف الأفريقي المناهض للمحكمة الجنائية الدولية باعتبارها انتقائية وتنفذ أجندة عواصم أوروبية، مشيراً إلى أن «رحلات البشير الخارجية لم ولن تتوقف».
ورأت عشرات المنظمات، من بينها منظمة العفو الدولية، في بيان أُعد قبل وصول الرئيس السوداني إلى كينشاسا أن «جمهورية الكونغو الديموقراطية وعبر التزاماتها الواردة في معاهدة روما المؤسِسة المحكمة الجنائية الدولية والتي صادقت عليها، لا يمكنها أن تدعو الرئيس البشير ويجب أن تتعاون مع المحكمة وتنفذ مذكرات التوقيف التي تصدرها».
وقال المدير التنفيذي لمنظمة «عمل المسيحيين الناشطين في حقوق الإنسان» ديكارت مبونغو: «إن على جمهورية الكونغو أن تثبت بوضوح أنها تقف إلى جانب العدالة والضحايا وليس إلى جانب المشتبه بهم».
يُذكر أن البشير ملاحق بمذكرات توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بين عامي 2009 و2010 بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة في دارفور، وتمكن منذ صدور هذه المذكرات من السفر إلى دول عربية وأفريقية عدة. وكان الاتحاد الأفريقي حض أعضاءه على عدم القبض على الرئيس السوداني، إذ يتهم بعض الأفارقة المحكمة الجنائية الدولية بالعنصرية لاستهدافها زعماء القارة السوداء.
من جهة أخرى، توقع الوسيط الأفريقي بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية – الشمال» ثابو مبيكي تحقيق اختراق في جولة مفاوضات جديدة بين الطرفين تبدأ اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لتسوية النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المضطربتين.
وأعلنت الخرطوم قبولها ورقة الوساطة الأفريقية التوفيقية لتسوية النزاع في المنطقتين ما يفتح الباب أمام نجاح الجولة الخامسة من المحادثات مع المتمردين.
واستبق مبيكى استئناف الجولة بإجراء محادثات في الخرطوم مع الموالاة والمعارضة، لمحاولة التوفيق بين تمسك الحكومة باقتصار المحادثات على أزمة الولايتين المضطربتين ومطلب المتمردين بمناقشة كل قضايا السودان.
والتقى مبيكي رئيس حزب الأمة الصادق المهدي وزعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي وقيادات سياسية ومنظمات مجتمع مدني.
وسلم المهدي مقترحاً إلى مبيكي يدعو إلى إدارة الحوار من خلال مجلس قومي للسلام وأن تكون عملية بنائه والتحول الديموقراطي جزءاً من الحوار الشامل الذي يُحضَّر حالياً. وأكد المهدى أنه بعث نسخةً من المقترح لرئيس وفد الحكومة المفاوض إبراهيم غندور ورئيس وفد المتمردين ياسر عرمان..